المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإيغور ؟! ما الإيغور ؟؟



سيشرق فجر القدس
11-07-2009, 11:24
الإيغور الحزين

https://img268.imageshack.us/img268/6772/uyghurstan2.jpg


الإيغور ؟! ما الإيغور ؟؟


قرأت كلمة الإيغور ولم أعرف لها معنى فقلت في نفسي ربما هي سيمفونية، أو ربما كانت كلمة إنجليزية، أو ربما مناسبة شعبية..
تجاوزتها...
لكن شيئاً ما جذبني لأعود إليها،،، لأعرف معناها
كتبت الكلمة في محرك البحث وما هي إلا ثوانٍ وظهرت أمامي سطور متتالية تأنّ بحِمْل ثقيل:


الإيغور شعب مسلم...
الإيغور شعب تضطهده الصين...
الإيغور شعب مسلم مضطهد معزول...
الإيغور شعب يكافح من أجل المحافظة على هويته...
الإيغور ثبات على الإسلام رغم العذابات...


وغيرها وغيرها من تفاصيل تعجبت أين كانت عنا، ولماذا لم نسمع بإخوان لنا في العقيدة؟؟


وما إن تبدأ بالقراءة عن الإيغور حتى ترتسم في خيالك صورة الأجداد العظام على ظهور خيلهم يعبرون القفار والأنهار حاملين رسالة سماوية يقودهم القائد البطل قتيبة بن مسلم الباهلي، ثم ترى مَلِكاً عظيماً هو (ستوف بغراخان) نَصَرَ الإسلام حين آمن؛ لتؤمن شعوب الإيغور طاعة له..


ومن ثم تشم رائحة البخور والتوابل التي لطالما عطّرت طريق الحرير الذي مَرّ من هناك ليجتاز سور الصين العظيم طلباً لذاك الحرير في أسواقها العامرة.





وإن تساءلت:


أين يعيشون؟ ولماذا أضيفت كلمة "الحزين" إليهم؟


فإليك نبذة عنهم:



شعب الإيغور يعيش في جمهورية تركستان الشرقية أو إيغورستان (Uyghurstan)


التي تقع تحت الحكم الصيني حالياً،


تعادل مساحة تركستان الشرقية ثلاثة أضعاف مساحة فرنسا،


وتشكل خُمس المساحة الإجمالية للصين،


تحدُّها منغوليا من الشمال الشرقي والصين شرقًا وكازاخستان وطاجكستان شمالاً وغربًا، والهند وباكستان والتبت


وكشمير جنوبًا.


وتضم تلك الأرض بين جنباتها صحراء "تكلمكات" المعروفة " بالمهد الذهبي للحضارة الإنسانية"، ومتنزهات "التون


داغ" الطبيعية التي تعتبر جنة من جنان الدنيا، وطريق الحرير وهو الجسر الذي طالما ربط قارة آسيا وأوروبا،


وبحيرتي "طانري" و"بوغدا" وهما من أجمل البحيرات في العالم، كما أنها تحوي العديد والعديد من الآثار القديمة


للحضارات غير المكتشفة.


ارتفعت بلاد الإيغور في النواحي الحضارية لا سيما في عهد "هارون بوغراخان" حفيد الزعيم ستوف بغراخان)


السالف الذكر، وكانت أوقاف المدارس تشكل خُمس الأراضي الزراعية، وقد سُمِّي القائد هارون (شهاب الدولة


وظهير الدعوة)، وكان ينقش لقبه هذا على النقود.


استولت الحكومة الشيوعية في الصين على تركستان عام 1949 لتغير اسمها بعد ذلك إلى إقليم "زنقيانغ" (Xinjiang)


أي الأرض الجديدة. ويضم الإقليم 86 مدينة، يقوم الصينيون بإعادة تقسيمها وتسميتها، وتدار تحت مظلة الحكم


الذاتي (اسمًا)، وتزعم الإحصائيات الرسمية أن العدد الحالي للسكان المسلمين هو 35 مليون مسلم، بينما عدد


المسلمين الحقيقي في تركستان الشرقية قد تجاوز الـ95 مليون!!!




تم تقسيم تركستان الشرقية إلى 6 مناطق، حكمتها الصين بقبضة من حديد؛ فأغلقت المساجد وجرَّمت اقتناء


المصاحف، والتعليم الديني وإقامة العبادات وأُجبر المسلمون على تعلم الإلحاد وتناول الأطعمة المحرمة وتحديد


النسل، وبُنيت سجون عديدة تم إلقاء الآلاف منهم داخلها باعتبارهم أخطر المجرمين على أراضيها، وعملت الصين


على إلحاق الأذى بمسلمي تركستان..



ولنأتي لمحور الموضوع: لماذا سمي الإيغور بالحزيـــــــــــــن؟؟



ذكرت تقارير منظمات حقوق الإنسان في الصين أن الحكومة الصينية تقود حملة شاملة من القمع الديني ضد


المسلمين الإيغور، تحت ذريعة محاربة النزعة الانفصالية والإرهاب، فالصين تنظر إلى الإيغور على أنهم تهديد


عرقي قومي على الدولة الصينية. ولأن الصين ترى في الإسلام دعامة للهوية العرقية الإيغورية، فإنها اتخذت


خطوات قاسية جداً لإخماد الإسلام بهدف إخضاع المشاعر القومية عند الإيغور. وتمتد الرقابة الدينية والتدخل


القسري ليطال تنظيم النشاطات الدينية وممارسي النشاطات الدينية والمدارس والمؤسسات الثقافية ودور


النشر وحتى المظهر والسلوك الشخصي لأفراد الشعب الإيغوري. وتقوم السلطات المركزية بتقييم كل الأئمة


سياسياً بشكل منتظم وتطالب بجلسات "نقد ذاتي"، وتفرض رقابة على المساجد، وتطهّر المدارس من المعلمين


والطلاب المتدينين، وتراقب الأدب والشعر بحثاً عن إشارات سياسية معادية، وتعتبر كل تعبير عن عدم الرضى إزاء


سياسات بكين "نزوعاً انفصالياً" وهو يعتبر حسب القانون الصيني جريمة ضد أمن الدولة تصل عقوبتها إلى الإعدام.


وفي الحد الأقصى، فإن الناشطين المسلمين الذين يمارسون دينهم بطرق لا تروق للحكومة والحزب يعتقلون


ويعذبون وأحياناً يعدمون. ويتم توجيه أقسى العقوبات لمن يتهمون بالتورط في ما يسمى النشاط الانفصالي، الذي


يميل المسؤولون أكثر فأكثر إلى تسميته "إرهاباً" وذلك للاستهلاك الداخلي والخارجي.


وعلى المستوى الاعتيادي، يتعرض الإيغور للمضايقات في حياتهم اليومية. إذ من المحظور عليهم تماماً، في


مؤسسات الدولة بما فيها المدارس، الاحتفال في أيام عطلهم الدينية أو دراسة النصوص الدينية أو أن يظهر


الشخص دينه من خلال مظهر شخصي ما، فـ "لا يجوز للأهل والأوصياء الشرعيين السماح للصغار بالمشاركة في


النشاطات الدينية".. فالحكومة الصينية هي التي تختار من يمكن أن يصبح رجل دين، وما هي النسخة المقبولة من


ترجمة معاني القرآن، وأين يمكن أن تعقد التجمعات الدينية، وماذا يمكن أن يقال فيها.



وهناك وثائق رسمية تذكر تزايد كبير في عدد الإيغور المسجونين أو الموقوفين إدارياً لمخالفات دينية مزعومة


ومخالفات تمس أمن الدولة، بما فيها "إعادة التربية من خلال نظام العمل" سيئة الذكر. وتعتبر القوانين التي تفصل


في كيفية تصنيف شؤون الأقليات العرقية والدينية على أنها "أسرار دولة".


و"تعتبر هذه الوثائق شديدة الحساسية ولذلك تم حصرها بالتداول الداخلي الحزبي والحكومي. وهي تستخدم


بشكل تعسفي لخلق أساس قانوني لاستهداف الإيغور ولتوليد الخوف لديهم من التجمع والتحدث في المشاكل


التي يواجهونها أو التعبير عن هوية ثقافية بأسلوب مستقل".



الإيغور سلسلة من العذابات والاضطهاد*


* الإيغور جزء من أمتنا يمزق بصمت


هذا غـيـض من فـيـض عذابات إخواننا فما خفي عنا بالتأكيد أعـظـم


فهل سنطالب حكومتنا الإسلامية -وهي العاجزة- بمد يد العون لأهلنا


وإخواننا في تركستان كي نمحو عنهم الحزن والاضطهاد!!!!


وهل سيسامحنا الإيغور باعتذاراتنا بالعجز عن إنقاذهم؟


أم هناك وسائل يمكن أن نخدم بها أهلنا وإخواننا؟؟


هل نكتفي بالدعاء لهم أم نعمل وندعو؟!؟!



اللهمّ أغفر وأرحم تقصيرنا وعجزنا


اللهمّ نوّر عقولنا بأفكار ننصر بها إخواننا


اللهمّ افتح علينا فتوح العارفين بك لنصل أهلنا في الإيغور


اللهمّ ارفع الظلم والحزن عن إخواننا في الإيغور وفي غزة وفي العراق وفي كل بقاع الأرض


منقول
،،،،،،،،
ساعدنا فى نشر القضيه

الإيغور.. مسلمون في الصين .. صمت وتحامل وتجاهل


https://www.facebook.com/group.php?gi...d=123703480398 (https://www.facebook.com/group.php?gid=123703480398#/group.php?gid=123703480398)

hamada_hotline
11-07-2009, 14:22
كل ده فى الصين للاسف كنت احترم هذه الدوله ولكن اتضح انهم مثل اسيادهم فى الغرب وحقا الكفر مله واحده
اذا كان اهل الكتاب لا يحبونا ولا يحترمونا فماذا تنتظر ممن لا يؤمنون بأى شىء شيوعى ملحد لا عقيده ولا دين عقيدته العمل من اجل الطعام ودينه المال وفقط
حسبنا الله ونعم الوكيل ولا عزاء للقاده المسلمين

NaAZoOR
11-07-2009, 15:42
أشكرك على الموضوع و هو موضوع مؤلم حقاً و يظهر كيف ان المسلمين وصلوا للحضيض ... اين أيام صرخت المرأة و معتصماه فكان الجيش أوله عندها و آخره عند الخليفة ؟؟

لله الأمر من قبل و من بعد ...

الفجر القادم
11-07-2009, 15:46
لمن اراد الاستزاده

إقليم شنغيانغ الصيني
https://www.aljazeera.net/NR/exeres/6558FDAB-D5F7-4154-8975-044E7E5998DB.htm

الإيغور.. مسلمون في الصين
https://www.aljazeera.net/NR/exeres/F4389512-EE07-4541-85A8-19FEB67D68D0.htm

ربيعة قدير.. زعيمة الإيغور
https://www.aljazeera.net/NR/exeres/89BE0889-C40C-4308-AD38-FA476BDAA6C3.htm

باحث عن المعرفة
11-07-2009, 18:12
مقطع من صحيفة الواشنطن بوست الامريكية


Of the dead, 137 were Han Chinese, 46 were Uighur and one was part of the Hui Muslim minority group. But other details are scarce.

لاحظ كيف أنّهم بظهرون أنّ الجناة هم الضحايا والضحايا هم الجتاة.

طبعاً لو كان الحديث عن أمر في السودان أو غيرها من الدول العربية والإسلامية والتي يوجد لديهم مصلحة للتدخل في شؤونها لرأينا ردّة فعل مختلفة تماماً. ولكنه دم المسلم "الرخيص"

لاحظ خلال الاسبوعين الماضيين فقط

استشهاد الصيدلانية مروة الشربيني على يد متطرف ألماني في قاعة محكمة
مقتل امام مسلم في امريكا حرقاً
مقتل المئات من المسلمين في الصين على يد الحكومة الصينية والصينيون من عرقية الهان.

ولا ننسى المليون ونصف مسلم محاصرون في غزة
أو الوضع المريع للاخوة في الشيشان

والقتل اليومي لأهلنا في العراق.
....
ذل في ذل في ذل

سيشرق فجر القدس
12-07-2009, 06:33
فيلم تعريفي بإخواننا الأيغور 1
https://www.facebook.com/video/video.php?v=107665804577

فيلم تعريفي بإخواننا الأيغور 2
https://www.facebook.com/video/video.php?v=1076658045775

فيلم تعريفي بإخواننا الأيغور 3
https://www.facebook.com/video/video.php?v=1076658045775

فيلم تعريفي بإخواننا الأيغور 4
https://www.facebook.com/video/video.php?v=1076658045775

سيشرق فجر القدس
12-07-2009, 20:06
https://photos-g.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc1/hs132.snc1/5650_100190928047_99779733047_2065990_1475657_n.jp g


من جديد ما زالت الأحداث تثبت لنا كل يوم، وبلا ما يدع مجالاً للشك، أن هذه الأمة مستهدفة دينياً وثقافياً وسياسياً وحضارياً وعلي كل المستويات وشتى المجالات من قبل أعدائها، كما أن هذه الأحداث مازالت تكشف لنا بجلاء عن حجم الخطيئة التي يرتكبها المسلمون بحق إخوانهم في الدين والعقيدة في شتي بقاع الأرض، وفداحة الغفلة بأبعاد المؤامرة الكبرى التي تحاك ضد الأمة من كل اتجاه وعلي كل صعيد.

في اليومين السابقين عمت الاضطرابات العنيفة إقليم سينكيانج أو تركستان الشرقية ذي الأغلبية المسلمة في الصين، أثر الصراع العنيف الذي نشأ بين الأقلية الصينية والذين ينحدرون من قومية الهان وهم من أتباع الوثنية، وبين مسلمي الإقليم وهم ينحدرون من قومية الإويجور، وقد سقط خلال هذه الاضطرابات مئات الجرحى والقتلى، بسبب تدخل الشرطة الصينية لصالح بني دينهم وقوميتهم، وقد امتدت الاضطرابات لتشمل عدة مدن كبيرة داخل الإقليم الكبير ذي الأهمية الخاصة لدي الحكومة الصينية الشيوعية.

فماذا يعرف المسلمون عن مسلمي الصين؟
كما قلنا أن هذه الأحداث تكشف لنا بجلاء عن مدي الغفلة بحجم الأمة المسلمة وأبعادها وحدودها والمنتمين إليها، ودائما المسلمون ينتظرون نازلة أو كارثة حتى تكشف لهم عن جزء من أجزاء أمتهم المبعثرة، مثلما حدث مع مجازر البوسنة والهرسك في أوائل التسعينيات من القرن المنصرم، عندما اكتشف المسلمون أن لهم أمة كبيرة في قلب أوروبا تقدر بالملايين، وهم لا يعرفون عنها شيئاً قط، حتى وقعت الواقعة، وكذلك لما سقط الاتحاد السوفيتي، وجد المسلمون أن أمم ضخمة بعشرات الملايين كانت تعيش في أسر هؤلاء الطغاة، وهكذا الحال مع مسلمي الصين الذين يقدر تعدادهم وفق الرواية الرسمية الصينية ب 25 مليون مسلم، وهو عدد ضئيل للغاية، بل مضحك أيضا، لو قورن بتعداد الصين الضخم، ونسب الإحصاء الرسمية التي تصدر من كل إقليم علي حدة وتوضح نسب كل قومية وديانة، والحق أن تعداد المسلمين في الصين يفوق الـ150 مليون صيني، ينتمون إلي إلى عشر قوميات منها الهوى والقازاق والطاجيك والقرغيز ومنهم الإويجور الذين يمثلون رأس الحربة المسلمة في مواجهة الطغيان الشيوعي الصيني، ومسلمو الصين يواجهون أشد صنوف الاضطهاد والقهر ومصادرة أبسط الحقوق منذ ستين سنة، أي منذ وقوع تركستان الشرقية تحت الاحتلال الصيني الشيوعي.

تاريخ تركستان الشرقية
* تعتبر تركستان الشرقية جزء قديماً من أجزاء العالم الإسلامي، فقد فتح القائد قتيبة بن مسلم كاشغر عاصمة تركستان الشرقية سنة 96 هجرية، وضمها للدولة الإسلامية ومن يومها صارت تركستان الشرقية من أجزاء العالم الإسلامي واستوطنها كثير من المسلمين العرب والأتراك، وأقاموا بها حضارة كبيرة، وتناولتها الممالك والدول الإسلامية، مثل الدولة السامانية والدولة القراخانية والدولة الخوارزمية، وهكذا ظلت تركستان تابعة للعالم الإسلامي لقرون عديدة، عبر بوابتها دخل الإسلام لباقي بلاد الصين وانتشر في كل أقاليمها، تمتع المسلمون بمكانة خاصة في بلاد الصين خلال عهد سونج 308 هجرية ـ 675 هجرية، وعهد يوان 675 هجرية ـ 769 هجرية، وعهد منج 770 هجرية ـ 1053 هجرية، وتبوأ المسلمون أرفع الوظائف والمناصب، مما أورث الصينيين البوذيين حقداً شديداً علي المسلمين انتظروا حتى جاء العهد المنشوري 1054 هجرية ـ 1329 هجرية، وفيه بدأ المسلمون يتعرضون للاضطهاد بسبب مساندتهم للعهد السابق، وحل الصينيون البوذيون محل المسلمين في الوظائف و الوزارات، ومما زاد الطين بله وقوع المسلمين في صراع مذهبي فيما بينهم بين أتباع المذهب الظاهري والمذهب الشافعي، ووقعت مصادمات عنيفة بسبب ذلك عدة مرات، والسلطة المنشورية تستغل هذا الصراع للتنكيل بالمسلمين.

* ظلت تركستان الشرقية تابعة للعالم الإسلامي حتى ضعف المسلمون وذهبت ريحهم، فانتهز حكام الصين من الأسرة المنشورية الفرصة وشنوا حملة عسكرية علي تركستان الشرقية، واحتلوها سنة 1759 ميلادية، ولكن أهلها الأتراك الإويجور استطاعوا تحرير الإقليم سريعاً، ولكن تدخل انجلترا صاحبة النفوذ القوى داخل الصين أيام الحكم المنشوري جعل الصينيون يحتلون تركستان الشرقية مرة أخرى سنة 1876 ميلادية، وأصبحت تركستان الشرقية من يومها خاضعة للصين وحتى وقتنا الحاضر.

سينكيانج أم تركستان الشرقية؟
* عمد الصينيون علي طمس الوجود الإسلامي من تركستان الشرقية، وتعفية أثر الحضارة الإسلامية فيها، فغيروا اسم الإقليم من تركستان الشرقية إلي سينكيانج أي المقاطعة الجديدة باللغة الصينية، وقاموا بتهجير أعداد كبيرة من قومية الهان الصينية البوذية للإقليم لخلخلة التركيبة السكانية هناك، ولكن ظلت الأغلبية هناك للمسلمين الإويجور، ولم تهدأ ثوراتهم ضد المحتل الصيني، وسقط عشرات الألوف من مسلمي الإويجور دفاعاً عن بلادهم.

* وبعد سقوط الحكم المنشوري وقيام الجمهورية واصل المسلمون جهادهم نحو الاستقلال، وفي سنة 1349 هجرية وقعت حادثة أججت مشاعر المسلمين، إذ قام رئيس الشرطة الصيني في مدينة حامي بالإقليم بالاعتداء علي امرأة مسلمة، فقام المسلمون بقتله هو ومعظم رجاله، واندلعت انتفاضة كبري بالإقليم، وتغلبوا علي الحاميات الصينية التي جاءت لمحاربتهم، وطلبت الصين مساعدة روسيا، فلم يفد ذلك إذ أحكم المسلمون قبضتهم علي الإقليم، وأعلنوا قيام جمهورية تركستان الشرقية الإسلامية سنة1352 هجرية ـ 1933 ميلادية، واختيرت مدينة كاشغر التاريخية عاصمة لها، ولكن تحالف الجيش الصيني مع الجيش الروسي قضي علي هذه الجمهورية الوليدة سريعا بعد سنتين .

* ومع وصول الشيوعيين لسدة الحكم في الصين سنة 1369 هجرية ـ 1949 ميلادية، زادت معاناة مسلمي الصين، إذ عمدوا لتطبيق سياسة القبضة الحديدة علي الإقليم، وأغلقوا المساجد والمدارس، وفرضوا المذهب الشيوعي فرضاً علي مسلمي الإقليم، وواصلوا عملية التهجير العكسية لخلخلة التركيبة السكانية هناك، حتى ارتفعت نسبة قومية الهان الصينية البوذية من 6% سنة 1942 إلي 40% سنة 2001، وفقاً للإحصائيات الرسمية.

* استولي الصينيون الهان علي كل المناصب الهامة في الإقليم سياسية واقتصادية وعلمية ومهنية، في حين بلغ الاضطهاد لمسلمي الإويجور أعلى مستوياته، وأهملوا بشدة وحوربت شعائرهم وعقائدهم ومنعوا من أدائها، ومنعوا من التكلم باللغة التركية الإويجورية، وفرضوا عليهم تحديد النسل بأشد الصور، وحرموا من كافة الخدمات التي ينعم بها الصينيون الهان في نفس الإقليم، مما جعل المسلمين ينظمون صفوفهم ويطالبون بالإستقلال، وقامت حركات المقاومة المطالبة بالإستقلال مثل حزب الله الإويجوري، وحزب الإويجور الإسلامي.

* وعلي الرغم من دموية أحداث سبتمبر 2001 إلا أنها كانت مغنماً حقيقياً للكثير من الدول، وعلي رأسها الصين وروسيا، إذ انتهزتا الفرصة لقمع مسلمي الإويجور والشيشان، وكلا القضيتين واحدة، وكانت الصين أسرع عملاً من مثيلاتها من الدول المضطهدة للمسلمين، إذ شنت السلطات الصينية حملة اعتقالات كبيرة في الإقليم بعد أحداث سبتمبر بأيام، شملت معظم الدعاة والعلماء والمشايخ والنشطاء الإويجور، وحكمت علي معظمهم بالإعدام، وتم التنفيذ في ميادين عامة وبمنتهى الوحشية، والعالم المتحضر يراقب الأوضاع هناك بكل سرور وحبور لما يفعله الشيوعيون البوذيون بمسلمي الإويجور، تحت مسمي محاربة الإرهاب.

لماذا كل هذا الاضطهاد والتنكيل؟
بجانب البعد الديني والعقائدي والتاريخي في اضطهاد الصينيين البوذيين للمسلمين عموماً والإويجور خصوصاً، فهناك العديد من الأسباب الأخرى التي تدفع مسئولو الصين للضغط الدائم علي الإقليم وسكانه الإويجور منها:
1ـ المساحة الضخمة للإقليم والتي تبلغ 1.6 مليون كيلو متر مربع، أي سدس مساحة الصين، أي يعتبر أكبر أقاليم الصين مساحة.

2ـ الموقع الجغرافي الحيوي والاستراتيجي للإقليم الذي يمثل بوابة الصين الغربية والمطلة علي القارة الأسيوية، ومنفذه التصديري الوحيد لأسيا، والمتاخمة أيضا للجمهوريات الإسلامية في أسيا الوسطي مثل طاجيكستان وكازاخستان وقيرغزستان، ولها حدود أيضا مع أفغانستان وباكستان، وروسيا مما جعل الصين تجعلها مساحة عازلة واقية من الأخطار الخارجية، لذلك جعل الصينيون الإقليم منطقة عسكرية شبه مغلقة، وشحنوها بأحدث الأسلحة حتى أن معظم ترسانة الصين من الصواريخ البالستية موجودة بالإقليم.

3ـ وجود ثروات طبيعية ضخمة من المعادن والبترول والغاز الطبيعي، وكان لاكتشاف البترول بكميات ضخمة بالإقليم مدعاة لزيادة التشديد علي الإقليم لمنع أي حركة استقلالية.

4ـ إصرار مسلمي الإويجور علي الحصول علي كامل حقوقهم المهدورة منذ العهد المنشوري، أو الإستقلال وذلك بأي ثمن، وهم بذلك يختلفون عن سائر مسلمي الصين في خارج تركستان الشرقية، إذ أنهم قد رضوا بواقعهم المرير، ولا يطالبون بتغييره، لذلك فالإويجور مضطهدين حتى خارج تركستان الشرقية.

والسؤال المعتاد أين المسلمون؟
قد تكون غفلة المسلمين بما يجري لإخوانهم الإويجور لها بعض ما يبررها، بسبب الحملة الشرسة التي يشنها الغرب على الإسلام والعالم الإسلامي، وبسبب كثرة الجراحات المفتوحة والمتأججة في العديد من البقاع، أو بسبب الانهيار الاقتصادي والعلمي والاجتماعي التي عليه الكثير من البلدان المسلمة هذه الأيام، كل ذلك قد يبرر بعض الغفلة عن قضية الإويجور، ولكن الذي لا يمكن أن يقبل شرعاً وعقلاً وعرفاً أن تشترك بعض الدول الإسلامية في المؤامرة على مسلمي تركستان الشرقية، فدول مثل كازاخستان وطاجيكستان وقيرغزستان وأوزبكستان قد تحالفت مع الصين وروسيا ـ الأعداء التقليديون لمسلمي الصين ـ ووقعت اتفاقية شنغهاي لمحاربة الأصولية الإسلامية، وأول بنودها ترحيل مسلمي الإويجور اللاجئين في هذه الدول إلي الصين، لمحاكمتهم والتنكيل بهم، ورفضت عدة دول مثل باكستان وأفغانستان استقبال الطلبة الإويجور في مدارسها ومعاهدها، وأغلقت دور الضيافة الخاصة بهم.
واليوم مسلموا الإويجور يتعرضون لحملة صينية بشعة سقط خلال اليومين الماضيين فيها فقط ألوف القتلى والجرحى والمعتقلين، والأيام القادمة ستحمل علي الأرجح ما هو أبشع في ظل توارد الأنباء عن استعداد قومية الهان البوذية لمجازر مروعة وواسعة النطاق بحق مسلمي الإقليم، وهم الذين سيذبحون ويقتلون رجالاً ونساء، وكبارا ً وصغاراً، ولا يسمع بهم أحد، ولا يبكي لهم أحد.

شريف عبد العزيز - مفكرة الإسلام

https://photos-c.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc1/hs139.snc1/5960_100581046621111_100000076471216_14634_614763_ n.jpg (https://www.facebook.com/photo.php?op=1&view=all&subj=69506622400&aid=-1&pid=14639&id=100000076471216&oid=57729933011)

سيشرق فجر القدس
12-07-2009, 20:10
https://photos-d.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc1/hs159.snc1/5960_100579866621229_100000076471216_14595_3142551 _n.jpg (https://www.facebook.com/photo.php?op=1&view=all&subj=69506622400&aid=-1&pid=14636&id=100000076471216&oid=111115139121)

تعتزم السلطات الصينية في إقليم تركستان الشرقية (سينكيانج) منع صلوات الجماعة وتوزيع الأشرطة المسموعة والمرئية الدينية بين أبناء الإقليم ذي الغالبية المسلمة ضمن إجراءات أمنية بدأتها في رمضان، من ضمنها منع الموظفين والمدرسين والطلاب من الصوم، ومعاقبة أي شخص يحث المسلمين على أداء هذه الفريضة.


وبرر بيان حكومي هذه الإجراءات بأنه: "بالنظر إلى موجة العنف التي شنها متطرفون دينيون وانفصاليون وإرهابيون.. فإنه يتوجب علينا أن نتصدى لانتشار التعليم الديني الذي يقدمه زعماء دينيون وتلاميذهم"، بحسب ما نشرته وكالة الأنباء الفرنسية اليوم الجمعة.


وأضاف البيان الذي نُشر على الموقع الرسمي الخاص بالإقليم على الإنترنت هذا الأسبوع: "يجب أن نحذر من وقت لآخر، ونوقف المتدينيين من تنظيم صلوات جماعية (مثل التراويح والقيام)، ونمنع التجمعات الجماهيرية الكبيرة التي تضر بالسلم الاجتماعي والاستقرار في رمضان".


وإضافة لما سبق فقد منعت حكومة الإقليم موظفيها المسلمين من أعضاء الحزب الشيوعي الحاكم والمعلمين والطلاب من صيام رمضان أو ممارسة أنشطة دينية، كما حذرت من أن "أي شخص يُعرف أنه يجبر أشخاصا آخرين على الصيام سيواجه بالعقاب"، في إشارة إلى الوعاظ الذين يتحدثون عن وجوب وفضائل فريضة الصوم.
وفي هذا الاتجاه أصدرت السلطات أوامراها إلى المطاعم بأن تفتح أبوابها في نهار رمضان.


كما طالبت السلطات الرجال الملتحين بأن يحلقوا لحاهم والنساء اللواتي يرتدين الحجاب بنزعه، وإلا فإن الحكومة ستتخذ التدابير لإجبارهم على ذلك. ولم يوضح البيان ماهية هذه التدابير.


وتتعلل السلطات الصينية بأن هذه الإجراءات تهدف إلى تأمين الأوضاع بالإقليم الواقع شمال غرب الصين بعد أن شهد الشهر الماضي سلسلة هجمات أودت بحياة 20 ضابطا ورجل أمن صينيا، وألقت باللائمة فيها على جماعات إسلامية تهدف إلى "استقلال الإقليم عن الصين وإقامة دولة إسلامية".
غير أن بكين لم تقدم دليلا واحدا على صدق ادعاءاتها بحسب تقرير سابق لوكالة الأنباء الفرنسية.


وتتهم الصين جماعات إسلامية في إقليم سينكيانج بالسعي لإعادة إقامة دولة إسلامية كانت قائمة باسم "تركستان الشرقية" قبل أن تضمها الصين عنوة في ثمانينيات القرن التاسع عشر، ثم أحكمت قبضتها عليها حين تولى الشيوعيون الحكم عام 1949، وأطلقت عليها اسم "سينكيانج" أي المقاطعة الجديدة التي سعت إلى تحويلها إلى النمط الشيوعي الصيني الملحد خلافا للطابع الإسلامي السائد.


حصار المساجد
وفي منطقة "شايا" بسينكيانج تحوم دوريات أمنية حول المساجد، حيث تلقى كبار المسئولين أوامر بأن يبقوا على أهبة الاستعداد وبكامل يقظتهم على مدار الساعة للتصدى لأي حوادث "تضر بالاستقرار" في رمضان.


وقالت السلطات في شايا: إن "أي أعمال دعائية أو ممارسات دينية في الأماكن العامة يقوم بها جماعات أو أفراد ممنوعة، ويتضمن ذلك أيضا الشرائط المسموعة والمرئية التي تحتوى على مواد دينية، ومكبرات الصوت، والاحتفالات والطقوس الخاصة بالاحتفال برمضان".


وتعيد هذه الإجراءات الأمنية المشددة التي تنال الحرية الدينية في "سينكيانج" إلى الأذهان عمليات القمع واسعة النطاق التي عاناها الإقليم منذ وقوعه تحت السيطرة الصينية وحتى نهاية التسعينيات، والتي كانت تجرم الصوم والصلاة وتعلم القرآن أو حتى الاحتفاظ بالمصاحف، وهو ما أدى إلى اعتقال وإعدام العديد من أبناء الإقليم أو نفيهم بحجة ارتكاب هذه "الجرائم".


وفي السنوات الأخيرة خفت حدة هذه الإجراءات، وإن لم تنته تماما، ثم عادت بقوة مع استعداد الصين لاستضافة الأولمبياد الشهر الماضي، حيث شنت موجة من الاعتقالات، ووجهت الحكومة عدة اتهامات بالإرهاب لأبناء الإقليم مثل تدبير مؤامرة لتنفيذ عملية تفجيرية خلال أولمبياد بكين.


ورد عدد من أبناء الإقليم يعيشون بالمنفى هذه الاتهامات إلى غضب الحكومة من احتجاجات سلمية نظمها أبناء الإقليم في الشهور الأخيرة على وفاة رجل أعمال مسلم خلال احتجازه في مركز للشرطة، وعلى منع النساء من ارتداء الحجاب، والتضييق على السكان المسلمين في المساجد وأماكن العمل.


وبالرغم من أن إقليم سينكيانج يتمتع بحكم ذاتي منذ عام 1955، فإن الواقع أنه لا يُدار بهذه الطريقة من جانب السلطات الصينية التي تتحكم في استغلال ثرواته، وترى أنه لا يقدر بمال؛ نظرا لمخزونه الكبير من الغاز والنفط، كما أنه بوابة عبورها إلى وسط آسيا.


وبعد أن كان يشكل مسلمو الإقليم 90% من سكانه قبل وقوعه تحت السيطرة الصينية، أصبحوا الآن 40% فقط لصالح تزايد نسبة المنتمين لعرق الهان الصيني وهي 60% بسبب نقل السلطات أعدادا كبيرة من الهان إلى سينكيانج لإكسابه طابعا صينيا كاسحا.


أ ف ب

سيشرق فجر القدس
12-07-2009, 20:14
https://photos-f.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc1/hs152.snc1/5650_99888763047_99779733047_2059717_254155_n.jpg



اعتقالات، وتعذيب، ومحاكمات غير عادلة، وإعدام، وتدمير للمنشآت واستيلاء على الممتلكات وتهجير قسري.. هذه نماذج من صور الاضطهاد الذي تمارسه الحكومة الصينية ضد المسلمين الأويغور الذين يقطنون في إقليم تركستان الشرقية - الذي تسميه الصين بإقليم تركيتان الشرقية الذى تطلق عليه الصين "سينكيانج" – على مدار النصف قرن الماضية منذ خضوع الإقليم لحكم الصين وهو الأمر الذى اعترفت به المنظمات الحقوقية العالمية مؤخرا.

وكان ناشطون حقوقيون من الأقلية الأويغورية المسلمة في إقليم تركستان الشرقية الخاضع للسيادة الصينية قد دعوا الاتحاد الأوروبي إلى إنقاذهم من الاضطهاد الصيني الذي أجبر بعضهم على النزوح من الإقليم إلى 13 دولة مجاورة نظرا لعدم قدرتهم على تحمل آلام وقسوة التعذيب الذي يصل إلى حد الإعدام بتهمة ممارسة الإسلام السياسي وهي التهمة التي أعدم بسببها 700 مسلم إيغواري في السنوات العشر الأخيرة وفقا لما أكده ممثل المنظمة الألمانية للدفاع عن الشعوب المهددة والذي أكد أن حبس الإيغور لأسباب سياسية تحول إلى عادة يومية منذ منتصف التسعينيات.

وسلم الناشطون مكتب المفوضية الأوروبية في العاصمة الألمانية برلين رسالة لرئيس المفوضية خوسيه مانويل باروسو تحثه على عدم الاقتصار في محادثاته مع المسؤولين الصينيين خلال زيارته لبكين على الحديث عن الأوضاع المضطربة في إقليم التبت فقط، وإدراج "الانتهاكات الصينية المتزايدة لحقوق الإيغوريين" ضمن أجندة مباحثاته وجاء ذلك في ختام أعمال المؤتمر السنوي للإيغور في المنفى الذي انعقد في برلين لمدة ثلاثة أيام بمشاركة 80 من ممثلي الأقلية الأويغورية المسلمة المقيمين في 13 دولة من دول الشتات منذ عام 1952.

وفيما يعد اعترافا صينيا شبه رسميا بالهولوكوست الذي تمارسه بكين ضد المسلمين الأويغور قدمت سيدة أعمال، وعضوة سابقة في البرلمان الصيني سُجنت خمس سنوات لدفاعها عن الإيغور، في المؤتمر عرضا لأوضاع الإقليم منذ خضوعه لحكم الصين عام 1949، ولفتت إلى انخفاض نسبة الإيغوريين في الإقليم من 90% عام 1940 إلى 40% فقط حاليا نتيجة لما سمته المخطط الصيني المتواصل لتوطين 200 مليون من عرقية الهان الصينية في مناطق المسلمين وأراضيهم.

وأشارت إلى تأكيد تقارير الأمم المتحدة تسبب 46 تجربة تفجير نووي أجرتها الصين داخل أراضي سنكيانغ في إصابة أكثر من مليون شخص من السكان بأمراض سرطانية مختلفة، وتحدثت عن قيام السلطات الصينية مؤخرا بنقل الآلاف من فتيات الإيغور عنوة للعمل في مصانع شرق الصين وإكراههن على الزواج من غير المسلمين.

وعلى الرغم من زيادة حوادث اضطهاد مسلمي الأويغور بعد أحداث 11 سبتمبر إلا أن ارتفاع وتيرة هذا الاضطهاد الموجود منذ نصف قرن يعود إلى عام 1996 عندما وقعت كل من الصين وروسيا وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجيكستان على معاهدة شنغهاي والتي اشتملت بنودها على تأمين الحدود بينهم والضغط على الأقليات من (الإيغور) في دول آسيا الوسطي لمنع تقديم آية تسهيلات للإيغور الثائرين في الصين ضد الحكومة المركزية في بكين، وكان الهدف غير المعلن من هذه المعاهدة هو أن الصين بدأت تشعر بالقلق من الإسلام الذي بدأ يتنامى على أرضها وبجوارها يوما بعد الآخر.

ومن هنا يتأكد للجميع أن الإسلام هو السبب الرئيسي لما يتعرض له مسلمي الأويغور في الإقليم وهو الأمر الذي اعترفت به منظمة العفو الدولية في عام 2001 محذرة من خطورة الاستمرار في الاضطهاد إذ تأخذ صوره أشكالا عديدة وفقا للمنظمة، ومنها الاعتقالات، والتعذيب، والمحاكمات غير عادلة، والإعدام، وتدمير المنشآت والاستيلاء على الممتلكات الخاصة للمسلمين، كلها كانت- ولا تزال تمارس ضدهم.

إقليم غني
وهناك العديد من نماذج الاضطهاد ضد المسلمين الأويغور في الإقليم الذي تبلغ مساحته 1.6 مليون كيلومتر مربع، أي نحو 17% من مساحة الصين الحالية، مثل منع الشباب الإسلامي ممن دون السن القانوني، 18 عاما، من التعليم الديني بأي شكل من الأشكال بالإضافة إلى منعهم من ارتياد المساجد والجوامع لأداء الصلاة والتعلم وحفظ القرآن الكريم، علاوة على إجبار الشباب وطلاب المدارس والمعاهد على عدم الصوم في شهر رمضان المبارك، بتقديم الوجبات الغذائية لهم خلال النهار، ومن ثم طرد وتغريم وحبس من يثبت صيامه، وحرمانه من العمل أو الدراسة، كما يفرض على الفلاحين الذين يضبط عليهم الصيام مبلغ 30 يوانا؛ فإذا لم يتمكن من الدفع يجبر على العمل في معسكرات السخرة لمدة شهر.

ومن صور الاضطهاد أيضا هدم المساجد المجاورة للمدارس خشية تردد الطلاب أو المدرسين إليها، أو الالتقاء بمن يصلون فيها، فيحتكون بهم وتنتقل عدوى الصلاح والإيمان إليهم، كذلك منع التعليم الإسلامي في غير المعاهد الحكومية التي يلتحق بها الطلاب الذين تختارهم السلطات الشيوعية بعد التخرج من المدارس الثانوية، ومعاقبة كل عالم أو طالب يدرس العلوم الإسلامية أو يحفظ القرآن الكريم في مسجد أو في منزل,أيضا يتم إلزام أئمة وخطباء المساجد بقراءة خطبة الجمعة من كتاب بعنوان: "الوعظ والتبليغ الجديد"، قامت بوضعه الهيئة الصينية للإشراف على الشئون الدينية الإسلامية برئاسة جين خونغشينغ،بالإضافة إلى مصادرة الكتب الإسلامية الواردة من البلدان الإسلامية مهما كان نوعها وإتلافها وحرقها، منها ترجمة معاني القرآن الكريم باللغة الأويغورية التي طبعت في مجمع الملك فهد لطباعة المصحف الشريف بالمدينة المنورة.

وتعتبر البوذية هي الديانة الرئيسية للصين ويدين بها أكثر من (180) مليون بوذي من إجمالي (مليار و 200 مليون) نسمة يشكلون إجمالي عدد سكان الصين، وهناك ديانات ومذاهب أخرى رئيسية مثل التاوية والبروتستانتية والكاثوليكية والإسلام الذي وصل الصين عن طريق التجارة عبر مدنها الساحلية في القرن الأول ،إلا أنه لم يجد بسهولة مكانا له هناك, وخاصة في ظل الحكم الشيوعي الذي لا يعترف بدين من ناحية، وكبت حرية التدين وممارسة الشعائر الدينية من ناحية أخرى، فضلا عن سيطرة معتقدات غير سماوية وارتباط الثقافة الصينية بهذه المعتقدات من ناحية ثالثة.

ويعد إقليم تركستان الشرقية والذي ضمته الصين إلى حكمها في الخمسينات وأطلقت عليه اسم (سنكنيانج) والذي يتحدث سكانه اللغة الأويغورية، وهى من أرومة اللغة التركية القديمة، ويستخدمون الحروف العربية في الكتابة أكثر الأقاليم به سكان من المسلمين ويسكنه نحو (17) مليون مسلم يمثل المسلمون فيها (98%) من إجمالي السكان، بالإضافة إلى أعداد ضخمة من المسلمين في أنحاء متفرقة من المدن الصينية وأعدادهم في السجلات الرسمية أقل عن الواقع (150) مليون مسلم، إذ أن الكثير منهم ظل يخفى إسلامه لسنوات طويلة، وخاصة بعد حالات العنف والاضطهاد الذي كان يتعرض له المسلمون في الصين زمن الثورة الثقافية في عهد "ماوتسي تونج" .

ويقول خبراء إن الصراع بين المسلمين في تركستان الشرقية والحكومة الصينية يعود إلى عام (1759) عندما قام المانشور حاكم الصين بغزو تركستان، وأعقب ذلك قيام ثورة عارمة في الإقليم، ونجح الأهالي في طرد المحتل الصيني وتم الإعلان عن دولة تركستان الشرقية دولة مستقلة لمدة (16) عاما وظلت على حالها إلى أن تحالف الروس مع الصينيين، وتم تقسيم المنطقة بينهما.. تركستان الغربية تتبع روسيا ، وتركستان الشرقية مقاطعة من أملاك الصين، وبالتالي أصبحت تركستان الشرقية ولاية تابعة للصين منذ نوفمبر عام (1884) وبدأ الاضطهاد يتنامى ضد سكان الإقليم الذين يعد معظمهم من المسلمين.

ويذهب العديد من المحللين إلى أن هناك سببا اقتصاديا لإصرار الصين على فرض سيطرتها على تركستان الشرقية حيث أن الإقليم يمثل مخزون الثروات المعدنية التي تمتلكها، من الذهب والزنك واليورانيوم. وبعض التقديرات تذهب إلى أن احتياطي مخزون البترول يصل إلى 2.44 بليون طن في حوض التاريم. وبالرغم من أن جميع المحاولات -حتى الآن- للوصول إلى ذلك المخزون الضخم قد باءت بالفشل، فإن الإقليم يعتبر مهمًّا للغاية من حيث إنه يعتبر الواصلة التي تنقل البترول من جمهوريات آسيا الوسطى إلى مصانع الصين.

إسلام تايم- صابر عيد 28/4/2008

سيشرق فجر القدس
12-07-2009, 20:16
https://photos-a.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc1/hs132.snc1/5650_100168253047_99779733047_2065448_809810_n.jpg (https://www.facebook.com/photo.php?pid=2065448&op=1&view=all&subj=102411368028&aid=-1&oid=102411368028&id=99779733047)



في ظل حظر التجوال، والإنترنت، وحذف صور القتل الذي تعرض له مسلمو الإيجور في إقليم سينكيانج الصيني من المنتديات والمواقع الشهيرة، وجد شباب مسلم خارج الصين ضالته في المدونات والمواقع الاجتماعية للتنديد وللكشف عما تعرض له مسلمو الإيجور على يد السلطات وأبناء عرقية الهان خلال الأيام الماضية.
كيكنيس صديق أحد هؤلاء الشباب قال على صفحته الخاصة بموقع "فيس بوك" الاجتماعي إنه علم من مسلمين في سينكيانج بأن "السلطات حظرت الإنترنت في الإقليم بالكامل، ما يدل على أن الحكومة بيتت النية لقتل المزيد من مسلمي الإيجور الأبرياء".
وأضاف: "السلطات صادرت الهواتف وأجهزة المحمول وأجهزة الحاسوب، وأدوات الاتصال الأخرى.. إنهم لا يريدون العالم أن يسمع صرخات المحتجين الذين يستنجدون".

من جانبه، قال "لي زهي"، زعيم الحزب الشيوعي الرسمي في يورومكي (عاصمة إقليم سينكيانج)، بأن "الإنترنت توقف عن العمل للسيطرة على الإقليم ومنع أعمال العنف من الانتشار".
وتم إغلاق موقع تويتر الاجتماعي الشهير الإثنين الماضي بعد أن نقل المسلمون الأحداث التي جرت من خلاله.
وعملت السلطات جاهدة على إزالة صور القتل والتعليقات التي كتبت ضد أعمال العنف التي تعرض لها المسلمين من مواقع الإنترنت، بحسب رويترز.

وبحسب إحصاءات صينية رسمية فقد ألقت الشرطة القبض على أكثر من 1434 شخصا للاشتباه في صلتهم بالاحتجاجات الحادة التي وقعت خلال اليومين الماضيين في يورومكي، وخلفت 156 قتيلا، ونحو 1000 جريح في اشتباكات بين عناصر الشرطة ومتظاهرين مسلمين، هي الأقوى بين الجانبين منذ سنوات.
وذكرت وكالة الأنباء الفرنسية أن مئات من عرقية الهان التي تشكل الأغلبية في الصين تدفقوا على وسط المدينة، حاملين الهراوات والسكاكين لمواجهة المتظاهرين المسلمين، لكن شرطة مكافحة الشغب استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق الفريقين.

دعم إسلامي
وفي ظل الاعتداءات التي تقوم بها السلطات، وعرقية الهان التي تواجه مسلمي الإيجور بالهراوات والسكاكين والقضبان المعدنية والسواطير، وجد المسلمون في سينكيانج تعاطفا ودعما من شباب مسلمين في جميع أنحاء العالم.

هاري بينتلي، كتب على موقع الفيس بوك، "أريد أن أقدم الدعم لمسلمي الإيجور، فهم في قلبي دائما، وهم الأشجع على مستوى العالم".

ودعت مجموعة تحمل اسم "احتجاج عالمي لدعم مسلمي الإيجور الذين يبذلون أرواحهم فداء للحرية"، إلى تنظيم احتجاجات منظمة على مدار الأسبوعين القادمين في لندن وتركيا وكندا وأستراليا وواشنطن تضامنا مع مسلمي الإيجور.

وعلى العديد من صفحات المواقع الاجتماعية، أشار البعض بأن العنف الدامي الذي تعرض له مسلمو الإيجور، لم تلق تغطية إعلامية وافية، مشيرين إلى عزل هذه المنطقة عن وسائل الإعلام.

وقالت مريام جي وودز، على أحد المدونات في جنوب آسيا "وجدت تغطية إعلامية ضخمة جدا لوفاة ملك البوب الشهير مايكل جاكسون على مدار الأسبوعين الماضيين، وعندما قتل 150، بل ربما 500 شخص، لم تجد بعض وسائل الإعلام أنهم جديرو بالاهتمام".

وأضافت "مسلمو الإيجور طالما تعرضوا لاضطهاد صامت على أيدي السلطات، ولم يلقوا اهتماما من دول العالم".

واشتعلت الأحداث الأحد الماضي في الإقليم عندما خرج متظاهرون من عرقية الإيجور؛ احتجاجا على ما يقولون إنه سوء تعامل الحكومة مع حادثة مقتل عاملين منهم عندما اشتبكوا مع عمال من الهان -العرق الغالب بالصين- ، في أحد المصانع بجنوب البلاد أواخر الشهر الماضي، مرددين أن الحكومة تتعامل معهم (مسلمو الإيجور) كمواطنين من الدرجة الثانية برغم أنهم السكان الأصليين في سينكيانج.

واتهمت الحكومة الصينية جماعات إيجورية منفية في الخارج بالتحريض على هذه المظاهرات، الأخيرة مسئوليتها، مؤكدة أن هذه المظاهرات ما هي إلا تفريغ لغضب حاد مكبوت في صدور السكان المسلمين؛ بسبب سياسات التمييز التي تستهدف دينهم ووجودهم في الإقليم الذي كان دولة إسلامية منفصلة عن الصين تحمل اسم تركستان الشرقية قبل أن تضمها الصين عنوة في عام 1949.

سوزان ياسين - إسلام أون لاين
https://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1246346156844&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout (https://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1246346156844&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout)


انصرو اخوانكم فى تركستان بنشر القضيه
https://photos-b.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc1/hs132.snc1/5650_99977723047_99779733047_2061433_1097961_n.jpg (https://www.facebook.com/photo.php?pid=2061565&id=99779733047)

Night stone
12-07-2009, 20:34
جزاك الله خيراً علي مجهوداتك .......... ولكن
أنت أنشئت خمسة مواضيع تتكلم عن موضوع واحد .
فلماذا لا تجمع هذه المواضيع كلها في موضوع واحد ؟!!
و بذلك تحصل الاستفادة و نبتعد عن التشتيت .
تقبل مروري :)

سيشرق فجر القدس
12-07-2009, 20:41
جزاك الله خيراً علي مجهوداتك .......... ولكن
أنت أنشئت خمسة مواضيع تتكلم عن موضوع واحد .
فلماذا لا تجمع هذه المواضيع كلها في موضوع واحد ؟!!
و بذلك تحصل الاستفادة و نبتعد عن التشتيت .
تقبل مروري :)

هم ليسو موضوع واحد خالص !!

ولكن بالفعل الأفضل ان يتم دمجهم فى موضوع واحد لأنهم يتعلقون بنفس القضيه

لذلك نرجو من المشرف ان يقوم بدمجهم جميعا

وجزاك الله خيرا على نصيحتك القيمه :)

وبالفعل قمت بمراسلة المشرفين

سيشرق فجر القدس
13-07-2009, 06:40
This album reflects part of what the Uyghurs are facing in china .. You need to know about them .. you
have to support them
..

https://www.facebook.com/album.php?aid=91877&id=99779733047

سيشرق فجر القدس
14-07-2009, 19:49
منسيون ومعذبون فى الصين


لا شىء إيجابى فى أحداث الصين الأخيرة، سوى أنها ذكرتنا بعذابات ملايين المسلمين المنسيين فى أنحاء المعمورة، الذين لم يعودوا يجدون أحدا يعنى بأمرهم.

(1)

لم أفاجأ كثيرا بانفجار غضب المسلمين فى سينكيانج. ذلك أننى أحد الذين عرفوا معاناة الأويغوريين منذ زرت بلادهم قبل ربع قرن، ووقفت على آثار الذل والقهر والفقر فى حياتهم. وقتذاك نشرت عنهم عدة استطلاعات فى مجلة «العربى»، طورتها فى وقت لاحق وصدرت ضمن سلسلة «عالم المعرفة» بالكويت فى كتاب عنوانه: «الإسلام فى الصين».

كانت تلك الزيارة بداية علاقة لم تنقطع مع الأويغوريين، سواء فى باكستان المجاورة، أو فى تركيا التى لايزالون يعتبرون ان ثمة نسبا يربطهم بها، رغم أن بلادهم صارت سينكيانج (المقاطعة الجديدة)، بعد شطب الاسم الأصلى وحظره، بحيث لم يعد أحد يجرؤ على أن يذكر اسم تركستان الشرقية الذى كان معترفا به قبل ان تبتلعها الصين فى أواخر القرن التاسع عشر.

هذه العلاقة وفرت لى بشكل شبه منتظم كما من المعلومات، اعتمدت عليها فى كتابة مقالات عدة، نشرت خلال العقدين الأخيرين فى الصحف العربية، خصوصا مجلة «المجلة» التى كانت تصدر من لندن. وكان رجاء الأويغوريين المقيمين فى باكستان بالذات، ألا أشير إلى اسمائهم، لأن ذلك يعرضهم للخطر حين يذهبون إلى بلادهم بين الحين والآخر، وهو ما قدرته واستوعبته، بعد درس قاسٍ وبليغ تلقيته من تجربة مماثلة مررت بها فى وقت سابق، حين زرت الاتحاد السوفييتى وكتبت عن أوضاع المسلمين هناك، وكان أحد مصادرى شاب من النشطاء لم أذكر اسمه، ولكن أحد رفاقه وشى به. وعلمت فيما بعد انه حوكم وأعدم. وهى الواقعة التى مازالت تشعرنى بالحزن حتى الآن. حيث لم اعرف بالضبط ما إذا كانت لقاءاته معى هى تهمته الوحيدة، أم أن هناك اتهامات أخرى نسبت إليه.

أول إشارة فتحت عيناى على حقيقة معاناة المسلمين الأويغور وقعت فى اليوم الأول لوصولى إلى عاصمتهم «أورموشى». إذ سألت عن فرق التوقيت لكى أضبط ساعتى، وفوجئت بأن كثيرين هناك ضبطوا ساعاتهم على توقيت باكستان وليس الصين. وهو ما أثار فضولى، لأننى طوال الوقت ظللت أتحرى اجابة السوال: لماذا يعتبر الأويغوريون أنهم جزء من العالم الذى تمثله باكستان، وليسوا جزءا من البلد الذى يعيشون فى رحابه منذ نحو 150 عاما؟

(2)

كنت قد حملت معى من الكويت حقيبة ملأتها بالمصاحف متوسطة الحجم، بعدما أدركت من زيارة سابقة للاتحاد السوفييتى (وقتذاك) أن المصحف هو أثمن هدية يمكن ان يقدمها القادم من العالم العربى أو الإسلامى إلى من يصادفه من أبناء البلاد الشيوعية. لاحظت فى سينكيانج ان المساجد التى زرتها لم تكن بها مصاحف. وكل ما شهادته هناك كان بعض الأوانى الخزفية التى كتبت عليها بحروف عربية عبارات مثل «لا إله إلا الله» و«محمد رسول الله» و«الله أكبر»، ولا أنسى منظر أحد الأئمة حين قدمت إليه نسخة من المصحف، فظل يقبله وهو يبكى، ولا مشهد الشاب الذى جاءنى ذات مرة ليتوسل إلى أن أعطيه مصحفا لكى يقدمه مهرا لمحبوبته التى ينوى الزواج منها.

التواصل مع الناس كان مستحيلا ليس فقط بسبب اللغة، ولكن أيضا لأن الصينيين ممنوعون من الحديث للأجانب. والحصول على المعلومات كان صعبا للغاية. ولم ينقذنى من المشكلة سوى اثنين من الأويغور. احدهما عمل فى السعودية والثانى كان أبوه قد درس فى الأزهر، ويعرف بعض الكلمات العربية المكسرة. ذهبت إلى صلاة الجمعة فى المسجد الكبير بأورموشى، ولاحظت أن أغلب المصلين يرتدون الثياب البيضاء وأغطية الرءوس من ذات اللون، لكن الواحد منهم يؤدى الحركات من ركوع وسجود وهو صامت تماما، وقيل لى إن أغلبهم لا يعرف كلمة واحدة من القرآن، وإنهم يعتبرون الجمعة يوم عيد، فيتطهرون ويستحمون ويرتدون الثياب البيضاء، ويتعطرون قبل ذهابهم إلى المسجد، ثم يصطفون ويؤدون الحركات بكل خشوع دون أى كلام. وأذكر أننى قلت وقتذاك ان هؤلاء أكثر ورعا من كثيرين يحفظون الكلام. لكن صلواتهم تخلو من أى أثر للخشوع.

كنت أعرف أن الإسلام وصل إلى الصين فى عهد الخليفة الثالث عثمان بن عفان عن طريقين، الأول طريق البر الذى عرف لاحقا باسم طريق الحرير، وكان الفرس هم الذين أوصلوا الإسلام إلى مناطق الشمال، ومن بينها تركستان الشرقية، ولذلك فإن الكلمات الفارسية تستخدم فى المصطلحات الدينية (الصلاة عندهم تسمى «نماز» والوضوء وظوء). الطريق الثانى عبر البحر، وقد سلكه التجار العرب الذين جاءوا من حضرموت ومناطق جنوب اليمن، وأوصلوا الإسلام إلى الجزر الاندونيسية وكانتون فى جنوب الصين، وقد شاهدت بعضا من مقابر أولئك العرب الذين كتبت على شواهدها آيات القرآن الكريم.

وقتذاك كان المسلمون فى سينكيانج يشكون من التضييق عليهم فى العبادة ومنعهم من الحج. كما كانوا يشكون من حرمانهم من الوظائف الحكومية وتفضيل الصينيين من عرق «الهان» عليهم. وهؤلاء الاخيرون أصبحوا يتحكمون فى كل شىء. هم أصحاب السلطة وأصحاب القرار. فى الوقت ذاته فانهم كانوا يعبرون عن القلق الشديد ازاء استمرار تلاعب الحكومة بالتركيبة السكانية للإقليم. إذ فى الوقت الذى كانت تستقدم فيه أعداد كبيرة من «الهان» من أنحاء الصين، فإنها كانت تقوم بتهجير الأويغور من مقاطعتهم إلى المدن الصينية الأخرى. وهو ما أدى فى الوقت الحاضر إلى تراجع نسبة المسلمين الأويغور فى سينكيانج، إذ وصلت نسبتهم إلى 60٪ فقط من السكان بعد أن كانوا يمثلون 90٪.

(3)

لم تتوقف السلطات الصينية عن محاولة تذويب المسلمين الأويغوريين فى المحيط الصينى الكبير وطمس هويتهم. آية ذلك مثلا أنها قررت منذ سنتين نقل مائة ألف فتاة أويغورية من غير المتزوجات (أعمارهن ما بين 15 و25 سنة) وتوزيعهن على مناطق مختلفة خارج سينكيانج. الفتيات كن يجبرن على السفر، دون أن تعلم أسرهن شيئا عن مصيرهن، وكان ذلك من أسباب ارتفاع نسبة الاحتقان ومضاعفة مخزون الغضب بينهم. وفى الأسبوع الأخير من شهر يونيو الماضى قام العمال الأويغور بتمرد فى مصنع للألعاب مقام قرب مدينة شنغهاى فى جنوب البلاد، وهؤلاء عددهم 700 شخص، كانوا قد هجروا إلى مناطق «كونجدوج» التى أقيم المصنع بها. وقد أعلنوا تمردهم لسببن، الأول أن أجورهم لم تصرف منذ شهرين، والثانى أن إدارة المصنع رفضت أن تخصص مساكن تأوى المتزوجين منهم، التمرد أخذ شكل الإضراب عن العمل. لكن رد الفعل من جانب إدارة المصنع كان عنيفا. إذ تجمعت أعداد كبيرة من العمال الآخرين الذين ينتمون إلى أغلبية الهان (قدر عددهم بخمسة آلاف) واقتحموا مكان تجمعهم «لتأديبهم»، واشتبك معهم الأويغوريون الغاضبون. وحسب شهود عيان فإن الاشتباك استمر من التاسعة مساء إلى الخامسة فى صباح اليوم التالى، حين تدخلت الشرطة وفضته.

البيان الرسمى ذكر أن اثنين من الأويغوريين قتلا، ولكن الأويغوريين أصروا على أن الذين قتلوا من شبابهم يتراوح عددهم ما بين خمسين ومائة، أما الذين تم اعتقالهم أو فقدوا فقد قدر عددهم بالمئات. المهم أن هذه الأخبار حين وصلت إلى سينكيانج، فان أهالى العمال بدأوا يسألون عن ابنائهم وبناتهم الذين لم يعرف مصيرهم. وحين مر أسبوع واثنان دون أن يتلقوا جوابا، فانهم خرجوا فى مظاهرة سلمية رفعت فيها صور المفقودين، وحين تصدت لهم جموع الهان ورجال الشرطة حدث الصدام الدموى الذى قال البيان الرسمى إن ضحاياه كانوا 150 من الأويغوريين، فى حين ذكرت تقديرات الطرف الآخر ان عدد القتلى يزيد على 400 منهم.

لم تكن هذه بداية غضب سكان الإقليم الأصليين. ولكنها كانت حلقة فى سلسلة الصدامات التى لم تتوقف منذ اجتاحت الصين تركستان الشرقية فى عام 1933 وضمتها رسميا فى عام 1949. وظلت كل انتفاضة للأويغوريين تقابل بقمع شديد بدعوى أنهم انفصاليون تارة وإرهابيون أخيرا، حتى قيل إن ضحايا القمع الصينى قدر عددهم بمليون مسلم ومسلمة.

الانتفاضة هذه المرة كانت أكبر من سابقاتها، الأمر الذى اضطر الرئيس الصينى إلى قطع اجتماعاته فى قمة روما والعودة سريعا إلى بكين لاحتواء الموقف المتدهور فى سينكيانج. إذ من الواضح أن المسلمين هناك ضاقوا ذرعا بإذلالهم وحرمانهم من تولى الوظائف الرسمية، ومنعهم من صوم رمضان وأداء فريضة الحج ومصادرة جوازات سفر كل الأديغوريين لعدم تمكينهم من الحج إلا عبر الوفود التى تنظمها الحكومة، وتشترط أن يودع الراغب فى الحج ما يعادل 6 آلاف يورو لدى الحكومة (وهو ما يعنى افقار أسرته)، وأن تتراوح سنه ما بين 50 و70 سنة.

(4)

مأساة شعب «الأويغور» (الكلمة فى اللغة القديمة تعنى المتحد أو المتحالف لأنهم كانوا فى الأصل عدة قبائل ائتلفت فيما بينها) تكمن فى ثلاثة أمور. الأول أنهم يعيشون فى قبضة دولة كبرى ظلت متماسكة عبر التاريخ، لم تتعرض للتفكك كما حدث مع الاتحاد السوفييتى مثلا. الثانى أن بلادهم الشاسعة (1.6 مليون كيلو متر مربع تمثل خمس مساحة الصين وثلاثة أضعاف بلد مثل فرنسا) تتمتع بوفرة ثرواتها الطبيعية. إذ يقدر احتياطى النفط لديها بنحو 8 مليارات طن، ويجرى فى الوقت الحاضر استخراج 5 ملايين طن منه كل يوم. هذا إلى جانب انها تنتج 600 مليون طن من الفحم الحجرى. وبها ستة مناجم يستخرج منها أجود أنواع اليورانيوم، إضافة إلى وجود معادن أخرى على رأسها الذهب، الأمر الثالث أنهم مسلمون، ينتمون إلى أمة منبوذة فى العالم، وتمثلها أنظمة لاهية ومهزومة سياسيا وحضاريا.

هم ليسوا مثل البوذيين فى التيبت الذين يتعاطف العالم مع قضيتهم. ولا مثل كاثوليك إيريان الغربية الذين وقفت الدول الكبرى مع استقلالهم عن اندونيسيا. ولا وجه لمقارنتهم باليهود، الذين واجهوا مشكلة فى أوروبا فقررت الدول المهيمنة حلها عن طريق تمكينهم من اقتلاع شعب فلسطين وإقامة دولة لهم على أرضهم.

استطرادا من هذه النقطة ــ وللعلم فقط ــ فان حجم التبادل التجارى بين الصين والدول العربية فى العام الماضى (2008) وصل إلى 133 مليار دولار. وهذا الرقم يزيد سنويا بمعدل 40٪، وللعلم أيضا فانه فى الوقت الذى كان مسلمو الأويغور يسحقون كانت 1100 شركة صينية تقيم المعرض الثالث لمنتجاتها فى دبى.

للعلم كذلك قال لى أحد المسلمين الصينيين الذين يجيدون العربية انه يكلف بمصاحبة وفود الحج الرسمية التى تزور الدول العربية بعد أداء الفريضة، وتلتقى قادتها ومسئوليها. وقد فجع صاحبنا لأنه أثناء تلك اللقاءات فان أحدا من القادة العرب لم يحاول أن يسأل الوفود التى رافقها عن أحوال المسلمين فى الصين، الذين تقدرهم المصادر التركية بستين مليون نصفهم من الأويغور.


المصدر
فهمى هويدى
جريدة الشروق المصريه

سيشرق فجر القدس
15-07-2009, 08:54
مسلمو الصين.. آلام وآمال (ملف مصور) (javascript:void(window.open('https://www.islamonline.net/Arabic/Multimedia/Library/politics/2007/11/china_muslims/china.shtml','','Top=0,Left=0,height=500,width=750 ,toolbar=no,scrollbars=no')))

سيشرق فجر القدس
15-07-2009, 12:04
https://www.uyghurweb.net/Ar/index.html (https://www.uyghurweb.net/Ar/index.html)

Night stone
15-07-2009, 12:13
جزاك الله خيراً يا أخي علي هذه التغطية الرائعة .

سيشرق فجر القدس
15-07-2009, 16:22
كتبت: أمل خيري أمين (https://www.facebook.com/note_redirect.php?note_id=103779003028&h=1037e1038d5397a16e1b633bebfe1132&url=http%3A%2F%2Falafnan.jeeran.com%2Farchive%2F20 09%2F7%2F906202.html)


سؤال أود طرحه على ضمائرنا جميعاً: هل نقاطع بضائع الصين التي تمارس قمعها وقهرها لشعب مسلم في تركستان الشرقية؟ أم نظل نشتري بضاعتهم الرديئة الصنع الرخيصة الثمن لندفع لهم من أموالنا ثمن الرصاصات التي توجه لإخوتنا من مسلمي الإيغور؟ وهل مقاطعة البضائع الأمريكية والإسرائيلية فقط هي الواجبة لما يمارسه الاحتلال الصهيوني على اخوتنا في فلسطين من قمع وقهر؟
أليس مسلمو الصين إخوتنا أيضا؟ ألأنهم ليس لديهم بيت المقدس أو المسجد الأقصى لا نحزن لهم ولا ننتفض معهم ولا نشاركهم حتى بالدعاء والمقاطعة الاقتصادية؟


ربما لا يعرف الكثير منا ما هي تركستان الشرقية، وأين تقع، وما هي الاضطهادات والمذابح التي يتعرض لها مسلمو هذه البقعة المنسية في ذاكرة المسلمين .. لذا أردت أن أقدم للقارئ العادي معلومات مبسطة عن هؤلاء المسلمين المنسيين.


تركستان الشرقية .. لا سنكيانج
نؤكد أنهم مسلمو تركستان وليس سنكيانج، وهم مسلمون أتراك لا صينيون .. فمصطلح "تركستان" مصطلح تاريخي يتكون من مقطعين: "ترك" و"ستان"، ويعني أرض الترك .. وتنقسم إلى "تركستان الغربية" أو آسيا الوسطى التي تشغل الثلث الشمالي من قارة آسيا، و"تركستان الشرقية " الخاضعة الآن للصين، وبعد احتلال الصين لها ألغت الاسم الأصلي للاقليم وأطلقت عليه اسم "المقاطعة الجديدة" أو "سكيانج" أو "شينغيانج".


وتقع التركستان وسط آسيا، وتحدها منغوليا من الشمال الشرقي، والصين من الشرق، وكازاخستان وقيرغيزستان وطاجكستان من الشمال والغرب، والتبت وكشمير والهند والباكستان من الجنوب .. وتبلغ مساحة التركستان الشرقية 640،000 ميلاً مربعاً (1،626 مليون كيلو متر مربع)، أي أكبر من مساحة مصر، وثلاثة أضعاف مساحة فرنسا (أكبر الدول الاوربية مساحة)، وتزيد عن مساحة المجر بسبعة عشر ضعفاً، وهي في المرتبة التاسعة عشر من حيث المساحة بين دول العالم، وهي تعادل خمس المساحة الاجمالية للصين اليوم، وتمتد حدودها على طول 5400 كيلومتر، وتشمل حوض جونجاراي وحوضي تاريم وتورفان بين جبال طانري، وحوض نهر تاريم الذي ينبع من جبال قرة قورم ويصب في بحيرة قرة بوران، ونتيجة لوجود هذا النهر الذي يبلغ طوله 1600 كلم فإن الاراضي المحيطة به خصبة وزراعية.


عاصمة الإقليم هي أورومشي، ويبلغ عدد سكان الإقليم حسب أرقام الحكومة الصينية حوالي 21 مليون ساكن، منهم 11 مليوناً من المسلمين ينتمون أساسا إلى عرق الإيغور، وبعض الأقليات وهي: الكزخ والقرغيز والتتر والأوزبك والطاجيك، بينما يبلغ عدد السكان من أصل "هان" ـ وهو العرق المسيطر في الصين ـ تسعة ملايين نسمة، أي حوالي 40% ـ حسب نفس الإحصائيات الرسمية ـ علما بأنهم كانوا يمثلون 10% فقط في منتصف القرن الماضي .. ويتكلم السكان لغات ولهجات مختلفة من أبرزها التركية والكزاخية والأويرات (مغول) والساريكولي والواكهي؛ وهما لهجتان قريبتان من اللغة الفارسية ولغة الأوردو.


الايغور مسلمون منسيون
والإيغور قومية من آسيا الوسطى ناطقة باللغة التركية وتعتنق الإسلام، وقبل الاستقرار في تركستان الشرقية كان الإيغور قبائل متنقلة تعيش في منغوليا، وقد وصلوا إلى هذا الإقليم بعد سيطرتهم على القبائل المغولية وزحفهم نحو الشمال الغربي للصين في القرن الثامن الميلادي. ويتكلم الإيغور اللغة الإيغورية التي تنحدر من اللغة التركية ويستعملون الحروف العربية في كتابتها.
ويعود دخول الإسلام إلى الإقليم عام 934م عن طريق الإيجور "ستاتوك بوجرخان" الذي اعتنق الإسلام قبل أن يتولى العرش ويصبح حاكم ولاية أوجور .. وبعد أن أصبح حاكماً اتخذ لنفسه اسماً مسلماً هو "عبدالكريم ستاتوك" وبإسلامه أسلم معظم التركمان من السكان وسكان وسط آسيا، لتصبح تركستان بعد ذلك مركزاً رئيساً من مراكز الإسلام في آسيا، واستمرت تلك الحضارة الإسلامية زهاء الألف سنة، كان من نتاجها نخبة من مصابيح الهدى ومنارات العلم كالبخاري، والترمذي، والزمخشري، وغيرهم من العلماء ..


ثم جاء الصينيون بكفرهم ليعكروا صفو هذه الحضارة العظيمة، فتولى الشيوعيون مقاليد الحكم في الصين عام 1949م ليمارسوا مع المسلمين هناك أسوأ ألوان المسخ العقدي المتمثل في إبعادهم الكامل عن دينهم، وقطع صلتهم بحضارتهم الإسلامية ..
يقول الكاتب "محمد إركن البتكن" في مقالة له بعنوان "اضطهاد المسلمين التركمان في تركستان الشرقية": لقد ألغى الشيوعيون الكتابة العربية التي كان المسلمون يستخدمونها لمدة ألف سنة ماضية، وأتلفوا 730 ألف كتاب باللغة العربية، بما في ذلك نسخ من القرآن الكريم، وذلك تحت شعار محاربة "مخلفات الماضي" .. وصادروا ممتلكات الوقف لقطع موارد الأنشطة الدينية تحت شعار "الإصلاح الزراعي"، وأغلقوا كل المدارس الملحقة بالمساجد ـ وكانت هذه عادة المسلمين في بناء المدارس ـ وإجبارهم على تعلم مبادئ ماركس ولينين رماو، وأغلقوا 29 ألف مسجد في جميع أنحاء تركستان الشرقية وتحويلها إلى سكنات عسكرية واسطبلات ومجازر، وقبضوا على 54 ألف إمام، وتم تعذيبهم وتشغيلهم بالسخرة في تنظيف المجاري والعناية بأمر الخنازير .. 240 ألفًا من مسلمات الإيجور تم ترحليهن عنوة إلى المصانع في شرق الصين للعمل بالسخرة وإجبارهن على الزواج من غير المسلمين.


وبعيدًا عن المسلمات اللاتي يجبرن على السخرة أو البغاء يجلس رجل عجوز على عربة صينية تقليدية بعجلات تجرها فتاتان لكي يشاهده الزوار كمعلم سياحي لتاريخ الصين مقابل 28.5 دولارًا أمريكيًا .. هذا الرجل هو الملك "داود محسود" قائد شعب الإيجور بإقليم تركستان الشرقية شمال غرب الصين، بحسب ما ذكرته صحيفة "كريستيان ساينس مونيتور" الأمريكية.
وذكرت الصحيفة أن مصير الملك العجوز مثير للشفقة، فبعد أن كان قائدًا لشعب الإيجور أصبح مَعْلمًا سياحيًا، وهو يمثل نذيرًا بزوال ثقافة وهوية إقليم الإيجور الغني بالنفط، أمام حملات القمع الصينية المتواصلة، وتغيير التركيبة السكانية، بتوطين آلاف الشيوعيين من عرق الـ"هان" في الإقليم؛ بزعم الخوف من الانفصال، ومحاربة الإرهاب.
وقالت الصحيفة في عددها الصادر في 28-4-2008: إن "المهانة التي يراها الملك "داود محسود" ـ وهو الملك الثاني عشر الباقي من السلالة الملكية الحاكمة في الإقليم ـ هي علامة على ما يعانيه الإقليم الذي صعدت بكين في الآونة الأخيرة من حملاتها الأمنية ضده، بذريعة مكافحة الإرهاب والانفصاليين، حيث تتهم الإيجوريين بالسعي لفصل الإقليم ذي الحكم الذاتي عن الدولة".
وإلى جانب عمليات الاعتقال، وكبت الحرية الدينية، فإن أشد ما يخافه مسلمو الإقليم حاليًا هو اختفاء هويته الإسلامية أمام المد الشيوعي الذي يغذيه مشروع حكومي جار منذ عشرات السنين بتوطين مئات الآلاف من عرقية "الهان" الصينية الشيوعية في الإقليم.


القمع مستمر
آخر حملات القمع ضد مسلمي الإيجور كانت في صباح الجمعة الموافق 26 يونيو 2009، حيث هاجم الآلاف من العمال الصينيين الهان عمال إيجور مسلمين يعملون في مصنع للألعاب في مقطاعة كونجدوج الواقعة جنوب الصين. واستخدم العمال الصينيين السكاكين والمواسير المعدنية والأحجار في الهجوم على العمال الإويجور، ما أدى إلى جرح وقتل ما يقرب من ألف مسلم إيجوري، ما يعني أن نزيف الدم الإيجوري ما زال مستمرًا.


لن أستغرق في تفاصيل أكثر حيث يمكن متابعة معلومات أكثر على هذه الروابط:
موقع الايغور:
https://www.uyghurweb.net/Ar/index.html (https://www.uyghurweb.net/Ar/index.html)


فيديو عن الجهاد في تركستان الشرقية:
https://www.archive.org/details/Jihad-in-Turkistan-Middle


مسلمو الصين آلام الماضي وأمال المستقبل:
https://www.islamonline.net/Arabic/Multimedia/Library/politics/2007/11/china_muslims/china.shtml


مقال لفهمي هويدي الأجراس تدق في سنكيانج!:
https://www.uyghurweb.net/Ar/belge.pdf


مدونون مسلمون ينقلون صرخات الإيجور:
https://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1246346156844&pagename=Zone-Arabic-News%2FNWALayout


وبمجرد البحث في جوجل عم تركستان الشرقية أو الايغور،أو سنكيانج .. ستجد عشرات الصفحات التي ترصد المأساة.


يمكن أيضا قراءة الرواية الرائعة "ليالي تركستان" للدكتور نجيب الكيلاني رحمه الله


ولكن يبقى السؤال الأهم:
ما دورنا في ظل هذا التعتيم الإعلامي المتعمد والحظر الصيني على مسلمي الاقليم الذين منعوا حتى من مجرد نقل أخبارهم وصور المجازر البشعة التي يتعرضون لها؟
وأتحدث هنا عن دورنا كأفراد:
ـ الدعاء بنصرتهم.
ـ مشاركتهم في التعريف بقضيتهم وفضح المخططات الصينية وكشف المذابح والمظالم التي يتعرضون لها.
ـ التواصل معهم ودعمهم معنويا إن لم يكن ماديا.
ـ المشاركة في المنتديات والمدونات والمجموعات التي تدعمهم.


ويبقى السؤال الأخير: أما آن الأوان لمقاطعة البضائع الصينية؟
أليست هذه البضائع مصنوعة من موارد منهوبة من إخوتنا في تركستان الشرقية؟
أليس الذين يقتلون ويشردون ويهجرون إخوة لنا في الدين؟
فلنتوقف عن شراء المنتجات الصينية، خاصة المنتجات زهيدة الثمن التي تباع على الأرصفة وفي المولات، والتي يقبل عليها صغار المشترين، فهي فضلاً عن رداءتها تكلف على المدى البعيد ميزانياتنا بأرقام فلكية.
تباع السلعة الواحدة بمبلغ جنيهان ونصف .. أرى بعيني سيدات يدخلن مولات تبيع هذه المصنوعات تظل تختار وتتنتقي حتى تدفع في النهاية مبلغا لا يقل عن خمسين جنيها في المرة الواحدة، اشترت بها على الأقل عشرين سلعة، ولكن مع تكرار الأمر ما بين أدوات منزلية ومستحضرات تجميل ولعب أطفال .. نساهم جميعاً كأفراد بمليارات الجنيهات من هذه السلع الصغيرة التي أصبحت تحوطنا من كل جانب، ومعظم هذه السلع من الالأمور التحسينية التي يمكن الاستغناء عنها، ولكن انبهارنا بالجديد يولد حاجتنا التي لم تكن موجودة من قبل.


أدعو كل مسلم أن يدخل إحدى غرف منزله ويحصي عدد الأشياء المصنوعة في الصين، ثم يدخل المطبخ ويحصي عدد الأدوات المصنوعة في الصين ( ستكون مفاجأة هائلة من الأعداد الضخمة).
إذن بمقاطعتنا نحن الأفراد البسطاء الذين نقبل على السلع الرخيصة يمكننا أن نكبد الاقتصاد الصيني خسائر كبيرة.


هل يمكن أن نعيش بدون منتجات صينية؟ .. نحاول لمدة شهر واحد على الأقل أن نمتنع عن شراء أي منتجات صينية ونرى ماذا حدث؟
هل متنا جوعا؟
هل توقفت حياتنا؟
فإن كانت الإجابة لا، فلم لا نستمر ونضع صور إخوتنا القتلى والجرحي في أذهاننا ونحتسب الأجر عند الله؟
وهذا أضعف الإيمان.


ملحوظة: الباركود الخاص ببضائع الصين تبدأ أول ثلاث أرقام منه من اليسار بهذه الأرقام: 690، 691، 692، 693، 694، 695.
___نقلاً عن:___________________________________
هل آن الأوان لنقاطع البضائع الصينية؟
https://alafnan.jeeran.com/archive/2009/7/906202.html (https://alafnan.jeeran.com/archive/2009/7/906202.html)
¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯¯


(https://www.facebook.com/photo.php?pid=2087083&op=1&view=all&subj=103779003028&aid=-1&oid=103779003028&id=99779733047)

https://photos-d.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc1/hs132.snc1/5650_101397928047_99779733047_2087083_1344255_n.jp g

one-zero
15-07-2009, 17:46
شكرا

سيشرق فجر القدس
15-07-2009, 18:55
وجزاك الله بالمثل ان شاء الله نايت ستون

عفوا استاذ وبووو
ـــــــــ


الصين تتحدى الملل! (https://www.20at.com/masr/t7kyk/12653-2009-07-14-14-20-45.html)


يبدو أن الصين قررت أن تحذو حذو قنوات ميلودي وأن تتحدى الملل مثلها بالضبط، فبعد أن مللنا من تكرار قصة مروة الشربيني ومن حكايات اضطهاد المسلمين في أوروبا ومن كثرة أخبار الحروب الأمريكية والإسرائيلية على العرب... قررت الصين أن تحكي لنا حدوتة جديدة قبل النوم.
الحدوتة قد تسمعها وتشاهد تفاصيلها إذا خانك الريموت للحظات، فكنت مثلاً تبحث عن روتانا سينما رقم 26 على الريسيفر، فضغطت خطأ على رقم 62 ففزغت مما رأيت على قناة الجزيرة من صور لمذابح وسحل المسلمين هناك. لا تنزعج، فميرنا لازالت على العهد مع خليل وشهرزاد لازالت تحكي حكاياتها وأبوتريكة لازال في الأهلي.
ادر القناة من جديد.. عد إلى قواعدك سالماً إلى قناة ميلودي أو روتانا سينما، ففيلم (فول الصين العظيم) على وشك أن يبدأ. أنا وأنت ننتظر المشهد الضاحك عندما هدد محمد هنيدي قائلاً: "طب وربنا.. وربنا كمان مرة لأنيمك من المغرب يا صين"، لكن الصين لم تنم من المغرب، بل قتلت من يصلون المغرب والعشاء عندما أطلقت النار على 143 مسلماً أثناء تظاهرهم للمطالبة بتعديل أوضاعهم.
قصة ومأساة وتحدي جديد أمام المسلمين، لكنه أصعب قليلاً من "تحدي روابي"، فالأمر هنا يتطلب عالم سياسي بحجم وقدرات حسن حسني عالم الزبديات الشهير في سلسلة إعلانات السمنة.
قبل أن تغلق الصفحة وتشتم وتسب من عكر صفو مزاجك هذا الصباح، اقرأ بعض المعلومات عما حدث وبعض الأرقام التي تتعلق بالمسلمين في الصين، لعلها تنفعك إذا قررت يوماً أن تهدد الصين مثلما فعل هنيدي:


* معلومات تهمك عن الصين:
- عدد السكان: مليار و338 مليون و613 ألف (طبقاً لإحصاء يوليو 2009)
- عدد المسلمين: نحو 100 مليون مسلم بنسبة تتراوح بين 1% إلى 2% من السكان.
- عدد المساجد: 45 ألف مسجد في أغلب المدن الصينية
- أماكن تركز المسلمين: (شينجيانغ أو ما يسميها المسلمون تركستان الشرقية) و(قانسو) و(نينغيشيا).
- عدد المسلمين في مقاطعة شينجيانغ: 10 مليون نسمة يمثلون الأغلبية وأكثر من نصف سكان المقاطعة، ويسمون بالإيجور أو الإيغور، وأغلبهم من أصل تركي.

* مطالب المسلمين:
الاستقلال عن دولة الصين؛ لأن الأقليم ليس صينيا في الأساس ولكن هويته إسلامية في الحاضر وتاريخياً أيضاً، وقد قامت الحكومة الصينية عبر السنوات والقرون الماضية بقتل وإعدام المسلمين المطالبين بالاستقلال.

1- المقاطعة مساحتها كبيرة وعدد سكانها قليل وترغب الصين في استغلال المساحة في توطين أكبر قدر من المواطنين هناك
2- المقاطعة هي محطة عبور النفط من وسط آسيا إلى شرق الصين، وهي أكبر منتج للغاز في الصين
3- تخشى الصين من أن إعطاء حق تقرير المصير سيفتح الباب أمام الأقاليم الأخرى لكي تطلب نفس الطلب.

* تطور الأحداث الأخيرة:
5 يوليو 2009: قتل 140 شخصا على الأقل وجرح أكثر من 800 آخرين في اضطرابات بين متظاهرين مسلمين من عرقية الإيجور وقوات الأمن في مدينة يورومكي، عاصمة إقليم شينجيانغ، بعد قيام المسلمين بالهجوم على معاقل صينية احتجاجاً على سوء أوضاعهم.
6 يوليو 2009: اعتقال 1400 مسلم وتجدد الاشتباكات بين الجانبين.
7 يوليو 2009: فرض حظر التجول في المقاطعة واقتحام لبيوت المسلمين والاعتداء على حرماتهم.
9 يوليو 2009: توعد الرئيس الصيني "هو جين تاو" بإنزال عقوبات شديدة بحق المسئولين عن الاضطرابات في إقليم شينجيانغ، والحكومة الصينية تعلن إغلاق معظم المساجد أثناء صلاة الجمعة لمنع المصلين من التجمع.
10 يوليو 2009: أعلن رئيس الوزراء التركي أن "الأحداث التي تشهدها الصين لا تعدو عن كونها أعمال إبادة جماعية.. لا يوجد فائدة من وصفها بوصف آخر".
13 يوليو 2009: قتلت دورية من الشرطة اثنين من مسلمي الإيجور لمنعهم من خطف مكبر الصوت الذي كان يتحدث به إمام أحد المساجد لدعوة المسلمين إلى الجهاد والتظاهر.
14 يوليو: الصين تنفي أن ما تقوم به في إقليم شينجيانغ "إبادة جماعية" وتطالب أردوغان بالتراجع عن هذا الوصف، وأردوغان يرد بأنه متمسك بهذا الوصف وأنه قاله بـ"وعي كامل".


المصدر

https://www.20at.com/masr/t7kyk/12653-2009-07-14-14-20-45.html

سيشرق فجر القدس
15-07-2009, 19:09
أبدت صحيفة كريستيان ساينس مونيتور دهشتها من أن أغلب المسلمين في جميع أنحاء العالم التزموا صمتًا قاتلاً حيال الاعتداءات العنيفة التي وقعت على الإيجور المسلمين من قبل قومية الهان الصينية في مقاطعة شنجيانج.

وتساءلت الصحيفة: ما الذي يجعل "الظلم" الذي تعرض له المسلمون الصينيون الإيجور مختلفًا عن غيره؟!
وأضافت أن الصمت المطبق في الشارع الإسلامي ساد بعد أعمال الشغب التي وقعت في شنجيانج وراح ضحيتها أكثر من 800 شخص.

وقالت الصحيفة: "لئن كانت الحكومة الصينية قد أعلنت أن غالبية القتلى هم من قومية الهان إثر هجوم من قومية الإيجور المسلمين الذين يشكون عقودًا من التهميش وسوء المعاملة والإهمال والاضطهاد، فإن كثيرًا من الإيجور قتلوا كذلك، كما اعتقلت السلطات الصينية الآلاف منهم، وقد تعمد إلى إعدام كثير منهم".
وقد أقدمت بكين كذلك على إغلاق المساجد الأسبوع الماضي، ما يعد خطوة تضاف إلى القيود العديدة الصارمة التي تفرضها الصين على حرية التعبير في شنجيانج.

وأضافت الصحيفة أن هذه الأمور من شأنها أن تثير احتجاجات عاطفية هائجة لو حدثت في أي بلد عربي، كما حدث عدة مرات في السابق.. لكن لم تُحرق أعلام صينية في كراتشي ولا دمى للرئيس الصيني هو جنتاو في القاهرة، ولم تتردد هتافات "الموت للصين" في شوارع طهران، فما الذي جعل الرد على القمع الصيني مختلفًا؟!

دعاية صينية:
وبالنسبة للزعيمة الإيغورية ربيعة قدير فإن "سبب صمت العالم الإسلامي حيال معاناة الإيجور هو أن السلطات الصينية نجحت في الدعاية التي روجت لها داخل العالم الإسلامي أن الإيغوريين "متغربون" (موالون للغرب) أكثر مما هم مسلمون حقيقيون".

رد الفعل التركي:
وجاء الرد الأقوى من رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوجان الذي وصف ما جرى للإيجوريين المسلمين بأنه "إبادة"، كما نزل آلاف الأتراك إلى الشوارع للتنديد بما تعرض له إخوانهم الإيجور الذين يشاطرونهم نفس اللغة، ولذلك فإن الدعم في تركيا يتجاوز مجرد التعاطف مع إخوان مسلمين يتعرضون لظلم الكفار.

مقاطعة تركيا للمنتجات الصينية:
وقد أوقفت 20 شركة تركية تعاملها مع الصين، وسط مخاوف صينية من مقاطعة عربية وإسلامية لبضائعها.
وذكرت "الجزيرة. نت" أن جمعية تجار الألعاب التركية أعلنت أن 20 شركة مستوردة للألعاب من الصين أوقفت استيراداتها بعد أن تزايدت الدعوات إلى مقاطعة البضائع الصينية.
وكان وزير الصناعة التركي نيهات أرغون قد دعا إلى مقاطعة البضائع الصينية ردًا على الانتهاكات ضد السكان المسلمين الإيجور الذين تربطهم صلات اللغة والعرق مع تركيا.

آلاف القتلى من المسلمين:
وأكدت المعارضة الإيجورية في المنفى أن حصيلة أعمال العنف والقمع الصينية ضد المسلمين الإيجور الذين يعانون من الاضطهاد والتمييز تفوق آلاف القتلى من المسلمين.
ودعت المعارضة الإيجورية السويد التي تتولى الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي إلى إرسال مراقبين إلى إقليم شينجيانج الواقع شمال غرب الصين لوقف هذا القمع العنيف.
ومن جانبه أعلن أردوجان أنه تم إدراج الأزمة الإيجورية في جدول أعمال قمة مجموعة الثماني التي يشارك فيها زعماء العالم.

130 مليار دولار حجم تجارة الشركات العربية مع الصين:
وفي المقابل، تخشى الصين من تفاقم ردود الفعل الإسلامية على قمع المسلمين في الصين لتشمل مقاطعة عربية وإسلامية للبضائع الصينية، خاصة في ظل الأزمة المالية العالمية.
يذكر أن حجم المعاملات التجارية بين الشركات في العالم العربي مع الصين قد بلغت العام الماضي نحو 130 مليار دولار.
هذا، وكانت المقاطعة الإسلامية للبضائع الدنماركية عقب نشر الرسوم المسيئة للرسول الكريم – صلى الله عليه وسلم – قد تسببت في خسائر اقتصادية ضخمة للدنمارك، على الرغم من أن حجم تعاملاتها التجارية مع الدول الإسلامية لا يقارن بحجم تعاملات الصين التجارية مع الدول الإسلامية، التي تفوقها بمراحل.



مفكرة الإسلام
https://www.islammemo.cc/akhbar/arab/2009/07/14/85027.html (https://www.islammemo.cc/akhbar/arab/2009/07/14/85027.html)


https://photos-h.ak.fbcdn.net/hphotos-ak-snc1/hs132.snc1/5650_101454073047_99779733047_2087455_5353864_n.jp g (https://www.facebook.com/photo.php?pid=2087455&op=1&view=all&subj=103837643028&aid=-1&oid=103837643028&id=99779733047)

سيشرق فجر القدس
16-07-2009, 14:46
عدا تركيا.. كل إخوانك "تناسوكِ" يا تركستان! (https://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1246346282518&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout)



https://www.islamonline.net/servlet/Satellite?blobcol=urldata&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobtable=MungoBlobs&blobwhere=1247452597088&ssbinary=true
طالبة إيجورية في تركيا تبكي خلال مظاهرة متضامنة
مع تركستان الشرقية

سيشرق فجر القدس
16-07-2009, 14:49
أزمة شينجيانج.. رب ضارة نافعة لمسلمي الإيجور! (https://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&cid=1246346274416&pagename=Zone-Arabic-News/NWALayout)


https://www.islamonline.net/servlet/Satellite?blobcol=urldata&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobtable=MungoBlobs&blobwhere=1247452594503&ssbinary=true
مسلمو الإيجور يترقبون تداعيات الاضطرابات

سيشرق فجر القدس
16-07-2009, 14:51
أحداث الإيجور.. مدخل لاكتشاف "الصين المسلمة" (https://www.islamonline.net/servlet/Satellite?c=ArticleA_C&pagename=Zone-Arabic-ArtCulture/ACALayout&cid=1246346179107)

https://www.islamonline.net/servlet/Satellite?blobcol=urldata&blobheader=image%2Fjpeg&blobkey=id&blobtable=MungoBlobs&blobwhere=1247126596732&ssbinary=true

سيشرق فجر القدس
16-07-2009, 19:47
https://www.islamstory.com/uploads/image/articles/41/6347_image002.jpg
كثيرة هي الأزمات التي تتعرض لها أمتنا الإسلامية في وقتنا الحاضر، ولا نكاد نُغلِق ملفًا حتى نفتح آخر، بل لعلنا نفتح عشرات الملفات في آنٍ واحد، فالقضية ملتهبة في فلسطين والعراق والسودان والصومال وأفغانستان والشيشان.. وهي كذلك ملتهبة في الصين وفي ألمانيا وفي فرنسا وفي الدنمارك.. قضايانا كثيرة.. وأزماتنا شديدة.. وقد يدفع هذا بعض المسلمين إلى أن يقولوا: اتسع الخرق على الراقع. بمعنى أنه لم يعُدْ هناك أمل في الإصلاح، ولم تعد هناك فرصة للقيام.. وهذا الإحباط في حقيقة الأمر لا معنى له في الإسلام، بل نؤمن أن الله بيده مقاليد السموات والأرض، وأنه لو رأى منا صلاحًا واستقامة لأنزل علينا نصره المبين بالطريقة التي يريد، وفي الوقت الذي يراه. كما أن دراسة التاريخ أثبتتْ لنا أن مع الصبر نصرًا، وأن مع العسر يسرًا، وأن أنوار الفجر لا تأتي إلا بعد أحلك ساعات الليل.
آثرت أن أبدأ بهذه المقدمة لكي لا يتسرب اليأس إلى قلوب المسلمين ونحن نفتح مأساة جديدة من المآسي العديدة التي تتعرض لها أمتنا الآن، وهي مأساة المسلمين في منطقة التركستان الشرقية، وتعرُّض الشعب الإسلامي هناك -وهو المعروف بشعب الإيجور- لاضطهاد عرقي كبير من السلطات الصينية، وليست هذه هي المرة الأولى التي نتحدث فيها عن أزمة المسلمين في الصين، فقد تناولنا مشكلة المسلمين في التبت -وهي إحدى المقاطعات الصينية- في مقال سابق تحت عنوان "قصة التبت"، ويبدو أننا لن نُغلِق هذه الملفات سريعًا؛ لأن المشكلة عميقة الجذور.
جذور القصة


https://www.islamstory.com/uploads/image/articles/41/6347_image003.jpg

ولكي نفهم القصة بوضوح لا بد من العودة إلى أصولها، ولا بد من البحث في جذورها، ثم لا بد أيضًا من ربط ما يحدث في إقليم التركستان بما حدث في إقليم التبت، وبما يحدث في بقية أقاليم الصين؛ لذلك وجدت أنه من المفيد قبل أن نخوض في قصة الإيجور وعلاقتهم بالتركستان، لا بد من شرح قصة الإسلام في الصين بشكل عام. كما لا بد أن نأخذ فكرة -ولو يسيرة- عن أرض التركستان المجاورة للصين، وعن طبيعة شعبها وأرضها.
التركستان كلمة مكوَّنة من مقطعين وهما "الترك" و"ستان"، وهذا يعني أنها أرض الترك، والأتراك من الشعوب الصفراء أبناء يافث بن نوح u، وهم من الشعوب الإسلامية الأصيلة التي دخلت في الإسلام مبكرًا، بل ظهر منهم من حمل الراية الإسلامية وقاد العالم الإسلامي كله في أكثر من مرحلة من مراحل التاريخ.
الخلط بين العثمانيين والأتراك


ويخلط كثير من الناس بين كلمة "الأتراك" وكلمة "العثمانيين"، فيعتقد أنها مترادفات، ولكن الحقيقة أن كل العثمانيين أتراك، ولكن العكس ليس صحيحًا؛ فهناك الكثير من الأتراك ليسوا عثمانيين، وما العثمانيون إلا فرع محدود من قبائل الأتراك العظيمة، والتي ظهر منها رموز خالدة في تاريخنا، أمثال ألب أرسلان السلجوقي، وعماد الدين زنكي، ونور الدين محمود، وأحمد بن طولون، وغيرهم وغيرهم.
فالأتراك هم الشعوب التي تعيش في منطقة وسط آسيا وجبال القوقاز وحول بحر قزوين، وقد هاجر بعضها إلى أماكن بعيدة، كالعثمانيين الذين هاجروا إلى آسيا الصغرى (تركيا الآن)، ولكن الجميع ما زال يحتفظ بجذوره التركية الأصيلة، ولعل هذا يوضِّح لنا تفاعل الشعب التركي -على وجه الخصوص- مع قضية المسلمين في الصين؛ وذلك لاتفاق الجذور العرقية معهم، فضلاً عن العاطفة الإسلامية المتزايدة في تركيا في ظل وجود الزعيم الإسلامي الموفَّق أردوجان.
يُقسِّم المؤرخون أرض الترك إلى قسمين كبيرين هما التركستان الشرقية (وهي الواقعة داخل الأراضي الصينية الآن)، والتركستان الغربية وهي مساحات شاسعة جدًّا من الأرض تضم بين طياتها الآن عدة دول هي كازاخستان وأوزبكستان والتركمنستان وقيرغيزستان وطاجكستان، وأجزاء من أفغانستان، وكذلك أجزاء من إيران، إضافةً إلى الشيشان وداغستان الواقعتيْن تحت الاحتلال الروسي.
دخول الإسلام تركستان


وقد وصل الإسلام قديمًا جدًّا في عهد عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان رضي الله عنهما إلى التركستان الغربية، ودخلت هذه الشعوب في دين الله أفواجًا، ومن التركستان الغربية انتقلت قوافل الدعاة والتجار إلى منطقة التركستان الشرقية، وكذلك إلى الصين، ودخل عدد من هؤلاء في الدين الإسلامي.
وفي عهد الخلافة الأموية وصل عدد البَعثات الإسلامية المرسلة إلى الصين إلى 16 بعثة تدعوهم إلى الله U، ثم حدث التطور النوعي والنقلة الهائلة عندما وصلت جيوش المسلمين الفاتحين بقيادة القائد المسلم الفذّ قتيبة بن مسلم الباهليّ إلى التركستان الشرقية، ليفتحها بإذن الله، ويدخل عاصمتها كاشغر، وليتعرف أهل البلاد -وهم من الإيجور الأتراك- على الإسلام من قرب، ثم يسارعوا في الدخول إلى دين الله؛ لتصبح منطقة التركستان الشرقية إقليمًا إسلاميًّا خالصًا، وكان هذا الفتح العظيم في سنة 96هـ/ 714م في أواخر أيام الخليفة الأموي الوليد بن عبد الملك.
ومن هذا الإقليم المسلم بدأت قوافل الدعاة تتحرك في المنطقة، فدخلت جنوبًا إلى إقليم التبت، وبدأ أهل التبت يتعرفون على الإسلام ويعتنقونه، بل أرسلوا إلى والي خراسان الجرَّاح بن عبد الله في زمن الخليفة الأمويّ العظيم عمر بن عبد العزيز يطلبون إرسال الفقهاء إلى التبت لتعليمهم الإسلام.
ومن إقليم التركستان الشرقية كذلك انتقلت وفود الدعاة إلى الصين؛ مما زاد من عدد المسلمين في داخل الصين، إضافةً إلى 12 بعثة إسلامية أرسلتهم الخلافة العباسية؛ مما أدى إلى تعريف الناس بالإسلام بشكل أكبر.
والجدير بالذكر أنه في هذه المراحل الأولى كان يتعايش المسلمون في المجتمع الصيني أو في التبت مع البوذيين والديانات الأخرى بشكل سلميّ دون مشاكل دينية أو سياسية، كما كان يُحسِن المسلمون في إقليم التركستان الشرقية إلى الأعداد الكبيرة من الوثنيين الذين كانوا يعيشون معهم في نفس الإقليم من منطلق القاعدة الإسلامية الأصيلة "لا إكراه في الدين".
إسلام ستوق بغراخان وانتشار الإسلام


وفي سنة 323هـ/ 943م حدثت طفرة هائلة في إقليم التركستان الشرقية عندما أسلم "ستوق بغراخان خاقان" زعيم القبيلة القراخانية الإيجورية التركية، وبإسلام هذا الرجل العظيم دخلت في الإسلام أكثر من مائتي ألف عائلة تركية، مما يعني أكثر من مليون إنسان في لحظة واحدة! وهو يُذكِّرنا بموقف الصحابي الجليل سعد بن معاذ t عندما أسلمت الأوس بإسلامه.

https://www.islamstory.com/uploads/image/articles/41/6347_image004.jpg

قويت بذلك دولة التركستان الشرقية جدًّا، وبدأت في الارتقاء الحضاري المتميز، وزاد الأمر قوة في عهد حفيد ستوق، وهو هارون بغراخان، الذي تلقب بشهاب الدولة، وكذلك بظهير الدعوة، وقد أوقف خُمس الأراضي الزراعية لإنشاء المدارس لتعليم الإسلام، وأكثر من ذلك فقد كتب اللغة التركستانية -وكذلك اللهجة الإيجورية- بالحروف العربية، وكان هذا تقدمًا عظيمًا في تمسك أهل التركستان بالإسلام، حيث أصبحت قراءة القرآن والأحاديث النبوية والمراجع الإسلامية متيسرة لهم بشكل أكبر.
وفي سنة 435هـ/ 1043م استطاع الإيجوريون إقناع عشرة آلاف عائلة من عائلات القرغيز الأتراك بدخول الإسلام، وكانت إضافةً قوية جدًّا لدولة التركستان، وكانت دولة التركستان في ذلك الوقت تخطب للخليفة العباسي القادر بالله على منابر المساجد، وضربوا العملة باسمه، مع أنه لم يكن له سيطرة فعليَّة على البلاد، ولكنهم كانوا يفعلون ذلك من منطلق إسلامي، ورغبة في توحيد الصف المسلم.
الاجتياح التتري


https://www.islamstory.com/uploads/image/articles/41/6347_image005.jpg

ظل الأمر كذلك حتى ابتُلِي العالم بمصيبة كبرى وهي الطاغية المغولي جنكيز خان سنة 603هـ/ 1206م، وقد توسع بسرعة رهيبة في البلاد المحيطة، وذلك انطلاقًا من منغوليا، وقد تلقت التركستان الشرقية الصدمة التترية الأولى، وحدثت فيها عدة مذابح، ودخلت بسرعة في سلطان التتار، خاصةً أن العالم الإسلامي بشكل عام كان يعاني من الضعف الشديد.
وعندما مات جنكيز خان حدثت بعض الصراعات بين أتباعه، وانتهى الأمر إلى تقسيم مملكة التتار الواسعة إلى أجزاء عدة، وما يهمنا الآن من هذه الأجزاء جزآن؛ أما الجزء الأول فهو الذي يضم منغوليا والتركستان الشرقية، وكان على رأسه "أرتق بوقا"، وهو من أسرة أوكيتاي المغولي، وهذا الجزء يضم دولة التركستان الشرقية بكاملها، وقد تحسنت علاقة التتر بالمسلمين مع مرور الوقت، بل وصل الأمر إلى أن اعتنق أحد زعمائهم وهو "طرما تشيبرين" الإسلام، وبالتالي دخلت أعداد كبيرة من المغول في دين الإسلام، وهو من العجائب في التاريخ حيث يدخل المحتلون القاهرون في دين المستضعفين المهزومين، وهذه عظمة الإسلام وقوة حجته، والله غالب على أمره ولكن أكثر الناس لا يعلمون! وكان هذا التحول إلى الإسلام في سنة 722هـ/ 1322م.
وبالمناسبة فهذه ليست المرة الأولى التي يدخل فيها المغول إلى الإسلام، فقد دخل قبل ذلك أحد زعمائهم الكبار وهو بركة خان إلى الإسلام، وأسلمت معه قبيلته المعروفة بالقبيلة الذهبية، وكانوا يعيشون في منطقة القوقاز في وسط آسيا.
مسلمو الصين وأسرة قوبيلاي المغولية


https://www.islamstory.com/uploads/image/articles/41/6347_image006.jpg

أما الجزء الثاني الذي له علاقة بقصتنا فهو منطقة الصين، حيث دخلت في حكم قوبيلاي بن تولوي المغولي، الذي جعل عاصمته في مدينة خان باليغ الصينية، والتي صارت بكين بعد ذلك. ومن العجيب أن هذه الدولة كانت تقدِّر المسلمين جدًّا وتحترمهم، مع أن جيوش التتار ذبحت قبل ذلك ملايين المسلمين في البلاد الإسلامية، لكن أسرة قوبيلاي في الصين كانت تتعامل مع المسلمين الصينيين أرقى معاملة لما تميزوا به من الكفاءة والأمانة وحسن الأخلاق والقدرة على الإدارة؛ مما دفع أسرة قوبيلاي إلى استخدام المسلمين في الولايات العامة وفي المناصب الكبرى، ولم يكن بالضرورة أن يستخدموا المسلمين من أبناء الصين، بل كانوا يستعملون أيضًا المسلمين القادمين من التركستان الشرقية أو الغربية، ووصل الأمر في بعض الأحيان إلى أن القادة المسلمين كانوا يحكمون 8 ولايات من أصل 12 ولاية تتكون منها الصين آنذاك! ومن أشهر المسلمين نفوذًا في هذه الحقبة "شمس الدين عمر" الذي ترقى من كونه ضابطًا بالجيش المغولي الحاكم للصين إلى حاكم عسكري لمدينة تاي يوان، ثم مدينة بنيانغ، ثم صار قاضيًا في مدينة بكين، ثم حاكمًا لمدينة بكين العاصمة! وقد اهتم هذا الحاكم المسلم بإنشاء عدد كبير من المدارس والمعاهد الدينية في الصين، ولعل أكثر المساجد الموجودة الآن في الصين قد أسِّست في "العهد المغولي"، وذلك في ظل المكانة المرموقة التي كان يتمتع بها المسلمون.
ظلت أسرة قوبيلاي المغولية تحكم الصين حتى سنة 770هـ/ 1368م حين سقطت هذه الأسرة على يد أسرة صينية شهيرة هي أسرة منغ، والذي امتد نفوذها خارج الصين ليصل إلى تركستان الشرقية، التي كانت في حوزة المغول من أسرة أوكيتاي.
وعلى الرغم من التغير الاستراتيجي الكبير الذي حدث بانتقال الحكم من المغول إلى الصينيين إلا أن وضع المسلمين في دولة الصين، وكذلك في دولة التركستان الشرقية ظل متميزًا؛ حيث سارت أسرة منغ على نفس طريق أسرة قوبيلاي المغولية، وقدَّموا المسلمين البارزين علميًّا وثقافيًّا واقتصاديًّا إلى المراكز المرموقة في الدولة، وظل هذا الوضع إلى سنة 1052هـ/ 1642م.
اضطهاد المسلمين في عهد المانشوريين


لكن في سنة 1052هـ/ 1642م سقطت دولة منغ لتقوم مكانها دولة صينية جديدة تحت قيادة عائلة مانشو Manchu، وهي المعروفة بالأسرة المانشورية، لتمارس أسلوبًا جديدًا في التعامل مع المسلمين، وهو أسلوب الصدام والصراع؛ فقد خشي المانشوريون من نفوذ المسلمين، فبدءوا في اضطهادهم وقمعهم، وزاد الأمر خطورة عند اكتشاف محاولة لإعادة أحد أمراء أسرة منغ إلى الحكم بمساعدة المسلمين، وذلك في سنة 1058هـ/ 1648م؛ مما أدى إلى تصعيد خطير من الأسرة المانشورية، وقامت بقتل خمسة آلاف مسلم، وامتد هذا التوتر وبشكل أكبر إلى ولاية كانسو، وهي إحدى الولايات القريبة من التركستان الشرقية، والتي تتميز بكثرة إسلامية.
حاولت أسرة مانشو عدة مرات أن تحتل إقليم التركستان الشرقية، الذي عاد إسلاميًّا صِرفًا بعد إسلام المغول، ليضم بين جنباته المسلمين من المغول والإيجور الأتراك، ولكن هذه المحاولات باءت بالفشل في البداية، إلى أن نجحت الأسرة المانشورية في احتلال التركستان الشرقية سنة 1172هـ/ 1759م، وقد دام هذا الاحتلال عدة عشرات من السنين، ولكن تحرر لفترة قصيرة ليقيم الأتراك حكمًا إسلاميًّا هناك لمدة 13 سنة، ولكن سقط مجددًا تحت الاحتلال الصيني، وذلك بمساعدة الإنجليز، وهذا في سنة 1292هـ/ 1876م، وقد قامت الأسرة المانشورية فورًا بتغيير اسم التركستان الشرقية إلى إقليم "سنكيانج" أي المقاطعة الجديدة؛ في محاولةٍ لطمس الهوية الإسلامية، ومحو التاريخ العربي لهذا الإقليم.
ولقد قامت الأسرة المانشورية بإجراءات قمعية كبيرة جدًّا في إقليم التركستان الشرقية، وعيَّنتْ حاكمًا مسلمًا عميلاً لها على الإقليم كان أشد ضراوةً على السكان من الصينيين أنفسهم، لكنها في نفس الوقت لم تمارس هذا الضغط بشكل عنيف في الصين نفسها، بل حاولت تهدئة الأمور مع المسلمين، ولكن دون أن تسمح لهم بحرية كبيرة في التعريف بدينهم، ولقد حاول السلطان عبد الحميد الثاني رحمه الله -الخليفة العثماني المشهور- أن يُجرِي علاقات مع المسلمين في الصين، وأرسل لهم عدة بَعثات دينية، ولكن هذه البعثات قوبلت بالمقاومة من الحكومة الصينية؛ مما قلَّص من أعمالها ونتائجها.
الحكم الجمهوري والاعتراف بالمسلمين


https://www.islamstory.com/uploads/image/articles/41/6347_image007.jpg

ثم سقطت الدولة المانشورية في سنة 1329هـ/ 1911م، وساعد المسلمون في سقوطها ليقوم الحكم الجمهوري في الصين، وقد اعترف الحكم الجمهوري في الصين منذ أيامه الأولى بأن المسلمين هم أحد العناصر الرئيسية في دولة الصين، وأن الصين مكوَّنة من خمسة عناصر رئيسية هم الصينيون (وأصولهم قبيلة الهان)، والمانشوريون، والمغول، والمسلمون (ومعظمهم من قبيلة الهوي الصينية)، والتبت. وكان العَلَمُ الصيني مكوَّنًا من خمسة ألوان؛ للدلالة على هذه الأعراق الخمسة، وهي الأحمر والأزرق والأصفر والأبيض والأسود، وكان المسلمون يمثَّلون باللون الأبيض. وهدأت بذلك أوضاع المسلمين كثيرًا في الصين باستثناء التركستان الشرقية التي خشي الجمهوريون من إعطاء مساحة حرية له فينفصلون على الدولة الصينية، ومن ثَمَّ كانت الحرية الدينية للصينيين من قبائل الهوي أو المهاجرين، ولكنها ليست للإيجوريين الأتراك في التركستان الشرقية.
ثم دخلت الصين في حرب كبيرة جدًّا مع اليابان انتهت بدخول اليابان إلى بكين عاصمة الصين 1325هـ/ 1933م، وقام اليابانيون بعِدَّة مذابح ضد الصينيين، لكنهم -في نفس الوقت- أعطوا مساحة حرية كبيرة للمسلمين؛ لإحداث شيء من التوازن في المنطقة. ولقد استغل الأتراك في التركستان الشرقية الفرصة وقاموا بحركة تحرُّر من الصينيين، ونجحوا في ذلك بالفعل، وأعلنوا دولة التركستان الشرقية المسلمة في سنة 1352هـ/ 1933م، ولكن بعد عام واحد اتحدتْ الحكومة الجمهورية في الصين مع روسيا ليدخلا معًا إلى التركستان الشرقية ليُعِيدا احتلال التركستان الشرقية لصالح الصين، وذلك في سنة 1353هـ/ 1934م، على الرغم من وجود الاحتلال الياباني في الصين، ولقد قام الصينيون بإعدام رئيس دولة التركستان "خوجانياز"، وكذلك رئيس الوزراء "داملا"، إضافةً إلى عشرة آلاف مسلم آخرين.
الثورة الشيوعية


https://www.islamstory.com/uploads/image/articles/41/6347_image008.jpg

قامت الحرب العالمية الثانية سنة 1358هـ/ 1939م، وانتهت سنة 1364هـ/ 1945م، وقد هُزمت فيها اليابان، وبالتالي خرجت من الصين، ولكن قامت في نفس الوقت الثورة الشيوعية في الصين بقيادة ماو تسي تونج، وحدثت بعض التداعيات المؤثِّرة؛ فقد انسحب الجمهوريون الذين كانوا يحكمون الصين أمام الشيوعيين الجدد، وتوجّهوا إلى تايوان واستقلوا بها عن الصين، وتلقوا الدعم الكامل من العالم الغربي، وأيضًا حاول الروس التوسُّع في إقليم التركستان الشرقية على حساب الصين، وتحالفوا مع بعض القوى الإسلامية هناك، وسيطروا بالفعل على شمال إقليم التركستان الشرقية، إلا أن ماو تسي تونج دخل بقواته التركستان الشرقية في سنة 1369هـ/ 1949م؛ لينهي بشكل قاطع كل المحاولات الإسلامية أو الروسية، وليضم إقليم التركستان الشرقية أو ما يسمونه بإقليم سنكيانج إلى الصين.
هذه هي قصة الإسلام في الصين في القرون الماضية، وقد وصل الشيوعيون بكل جبروتهم إلى الحكم هناك، وكان لهم وسائل كثيرة لتثبيت أقدامهم في الدولة، خاصةً في الإقليم المسلم إقليم التركستان الشرقية.
تُرى ما هي وسائل الشيوعيين في طمس الهويَّة الإسلامية في إقليم التركستان؟ وماذا فعلوا مع الإيجوريين الأتراك سكان هذا الإقليم الكبير؟ ولماذا تتمسك الصين بهذا الإقليم إلى هذه الدرجة؟ وماذا فعل الإيجوريون للخلاص من هذا الاحتلال البغيض؟ وما هو دورنا كمسلمين في هذه القضية الخطيرة؟ هذا ما سنعرفه بإذن الله في المقال القادم.
وأسأل الله U أن يُعِزَّ الإسلام والمسلمين.
د. راغب السرجاني

سيشرق فجر القدس
20-07-2009, 12:30
الما اتا (رويترز) -احتشد الالاف من اليوغور في مدينة الما اتا في قازاخستان يوم الاحد احتجاجا على حملة ضد اليوغور في اقليم شينجيانغ الصيني المجاور.
وتجمع نحو خمسة الاف من اليوغور من بينهم نساء يرتدين الوشاح الابيض وهو رمز للحداد في مجلس المدينة الذي يرجع للحقبة السوفيتية في اكبر مدن قازاخستان للتعبير عن غضبهم من حملة الصين على الاقليم الواقع في شمال غرب البلاد ويقطنه مسلمون.
وهتف المحتشدون بعد دقيقة من الصمت "الحرية ليوغورستان" ملوحين بقبضتهم واعلام زرقاء رسم عليها أهلة بيضاء وهي ترمز لحركة استقلال اليوغور.
وفي أسوأ قلاقل عرقية في اقليم شينجيانغ الصيني منذ عقود نظم اليوغور احتجاجا في اورومتشي عاصمة الاقليم في الخامس من يوليو تموز عقب مصادمات في مصنع بجنوب الصين اسفرت عن مقتل اثنين من اليوغور في يونيو حزيران.
وقالت الحكومة الصينية ان اعمال العنف في اورومتشي عاصمة شينجيانغ اسفرت عن مقتل 197 شخصا واصابة اكثر من 1600 معظمهم من الهان الصينيين الذين شنوا هجمات انتقامية في اورومتشي في وقت لاحق. واعتقل نحو الف معظمهم من اليوغور في حملة حكومية اعقبت اعمال العنف.
وقال مسؤول يدعى كخرمان خودزابيردييف من مؤتمر اليوغور العالمي ومقره الولايات المتحدة لرويترز انهم يريدون اجراء تحقيق تقوده جهات مثل الامم المتحدة ومنظمة العفو الدولية ومنظمة مراقبة حقوق الانسان ( هيومان رايتس ووتش).
وقال "نريد ان نعرف الحقيقة. الصين تكذب دائما..ولكنني متشائم." مضيفا ان الدول الغربية لن تدعو على الارجح لمثل هذا التحقيق خشية افساد العلاقات مع الصين الشريك التجاري المهم.
واضاف "ربما لن تسمح الصين لاحد (باجراء مثل هذا التحقيق) ولكن علينا ان نفعل كل ما هو ممكن. ربما تكون مجرد صرخة يأس."
ومعظم اليوغور مسلمون تربطهم باسيا الوسطى صلات لغوية وثقافية
ويوجد في قازاختسان أكبر عدد من اليوغور خارج الصين ويتناثر عدد اكبر بكثير في بقية انحاء منطقة اسيا الوسطى حيث يريد اليوغور اقامة دولة خاصة بهم.
واثار العنف في اقليم شينجيانغ الصيني التوتر بين اليوغور في قازاخستان واضفى احساسا اكبر بعدم الاستقرار في المنطقة المترامية الاطراف الواقعة على الحدود مع افغانستان.
وخلال التجمع الحاشد في الما اتا على بعد نحو عشر ساعات بالسيارة من اورومتشي صلى شيخ يرتدي جلبابا ابيض على ارواح قتلى اعمال الشغب بينما القى اخرون كلمات وابياتا من الشعر.
وقال عبد الرشيد توردييف نائب الامين العام لمؤتمر اليوغور العالمي "لا يسعنا ان نلزم الصمت. كانت حملة دموية ضد شعبنا في اورومتشي. القمع مستمر ضد شعبنا في الصين."
من ماريا جولوفنينا
https://www.masrawy.com/NewsImages/reuters.gif هذا المحتوى من

سيشرق فجر القدس
20-07-2009, 12:33
خذلتنا الدول الإسلامية

خذلتنا وفضحتنا الدول الإسلامية والعربية فى موضوع اضطهاد مسلمى الصين الذين تعرضوا للهزيمة الشهيرة فى سينكيانج. ذلك أنها لم تكتف بالصمت إزاء ما جرى وأدى إلى قتل 150 مسلما طبقا للأرقام الرسمية (مصادر الأويغور تحدثت عن 400 قتيل إضافة إلى 600 مفقود)، فلم يصدر أى تعليق رسمى من أى عاصمة عربية أو إسلامية، باستثناء تركيا. لكن حدث ما هو أسوأ، إذ تحفظت أهم الدول الإسلامية والعربية على اجتماع دعت إليه أمانة منظمة المؤتمر الإسلاى غدا (الثلاثاء) لمناقشة الموضوع وتحديد موقف إزائه. وهو ما أدى إلى تأجيل الاجتماع إلى موعد لاحق، أو بتعبير أدق إلغاؤه فى الوقت الراهن على الأقل.

القصة الأصلية باتت معلومة للكافة، بعدما تناقلت وكالات الأنباء صور ووقائع ما جرى فى المقاطعة التى كانت تسمى تركستان الشرقية يوما ما، وكانت نسبة المسلمين فيها 100٪، ثم ضمتها الصين بالقوة وسمتها سينكيانج، وقامت بتهجير بعض مسلميها الأويغور، وفى الوقت ذاته استقدمت أعدادا كبيرة من أبناء قومية «الهان» الصينية. وهو ما أدى إلى تخفيض نسبة المسلمين إلى 60٪، وهناك من يقول إن نسبتهم لم تعد تتجاوز 40٪، ولم يقف الأمر عند ذلك الحد، وإنما مورست بحق المسلمين صور مختلفة من التمييز والقمع والتضييق فى ممارسة الشعائر والعبادات. وكانت تلك أسبابا كافية لإشاعة الاحتقان بينهم، الأمر الذى أدى إلى انفجار الغضب المخزون والمكتوم فى أكثر من مناسبة خلال نصف القرن الماضى، وكانت انتفاضة بداية شهر يوليو الحالى أحدث مواجهة من هذا القبيل.

حين وقعت الواقعة لم يسمع سوى صوت واحد لرئيس الوزراء التركى الذى أدان موقف السلطات الصينية ووصف ما حدث بأنه جريمة إبادة للمسلمين فى سينكيانج. وكما سكت الرسميون العرب لم تحرك المؤسسات والمنظمات العربية ساكنا. وحده الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامى الدكتور أكمل إحسان الدين أوغلو ــ وهو تركى أيضا ــ تحرك على أربعة مستويات. فوجه رسائل إلى المنظمات الدولية المعنية المختصة بحقوق الإنسان والأقليات والحريات الدينية، طالبها فيها بتحمل مسئوليتها تجاه ما يتعرض له المسلمون فى الصين. من ناحية ثانية فإنه أصدر بيانين فى 6 و8 يوليو الحالى أعرب فيهما عن القلق إزاء ما يجرى للأويغور، ودعا الحكومة الصينية إلى التحقيق فيما جرى ومعالجة الموقف بما يحمى حقوق الأقلية المسلمة ويلتزم بمبادئ حقوق الإنسان. من ناحية ثالثة فإنه طلب مقابلة سفير الصين لدى الرياض للتشاور معه حول الأمر. من ناحية رابعة فإنه دعا إلى اجتماع يعقد فى جدة غدا (الثلاثاء) لممثلى الدول الإسلامية لدى المنظمة لبحث الأمر.

ما الذى حدث بعد ذلك، أــ سكتت المنظمات الدولية المعنية. وردت سفارة الصين فى الرياض بأن السفير غير موجود، والقائم بالأعمال مشغول، وأنها ستوفد نائب القنصل للقاء الدكتور أكمل والاستماع إليه، لكن حين علمت السفارة أن اجتماعا سيعقد يوم الثلاثاء لممثلى الدول الإسلامية، فإن القائم بالأعمال (المشغول!) سارع إلى لقاء الدكتور أوغلو، وأمضى معه ثلاث ساعات على مدى يومين متتالين، برر خلالهما موقف حكومته، ونقل إليه دهشتها لصدى الأحداث لدى أمانة منظمة المؤتمر الإسلامى. ثم قال إن لدول المنظمة الإسلامية رأيا آخر نقل إلى بكين، خلاصته أن حكوماتها لا تؤيد تصعيد الموقف والاشتراك فى الاجتماع الذى دعا إليه الأمين العام يوم الثلاثاء.

أسقط فى يد الدكتور أكمل الذى بدا وكأنه يقف وحيدا فى الساحة، وكلف من أجرى اتصالات مع أبرز الدول الأعضاء، فى المنظمة، وكانت المفاجأة أن كلام القائم بالأعمال الصينى صحيح. وتأكدت الأمانة العامة للمنظمة من ذلك أثناء انعقاد مؤتمر قمة عدم الانحياز الذى عقد فى شرم الشيخ. إذ تبين أن على رأس الدول المعترضة على الاجتماع المفترض باكستان والسودان وإيران والسنغال التى ترأس القمة الإسلامية. وكان من بين تلك الدول أيضا مصر والسعودية ودولة الإمارات العربية واليمن. وكان لكل دولة حساباتها وتوازناتها الخاصة.

إزاء ذلك لم يكن هناك مفر من إلغاء الاجتماع. وكان الحل الوسط الذى أريد به ستر الفضيحة أن الصين وافقت على أن يزور الصين الأمين العام لمنظمة المؤتمر الإسلامى ليتابع الموقف على الطبيعة. على أن ينظر فى الخطوة التالية بعد عودته من الزيارة التى يفترض أن تتم فى أوائل شهر أغسطس ــ لقد كسفونا وقصروا رقابنا أخزاهم الله!


بقلم: فهمي هويدي (https://www.shorouknews.com/Columns/Columnist.aspx?blogid=406)

سيشرق فجر القدس
30-07-2009, 00:09
https://www.islamstory.com/uploads/image/articles/41/6349_image002.jpg

ما أشبه قصة التركستان الشرقية بقصة فلسطين!
قضية فلسطين هي قضية أرض إسلامية تُسرق من أصحابها، وكذلك التركستان..

https://www.islamstory.com/uploads/image/articles/41/6349_image003.jpg
تعذيب المسلمين في التركستان الشرقية


وهي قضية مسلمين تُنتهك حرماتهم وتَزْهَق أرواحُهم، وكذلك التركستان..
وهي قضية تزوير للتاريخ وتشويه للحقائق، وكذلك التركستان..
وهي قضية مواجهة مع أشد الناس عداوةً للمؤمنين (مواجهة اليهود)، وكذلك التركستان (مواجهة الذين أشركوا).
وقد أُعلنت دولة اليهود في فلسطين سنة 1948م، وأُعلنت دولة الصين بالتركستان سنة 1949م!
ما أشبه القضيتيْن! وما أشد أهميتهما!
نعم ليس في التركستان مسجد أقصى، وليست مهد الأنبياء، ولكنها أرض إسلامية تُنتهك، ومؤمنون يُفتنون عن دينهم، وثروات هائلة تُبدَّد، وكرامة إسلامية تُستباح.
إن القضية جِدُّ خطيرة، ولا نُعذر فيها بجهلنا، إنما سهونا عنها بسبب غفلتنا، وقلة اهتمامنا بشئون أمتنا، وعدم إدراكنا لأدوارنا، وعدم معرفتنا بحرمة المسلمين، سواءٌ كانوا عربًا أم عجمًا، بعيدين أم قريبين، نعرفهم أو لا نعرفهم.
إن جُلَّ المسلمين يعرفون عن تاريخ الفن والرياضة أكثر مما يعرفون عن تاريخ التركستان، أو غيرها من قضايا المسلمين المنسيَّة، فإذا كنا نفتقر أصلاً إلى المعلومة، فكيف يمكن أن نسعى إلى الحلول؟!
إن المطالعين لهذا المقال سيُطالبون ببرنامج عمليّ لنصرة التركستان، وأنا أقول: إن أول الطريق أن تتشبَّع بحبِّ الأمة الإسلامية، وأن تعشق كل من ينتمي إليها، وأن تحزن لمُصَابها، وأن تتألم لانتهاك حُرُماتها، وأن تشعر -دون تكلف- أنك عضو في جسد كبير، إذا اشتكى أحد أعضائه تداعى له سائر الجسد بالحُمَّى والسَّهَرِ. وبدون هذه العاطفة تصبح كل الحلول نظرية، وبدون هذا الحب لن نرى الطريق، ولو كان واضحًا وضوح الشمس.

https://www.islamstory.com/uploads/Image/Flag_of_Eastern_Turkistan.jpg
التركستان الشرقية

لقد تحدثنا في مقالنا السابق، وكان تحت عنوان "قصة الإسلام في الصين" (https://www.islamstory.com/article.php?id=6347)، عن تاريخ أرض التركستان الشرقية، وعرفنا أنها إسلامية منذ القرن الهجري الأول، ورأينا كيف تعاقبت عليها الحكومات المغولية والصينية، ولم يغيِّر كل ذلك من طبيعة الأمور؛ فالأرض التي حُكمت بالإسلام يومًا ما هي أرضٌ إسلامية يجب على المسلمين أن يحرِّروها، وجوبَ الصلاة والزكاة، ولو أتى ذلك على كل ما يملكون من نفسٍ ومال، وعلى هذا أجمع فقهاء الأمة بدون خلاف.
ووصلنا في مقالنا السابق إلى الغزو الشيوعي الكارثي الذي حدث للتركستان الشرقية في سنة 1949م، وكلنا يعرف طبيعة الشيوعيين الدموية، ورأيناها في سلوك السوفييت واليوغسلاف، ولم يختلف عنهم الصينيون لا في قليلٍ ولا في كثير.. إنها نفس العاطفة المتأجِّجة بالشر، الكارهة للبشر، المدمِّرة لما حولها.. إنهم قوم لم يدركوا أن للكون خالقًا، فكيف يُنتظر منهم غيرُ ما يفعلون؟!


القمع الشيوعي الدموي


https://www.islamstory.com/uploads/image/articles/41/6349_image005.jpg
القمع الشيوعي للمسلمين في تركستان

لقد مارس الشيوعيون الصينيون قمعهم بأعتى صوره في الصين بكاملها، وفي التركستان الشرقية على وجه الخصوص، وبينما قتل "ماو تسي تونج" ثمانمائة ألف إنسان في السنوات الثلاث الأولى من حكمه للصين، فإنه قتل من التركستان وحدها مائة ألف مسلم ومسلمة، وهذا رقم هائل بالقياس إلى عدد المسلمين القليل نسبيًّا.
لقد تعامل الصينيون بالحديد والنار مع ملف التركستان، ولم تكن هناك أي محاولة للتفاهم مع الشعب المسلم، ومع أنهم تظاهروا بإعطاء حكم ذاتي لمنطقة التركستان إلا أن هذا كان أمرًا نظريًّا لا وجود له على أرض الواقع أبدًا، بل يا ليتهم تقاسموا خير البلدة مع أهلها، ولكنهم استأثروا به كاملاً، وتركوا الشعب المسلم فقيرًا مسكينًا مضطهَدًا.

أسباب تمسك الصين بتركستان الإسلامية


ولعلّ سائلاً يسأل: لماذا تتمسك الصين -مع كل إمكانياتها الجبارة وقدراتها البالغة- بهذا الإقليم الإسلامي؟ وما قيمة هذه القطعة من الأرض التي لم يسمع عنها أصلاً كثيرٌ من المسلمين؟!
إنّ التركستان الشرقية من الأهمية بمكان بالنسبة للصين، ودعونا نفصِّل في هذه النقطة قليلاً؛ حتى ندرك حجم المشكلة، وبالتالي نرفع من درجة تعاطفنا مع أهلنا هناك..
أولاً: هذه ليست بالأرض القليلة؛ فمساحتها 1.6 مليون كيلو متر مربع أي ثلاثة أضعاف مساحة فرنسا، وكذلك ثلاثة أضعاف العراق، وستين ضعف دولة فلسطين! وهي تمثل 17% من مساحة الصين الإجمالية؛ فالصين لن تتنازل بسهولة عن جزءٍ يمثِّل أكثر من سُدسها.
ثانيًا: الكثافة السكانية بدولة التركستان الشرقية قليلة جدًّا، فبعد كل التهجير الذي تقوم به الصين إلى التركستان فإنّ مجموع سكان التركستان في إحصاء 2008م يبلغ 20 مليون فرد، وهذا يعطي كثافة سكانية قدرها 12.5 فرد في كل كيلو متر مربع، بينما الكثافة السكانية في الصين نفسها عالية جدًّا تصل إلى 165 فردًا في كل كيلو متر مربع، حيث بلغ تعداد الصين في سنة 2008م إلى أكثر من 1.3 مليار فرد، فضلاً عن أن الصين تحتل إقليم التبت كذلك، والذي تبلغ مساحته 1.2 مليون كم مربع، ويسكنه ثلاثة ملايين فقط، فإذا أخرجناه من المعادلة صارت كثافة السكان في الصين الأصلية أكثر من 193 فرد في الكيلو متر المربع الواحد، وهي كثافة ضخمة؛ وهذا يدفع الصين للتمسك بإقليم التركستان الشرقية لترفع الضغط السكاني عن بلادها، خاصةً مع اعتبار دفء الطقس في التركستان خلافًا للبرودة القارسة في إقليم التبت المحتل كذلك، وهذا ما تقوم به الصين فعلاً في الثلاثين سنة الأخيرة.
ثروات هائلة


https://www.islamstory.com/uploads/image/articles/41/6349_image006.jpg
الثروات البترولية للتركستان الشرقية

ثالثًا:رزق الله U إقليم التركستان الشرقية ثروات ضخمة جدًّا من البترول والغاز والفحم، وهي تمثِّل بذلك قاعدة طاقة في غاية الأهمية بالنسبة للصين، وهي الآن ثاني منتج للنفط في الصين؛ حيث تنتج 27.4 مليون طن سنويًّا، وتأتي بعد إقليم "هيلونجيانج" في شمال شرق الصين والذي ينتج 40.2 مليون طن، ومع ذلك فإنه من المنتظر أن تصبح التركستان في سنة 2010م هي المنتج الأول للنفط في الصين، حيث سيصل إنتاجها إلى 60 مليون طن سنويًّا، أما في سنة 2020م فيتوقع الخبراء أن يصل إنتاجها إلى 100 مليون طن سنويًّا، لتصبح لها مكانة عالمية، علمًا بأن احتياطي النفط بالتركستان يبلغ 8.2 مليار طن!

https://www.islamstory.com/uploads/Image/petrol_China.jpg
البترول والغاز الطبيعي في تركستان

أما بالنسبة للغاز الطبيعي فإن الاحتياطي التركستاني هائل، ويبلغ 10.8 تريليون متر مكعب، وكذلك بالنسبة للفحم، حيث يبلغ الاحتياطي منه 2.19 تريليون طن، وهو يمثِّل 40% من إنتاج الصين بكاملها، فضلاً عن أنه يتميز بكثرة أنواعه، وجودته الفائقة، وفي مشروع الصين أن تحوِّل هذا الفحم إلى قاعدة ضخمة لإنتاج الكهرباء.
رابعًا: مع كل هذا الإنتاج الضخم من البترول والغاز الطبيعي فإنه لا يكفي دولة صناعية مثل الصين، حيث تأتي الصين في المرتبة الثانية مباشرة بعد أمريكا في استهلاك الطاقة؛ ولذلك فإن الصين تعتمد بشكل أساسي على البترول القادم لها من دول وسط آسيا في منطقة القوقاز، وقَدَر التركستان الشرقية أن أنابيب نقل البترول تمر بكاملها في أراضيها! وبالتالي فسيطرة الصين على التركستان يمثِّل بُعدًا استراتيجيًّا خطيرًا، حيث يمكن للحركة الصناعية أن تُشلَّ إذا ما تعرضت هذه الأنابيب للخطر.
مناجم اليورانيوم وصحراء تاكلا


https://www.islamstory.com/uploads/image/articles/41/6349_image007.jpg
الصواريخ النووية الصينية

خامسًا: تمثِّل التركستان كذلك مخزونًا استراتيجيًّا لما هو أغلى من البترول والفحم!! فالتركستان غنية بمناجم اليورانيوم اللازم للصناعات النووية، وبها ستة مناجم تنتج أجود أنواع اليورانيوم؛ ولهذا فهي مؤهَّلة لأن تكون دولة نووية إذا انفصلت عن الصين، خاصةً أن لها علاقاتٍ حدودية مع روسيا، التي قد تقف إلى جوارها في مشروعها النوويّ مثلما تفعل مع إيران؛ وذلك لإحداث توازن في المنطقة مع الوحش الصيني.
وليس البترول والغاز والفحم واليورانيوم فقط هي الثروات الوحيدة التي تنتجها أرض التركستان، بل إن بها الكثير من المعادن الأخرى، يأتي في مقدمتها الذهب!!
https://www.islamstory.com/uploads/Image/taklamakan_desert_China.jpg
صحراء تاكلا

سادسًا:توجد في أرض التركستان مساحة شاسعة من الأرض الصحراوية تستخدمها الصين في إجراء تجاربها النووية العديدة وهي ، والصين بلا جدال دولة نووية من الطراز الأول؛ ولذلك فهي تحتاج إلى مثل هذه المساحة لاستمرار التجارب، وهي أرخص كثيرًا من الخوض إلى أعماق البحار لإجراء التجارب، كما أن الشعب الذي قد يتأثر سلبًا من التجارب النووية شعب مسلم لا تجد الصين غضاضة في إلحاق الأذى به! ولنفس السبب أيضًا فإن الصين تحتفظ بمعظم صواريخها الباليستية النووية في هذه المنطقة؛ مما يرفع من قيمتها الاستراتيجية.


مساحات زراعية وأهمية استراتيجية


https://www.islamstory.com/uploads/image/articles/41/6349_image008.jpg
زراعة القطن في تركستان

سابعًا:من الناحية الزراعية تمتلك التركستان مساحات زراعية شاسعة، وهي من أجود الأراضي في الصين، وبالتركستان أكبر نهر داخلي في الصين، وهو نهر تاريم، كما أن بها أكبر بحيرة عذبة في الصين، وهي بحيرة بوستينغ. وتتمتع التركستان بجو دافئ مشمس طوال العام تقريبًا، وهذا يؤهِّلها لإنتاج زراعي متميز، وهي من أكثر المناطق المصدرة للمنتجات الزراعية داخل وخارج الصين، وهي أكبر قاعدة لإنتاج القطن في الصين، ويتميز قطن التركستان بجودة فائقة، وهو القطن الطويل التيلة. كما تنتج التركستان أفخر أنواع العنب والبطيخ الأصفر، وإضافةً إلى ذلك تنتج التركستان الذرة الشامية والأرز والتفاح والكُمَّثْرى والمشمش والكَرَز، وعددًا كبيرًا من الخضروات المتميزة.
https://www.islamstory.com/uploads/Image/Torkistan_Map.jpg
الحدود الواسعة لتركستان

ثامنًا: تمثل التركستان بحدودها الواسعة، التي تبلغ أكثر من 5600 كيلو متر أهمية استراتيجية قصوى للصين، فهي تجاور 8 دول آسيوية، يمثِّل كلٌّ منها مشكلةً بالنسبة للصين؛ فمن الغرب يحدّها خمس دول إسلامية هي كازاخستان وطاجكستان وقيرغيزستان وأفغانستان وباكستان، وهي دول تمثِّل خطرًا داهمًا على الصين من حيث إنها تضم أعدادًا كبيرة من المسلمين، ومنهم الكثير من الذين يُطلقِون عليهم "إرهابيين"، ومِن ثَم تعتبر الصين أنّ إقليم التركستان الشرقية عبارة عن حائط صدٍّ يمنع دخول الإرهابيين إلى الصين الأصلية. كما تجاور التركستان الشرقية دولتيْن خطيرتين على الصين لأنهما من الدول النووية، وهما روسيا والهند، وهذا أيضًا يفسِّر تركُّز الصواريخ الباليستية في منطقة التركستان. وأما الدولة الحدودية الثامنة فهي منغوليا، ومشاكلها مع الصين قديمة، وتبادل الاحتلال بين الدولتيْن أمر تاريخي مشهور، ولم تبنِ الصين سورها العظيم إلا للحماية من منغوليا.. ولهذه الحدود الملتهبة يصعب جدًّا على الصين التنازل عن دولة التركستان الشرقية.
الروح الإسلامية العالية والرعب الصيني


https://www.islamstory.com/uploads/image/articles/41/6349_image009.jpg
المسلمون في الصين

تاسعًا: الروح الإسلامية العالية التي يتمتع بها الأتراك عمومًا، وشعب الإيجور خصوصًا، ترهب الدولة الصينية؛ فهذا الشعب عانى الكثير في تاريخه من أزمات كان من المتوقع أن تمحو عقيدته، أو تجعله يتنازل عن ثوابته، ولكنه استمر على دينه محافظًا عليه، فخورًا به، معتزًا بأن التركستان هي تركستان المسلمة.. وراجعوا قصة الشعب العظيم الذي تلقى الضربة الأولى من التتار، فإذا به بصبره وقوة تحمُّله وحُسن تطبيقه لقواعد الإسلام يحوِّل المغول من وثنيِّين لا وزن لهم إلى مسلمين يعبدون الله U، ويتّبعون رسوله الأكرم r. ولا ننسى الاحتلال الصيني المتكرِّر، ولا ننسى الدموية الشيوعية، ولا ننسى أن دولة التركستان كانت محصورة بين أكبر قطبيْن شيوعيين إجراميين في العالم هما الاتحاد السوفيتي والصين، ومن جنوبها دولة هندوسية مضطهِدة للمسلمين وهي الهند، ومع هذا لم يغيِّر كل ذلك شيئًا من عقيدته.
هذا التمسُّك العجيب يُرهِب الصين، خاصةً أن الإحصائيات الرسمية الصينية تقول إن إجمالي المسلمين في الصين يبلغ ستين مليونًا، وتقول الإحصائيات الإسلامية إن العدد يربو على مائة مليون مسلم، ولكن الصين تقلِّل من الأَعداد؛ لتهمِّش دور المسلمين وتُضعِف من حَمِيَّتهم. ولا شك أن الصين تفكر في خطورة انتشار هذه الروح المتمسكة بالدين الإسلامي في الأعداد الإسلامية الغفيرة في الصين، كما أنّ احتمالَ انتشار الدعوة الإسلامية في الصينيين أنفسهم احتمالٌ كبير؛ فهم يعانون من خواءٍ رُوحي كامل، وليس عندهم عقيدة يتمسكون بها، ولو عُرض عليهم الدين الإسلامي بشكل واضح فقد يرتبطون به، وهذا خطر أيدلوجي كبير على الصين الشعبية التي ما زلت تتبنَّى الفكر الاشتراكي الإلحادي.
كل هذا يجعل الصين متمسكة بدولة التركستان لتمارس عليها القمع الذي يمنع وصول الإسلام إلى عموم أهل الصين.


الأحلام الاستعمارية


عاشرًا: لا تهدأ الدول الاستعمارية عن التوسُّع، ولا تتوقف أبدًا أحلامُ الإمبراطوريات عن ضمِّ أراضٍ جديدة، وزيادة الرقعة المملوكة لها، ولا يقف تفكير الصين عند التركستان الشرقية، بل هي بوابتها إلى عدة دول ضعيفة لم تتحرر من الاستعمار السوفيتي إلا منذ أقل من عشرين عامًا، وهي كازاخستان وطاجكستان وقيرغيزستان، ومن ورائهم أوزبكستان، إضافةً إلى الدول المحتملةِ التحرُّر والواقعة الآن تحت الاحتلال الروسي مثل تتارستان والشيشان وداغستان، وكلها دول إسلامية.
وتعتبر الصين نفسها الوريث الشرعي للاتحاد السوفيتي، وإذا كان الاتحاد السوفيتي، ومِن قبله روسيا القيصرية الأرثوذكسية قد احتلوا هذه الدول الإسلامية أكثر من ثلاثة قرون فليس هناك مانع من أن تبدأ الإمبراطورية الصينية دورتها، وأن تتوسع في هذه المناطق الضعيفة جدًّا، خاصةً مع حالة السكون الإسلامية، ومع الغفلة غير المبرَّرة التي يعاني منها العالم الإسلامي بشكل عام.
هذا سيناريو قد يراه البعض تشاؤميًّا، ولكن أقول إنه السيناريو الأقربُ إلى الحدوث، ولا تقبل الدول الاستعمارية الكبرى عادةً بوجود كيانات هشّة إلى جوارها.
كان هذا هو السبب العاشر الذي من أجله تتمسك الصين بدولة التركستان المسلمة، فتلك عشرة كاملة!
ولهذه الأسباب -وقد يكون لغيرها كذلك- قال الباحث الصيني في جامعة ألبرتا الكندية "وينران جيانج"، وهو يعلِّق على الأسلوب القمعيِّ المتعسِّف الذي رأيناه من الحكومة الصينية في تعاملها مع الأزمة الأخيرة في التركستان في يونيو 2009م.. قال الباحث الصيني: "إن الأهمية الاستراتيجية لشينجيانج (التركستان الشرقية) تعني أنّ أيَّ اضطرابات أو قلاقلَ تُحدِث مثل تلك الاضطرابات الأخيرة، لن تجد أيَّ ذَرَّة تسامحٍ من جانب الحكومة الصينية".
وهذا الذي قاله الباحث الصيني أمرٌ واقعيّ تمامًا، وبعد أن رأينا كنوز التركستان وقيمتها فإنه من العبث أن نظنَّ أن الصينيين يتركونها راغبين.. بل على العكس علينا أن نفهم أن الحكومة الصينية ستبذل كل طاقاتها، وستستخدم كل الوسائل المشروعة وغير المشروعة لتركيع هذا الإقليم الإسلامي العظيم.
لقد استخدمت الصين بالفعل وسائل شيطانية كثيرة تهدف إلى تحقيق أغراضها، ولم يعُدِ القتل هو الوسيلة الوحيدة للسيطرة على الشعوب إنما تتعدد الوسائل، وتتنوع الطرق، وكلها يؤدي في النهاية إلى نتيجة واحدة.
تُرى ماذا فعلت الصين في الثلاثين سنة الماضية لتحقيق السيطرة الكاملة على دولة التركستان الشرقية؟ وماذا يجب على الشعوب الإسلامية فعلُه إزاء هذه الكارثة؟!
هذا ما سنتناوله بإذن الله في المقال القادم..
وأسأل الله U أن يُعِزَّ الإسلام والمسلمين.


د. راغب السرجاني

سيشرق فجر القدس
01-08-2009, 04:27
https://www.islamstory.com/uploads/image/articles/41/6364_image002.jpg

دولة التركستان الشرقية من الدول الإسلامية المحتلة، التي ابتلعتها الصين الشيوعية في سنة 1949م في ظل غفلة المسلمين عن قضاياهم الماسَّة، ونتيجة لفُرقة المسلمين وتشتتهم. وهي أرض إسلامية خالصة، ولقد فصَّلنا في تاريخها في مقال سابق بعنوان "قصة الإسلام في الصين" (https://www.islamstory.com/article.php?id=6347)، كما ذكرنا الثروات الهائلة التي تمتلكها هذه الدولة الإسلامية الكبرى، والإمكانيات الاقتصادية والسياسية والاستراتيجية والدينية التي تتمتع بها، وهذا في مقال آخر بعنوان "كنوز التركستان الشرقية" (https://www.islamstory.com/article.php?id=6349). وفي مقالنا هذا نرى ماذا فعلت الصين الشيوعية في العقود الثلاثة الأخيرة، وما هي خُطَّتها للسيطرة على دولة التركستان المسلمة.


خطط الصين لمحو الإيجور


نستطيع أن نُجمِل خطة الصين الشيوعية في النقاط التالية:

https://www.islamstory.com/uploads/image/articles/41/6364_image003.jpg
القمع الدموي ضد الإيجور

أولاً: القمع الدموي وسياسة تكسير العظام، وهو أسلوب شيوعي معروف، وكانت وتيرة هذه الدموية قد خفّت نسبيًّا في فترة السبعينيات والثمانينيات إلا أنها عادت من جديد مع أوائل التسعينيات، وذلك عندما تحررت الجمهوريات الإسلامية في جنوب الاتحاد السوفيتي، وبدأت تظهر دعوات "حق تقرير المصير" في التركستان الشرقية، فكان الرد عنيفًا جدًّا من الحكومة الصينية، وامتلأت السجون بأصحاب الرأي، وقُتل من التركستان أعداد غفيرة، وتم نفي بعض الرموز إلى خارج الصين. ولقد زارت منظمة العفو الدولية منطقة التركستان في سنة 1998م، وكتبت تقريرًا مفصَّلاً عن الظلم والاضطهاد الصيني، وقد بلغت عدد صفحات التقرير 92 صفحة، ومع ذلك ذكرت منظمة العفو الدولية أن هذا التقرير لا يمثِّل إلا قمَّة جبل الثلج، وأن معظم التعدِّيات لم يصلوا إلى تفصيلاتها؛ للحظر الإعلامي والمعلوماتي المضروب على إقليم التركستان بكامله.
ولقد زادت وتيرة الاضطهاد أكثر وأكثر بعد أحداث سبتمبر 2001م في أمريكا؛ وذلك لتحرُّك العالم فيما أطلقت عليه أمريكا "الحرب ضد الإرهاب"، واستغلت الصين الفرصة، وأعلنت عن اكتشافها خلايا إرهابية في التركستان متعاونة مع تنظيم القاعدة! ومن ثَمَّ أصبحت الحرب الصينية على المسلمين علنية، وكان على أمريكا أن تغضَّ الطرف طبعًا؛ لكي تغض الصين طرفها عن التعدّيات الأمريكية في العراق وأفغانستان وجوانتانامو، والضحية في كل الحالات مسلمون!

https://www.islamstory.com/uploads/image/articles/41/6364_image004.jpg
مظاهرة سلمية للإيجور

ولعلّ ما شاهدناه من أحداث أخيرة يدلنا على طريقة تعامل الصين مع شعب الإيجور التركستاني؛ فالمظاهرة السلمية التي تُنادي بفتح تحقيق لمقتل اثنين من الإيجور ظلمًا جُوبِهت بتحركات من الجيش والشرطة، وتحليق طيران، وحظر تجوُّل، وقانون طوارئ، وقتْل ما يقرب من مائتين في الإحصائيات الصينية، وما يزيد على ستمائة في الإحصائيات التركستانية، هذا غير المصابين والمعتقلين.
إنها صورة مكرورة من البطش والإرهاب تحت دعوة الحرب ضد الإرهاب، وقديمًا قال فرعون: {ذَرُونِي أَقْتُلْ مُوسَى وَلْيَدْعُ رَبَّهُ إِنِّي أَخَافُ أَنْ يُبَدِّلَ دِينَكُمْ أَوْ أَنْ يُظْهِرَ فِي الأَرْضِ الْفَسَادَ} [غافر: 26].


https://www.islamstory.com/uploads/image/articles/41/6364_image005.jpg
القوات الصينية ومنع الصلاة في المساجد

ثانيًا: محو الهويَّة الإسلامية، فالشيوعيون يدركون أن سرَّ قوة المسلمين في عقيدتهم، وأنهم طالما يتمسكون بدينهم فمن الصعب أن تكسرهم؛ لذا كان من الوسائل الرئيسية التي تستخدمها الصين في حربها ضد أهلنا في التركستان طمس الهوية الإسلامية بكل الطرق، فهم يُغلقِون الكثير من المساجد والمدارس الدينية، ويمنعون الشباب تحت 18 سنة من الصلاة في المساجد، ويمنعون الشباب في الجامعات من حمل المصحف، ويصادرون ما يجدونه من مصاحف في أي مؤسسة بما فيها المساجد! ولقد ذكر الأستاذ فهمي هويدي أنه زار التركستان الشرقية في الثمانينيات، فلم يجد مصحفًا واحدًا في أي مسجد! وذكر أن إعطاء أحد أئمة المساجد مصحف كهدية كان سببًا في بكائه من شدة الفرح؛ لأن المصاحف عملة نادرة جدًّا في التركستان المسلمة!

https://www.islamstory.com/uploads/image/articles/41/6364_image006.jpg
إغلاق المساجد ومنع الصلاة

وتمنع الحكومة الصينية التلاميذ في المدارس من تأدية الصلاة، وتمنع المدرِّسين من إطلاق اللحية، وتحظر الحج على من هو أقل من 50 سنة! ويصل الأمر أحيانًا إلى استفزازات لا معنى لها، وذلك مثل ما ذكرته صحيفة التايمز اللندنية من أن الرموز الإسلامية في التركستان تُجبَر على احتساء الخمر قبل إعدامها! وصدق الله U إذ يقول: {وَدُّوا لَوْ تَكْفُرُونَ كَمَا كَفَرُوا فَتَكُونُونَ سَوَاءً} [النساء: 89]. وما ذكرناه مجرَّد أمثلة، والأمر أكبر من أن يُستقصى في مقال.
ثالثًا: سياسة الاحتواء،حيث تحاول الحكومة الصينية إقناع المسلمين في التركستان أنهم يمتلكون حكمًا ذاتيًّا داخل الدولة الصينية، ويأتي على رأس هذه الحكومة الذاتية شخصٌ هو أقرب الناس للحكومة الصينية، وهو أشدّ المواطنين ولاءً لها، وهو علماني أكثر من العلمانيين الصينيين، وهو أشد عنفًا من الشيوعيين! وهكذا تُنفَّذ السياسة الشيوعية بأيدٍ مسلمة، وهذه صورة نراها في كثير من البلدان المسلمة، حيث تكون الحكومة المسلمة أشد ضراوة على أبنائها من الاستعمار الخارجي، بل قد يتدخل الاستعمار الخارجي أحيانًا لتحرير البلاد المسلمة من حكامها!

رابعًا: سياسة التهميش السياسي وتقليل الأعداد،

https://www.islamstory.com/uploads/image/articles/41/6364_image008.jpgع
دم الاعتراف بالمسلمين وتقليل أعدادهم

فالصين تقلِّل دومًا من أعداد المسلمين، وخاصة من عِرقية الإيجور أهل التركستان الأصليين، وتقول إنهم ثمانية ملايين فقط، بينما إحصائيات الإيجور تؤكِّد زيادة عددهم عن الثلاثين مليونًا. وتقلل الصين أيضًا من أعداد المسلمين بشكل عام في الصين فتذكر أنهم ستون مليونًا، بينما هم يزيدون على مائة مليون. كما أن الصين لا تعترف بالديانات أصلاً، ومِن ثَم فهي تقسِّم المسلمين إلى عِرقيات تسعة، وبذلك تصبح كلُّ عرقيَّة قليلة العدد جدًّا؛ مما لا يسمح لها بالتمثيل في البرلمان، أو الوصول إلى إدارة المحليات، أو غيرها من الإدارات. ولا تسمح الصين أبدًا بوجود رمز تركستاني بارز في المجتمع الصين، ولقد خالفت هذه القاعدة مرَّة عندما سمحت لإحدى رموز التركستان النسائية بالنمو والظهور، وهي "ربيعة قادر" التي صارت من النماذج الاقتصادية البارزة، إلا أنه بمجرد تمسُّك ربيعة قادر ببعض الثوابت الإسلامية، ورفضها أن تنفصل عن زوجها المنفي في أمريكا بتهمة النشاط الانفصالي، فإنّ الحكومة الصينية تنكرت فورًا للاقتصاديَّة ربيعة قادر، وقامت بإلقاء القبض عليها، ومحاكمتها بسرعة، وإصدار حكم بالسجن خمس سنوات، ثمّ تمّ نفيها بعد ذلك إلى أمريكا بعد مصادرة أعمالها. ولقد قام الغرب على الفور بترشيح ربيعة قادر لجائزة نوبل للسلام ! ليس حبًّا في المسلمين بالطبع، ولكن طعنًا في الصين، وردت الصين بالتنديد بهذا الترشيح؛ حيث تعتبر ربيعة قادر من المخرِّبات لوَحدة الصين!
إن هذا التهميش السياسي المتعمَّد يَحْرِمُ التركستانيين من أي قناةٍ يصلون فيها برأيهم إلى الدولة، ولا يوجد منصب واحد من المناصب الكبرى في دولة التركستان إلا ويتولاه صيني من عرقية "الهان"، وهي العرقية الغالبة على أهل الصين، أما "الإيجور" وبقية المسلمين فلا وجود سياسيًّا لهم.

خامسًا: سياسة التهجير للمسلمين من التركستان إلى بقية أجزاء الصين، وخاصةً من عرق الإيجور؛ وهذا بهدف تذويبهم في المجتمع الصيني. إضافةً إلى

https://www.islamstory.com/uploads/image/articles/41/6364_image009.jpg
تهجير المسلمين من التركستان الشرقية

تقليل أعدادهم في الدولة الأم التركستان، وهذا التهجير يكون عن طريق الترحيل القسريّ للعمال والمزارعين ليعملوا في أماكن بعيدة عن التركستان، وكلها أعمال متدنِّية بسيطة. ولعلّ من أكبر الكوارث في هذا المجال ما ذكرته ربيعة قادر من أمر ترحيل أكثر من مائة ألف فتاة إيجورية غير متزوِّجة تتراوح أعمارهن بين 15 إلى 25 سنة من التركستان إلى مناطق مختلفة من الصين في عام 2007م رغمًا عن أنوف أهلهن؛ مما سبَّب حالة من الاحتقان الشديد في التركستان، خاصةً أن ذلك قد يدفع هؤلاء الفتيات إلى امتهان أعمال غير أخلاقية في ظل غياب المال والأسرة.



https://www.islamstory.com/uploads/image/articles/41/6364_image010.jpg
هجرة الصينيين الهان إلى التركستان الشرقية

سادسًا: التهجير العكسي للصينيين من عرقية "الهان" إلى التركستان الشرقية، والتوطُّن الدائم هناك؛ وذلك بُغية تغيير التركيبة الديموجرافية للسكان، فتصبح المنطقة بعد فترة من الزمان غير إسلامية بشكل تلقائي، وهي نفس سياسة اليهود في فلسطين حيث يقدِّمون إغراءات كبيرة لليهود في العالم للقدوم إلى أرض فلسطين، كذلك يفعل الصينيون، خاصةً بعد اكتشاف البترول في التركستان في الثمانينيات، وقيام عدد من الصناعات البتروكيماوية الضخمة هناك؛ مما أعطى الصينيين الفرصةَ للتوجُّه إلى دولة التركستان للعمل والحياة هناك.. ونتيجة هذه السياسة المنتظمة، إضافةً إلى ما ذكرناه في النقطة السابقة من ترحيل الإيجور من التركستان، فإنّ التركيبة السكانية قد تغيَّرت بالفعل بشكل كبير وخطير؛ فتذكر الإحصائيات الصينية أنه في سنة 1942م كانت نسبة المسلمين في إقليم التركستان الشرقية 90% (78% من الإيجور و12% من عرقيات أخرى)، وكانت نسبة عرقية "الهان" الصينية 6% فقط، بينما هناك 4% من العرقيات المختلفة الأخرى.. أما في إحصائية 2008م فقد وصل الصينيون من عرقية "الهان" إلى نسبة 40% من السكان!! مما يشكِّل خطورة كبيرة جدًّا على مستقبل هذه المنطقة، خاصةً أنها منطقة واعدة اقتصاديًّا، ولا تعجز الصين عن إرسال عدة ملايين آخرين لقلْب النسبة تمامًا لصالح "الهان" الصينيين.
سابعًا: سياسة الإهمال التعليمي المتعمَّد للإيجوريين خاصةً، وللمسلمين عامة في إقليم التركستان الشرقية؛ فالمدارس والجامعات أقل كثيرًا في المستوى من نُظرائها في الصين. كما أن حالة الفقر المُذْرِيَة التي يعاني منها المسلمون تدفعهم إلى العمل مبكرًا في الحقول والمصانع والمناجم وكباعةٍ متجوِّلين؛ مما يحرمهم من التعليم، ومع مرور الوقت يصبح الجهل بكل تبعاته متفشِّيًا في المسلمين، وهذا يحرمهم بشكل تلقائي -فضلاً عن التعمُّد- من شَغْل المناصب الكبرى، أو الوصول إلى ما يريدونه من مراحل تعليمية متقدمة. كما أن هذا الجهل يقطع تواصلهم مع العالم الخارجي، ويقلِّل من إمكانية استيعابهم للمتغيرات من حولهم، وهذا كله يصبّ في إضعاف المجتمع التركستاني المسلم.
وفوق هذا فإن السلطات الصينية تمنع استعمال اللغة التركية الإيجورية في المدارس والمؤسسات الرسمية التركستانية؛ وذلك بهدف قطع التواصل بين أفراد الشعب، وكذلك قطع العَلاقة مع الدول المجاورة التي تتكلم التركية، وهي الدول المتحرِّرة من الاتحاد السوفيتي، إضافةً إلى تركيا. وتهدف أيضًا إلى قطع العلاقة بينهم وبين المصادر الإسلامية القليلة التي يمتلكونها، والمكتوبة باللغة الإيجورية التركية بحروفها العربية.. إنها سياسة واضحة لتجهيل الشعب الإيجوري المسلم علميًّا ودينيًّا، خاصة إذا لاحظنا التقدم العلمي الهائل الذي وصلت إليه الصين، والذي يصبّ كله في صالح عرقية "الهان" دون غيرها من العرقيات.
https://www.islamstory.com/uploads/image/articles/41/6364_image011.jpg
السيطرة الصينية على كنوز التركستان الشرقية


ثامنًا: سياسة الإضعاف الاقتصادي للمسلمين؛ فالمسلمون أصحاب البلد مُحارَبون في أقواتهم وفي أعمالهم، وبشكل تعسُّفي عنيف، فلقد انتشرت المصانع في التركستان الشرقية بعد اكتشاف البترول بها، وهي مصانع البتروكيماويات وغيرها من الصناعات المتعلقة بالبترول، وهي تضم آلاف العمال، ومع ذلك ففرصة العمل لعرقية "الهان" الصينية كبيرة جدًّا، بينما يُحرَم أصحاب البلد من العمل في هذه الوظائف. ولقد قال أحد المحللين الصينيين في معهد جلوبال إنسيت HIS وهو "رين شينفانج" لوكالة الأنباء الفرنسية: "إن 70% من الصناعات البتروكيماوية في يد الدولة، وبالتالي فإن معظم العاملين فيها والمستفيدين منها هم من عرقية الهان، ولا توجد إلا أعداد قليلة جدًّا من عرقية الإيجور في هذه المصانع والشركات".
وليس هذا في المجال الصناعي فقط، بل في المجال الزراعي أيضًا، فإن هذا المجال تسيطر عليه الشركات الحكومية وشبه الحكومية، وهم لا يوظِّفون إلا السكان من عرقية "الهان". وعلى سبيل المثال فإن شركة "بينجتوان" الصينية الحكومية تستحوذ على معظم الأراضي الزراعية في التركستان، وتوظِّف في أعمالها أكثر من 2.2 مليون موظف من "الهان"، وليس فيهم من الإيجور إلا القليل.
https://www.islamstory.com/uploads/image/articles/41/6364_image012.jpg
التضييق الاقتصادي على المسلمين

وما قلناه على المجال الصناعي والزراعي ينطبق كذلك على المجال التجاري، حيث لا يُسمح للإيجوريين بالترقي في الوظائف التجارية، ولا يُسمح لأعمالهم أن تتضخم وتَكْبَرَ. ولقد تتبعت الحكومة الصينية التجار الإيجوريين حتى في خارج إقليم التركستان، وعلى سبيل المثال فقد هاجمت الحكومة الصينية حيًّا في بكين يضم تجمُّعًا للإيجوريين، وهو الحي المعروف "بقرية شينجيانج"، وأغلقت ثلاثين مطعمًا إسلاميًّا، وقامت بتشريد ألف مسلم!
ويبرِّر أحد الباحثين الصينيين -وهو "ياي شينرونج" الباحث في الأكاديمية الصينية للعلوم الاجتماعية- هذا الضعفَ الاقتصاديَّ للإيجوريين بأنه ناتجٌ عن مستوياتهم التعليمية الضعيفة، والتي تمنعهم من أخذ مواقع مناسبة في السُّلَّم الاجتماعي، وليس راجعًا إلى تمييز مباشر ضدهم.
وأنا أرى أن هذا عُذر أقبح من ذنب! فلماذا لم يسأل هذا الباحث نفسه عن سر تخلف المسلمين في إقليم التركستان علميًّا؟! إنه نفس السبب الذي تذكره أمريكا في حق الزنوج عند الحديث عن ارتفاع معدلات الجريمة والبطالة فيهم، وتعزو ذلك إلى قلة مستواهم التعليمي، متجاهلةً في ذلك الحالة المتردِّية التي عليها مدارس وجامعات السود حتى في المدن الأمريكية الكبرى!
إن سياسة الظلم واحدة، وإن كانت تتعدد أشكالها، وما يحدث في التركستان الشرقية المسلمة ليس جديدًا على الطغاة والمجرمين.
تاسعًا: سياسة التعتيم الإعلامي.. وهي سياسة قديمة جدًّا في العالم، ومارسها كل الظالمين، ولقد قال الكفار في مكة كما حكى القرآن الكريم {لاَ تَسْمَعُوا لِهَذَا الْقُرْآنِ وَالْغَوْا فِيهِ لَعَلَّكُمْ تَغْلِبُونَ} [فصلت: 26]؛ فالسماع قد يؤدي إلى التأثير، ولذلك يرى الظالمون أن الحَكْر على السماع، وأن التعتيم الإعلامي وسيلةٌ من وسائل السيطرة على مجريات الأمور.
والصين من الدول المشهورة عالميًّا بالتعتيم الإعلامي، وهي سياسة معظم الدول الشيوعية إن لم يكن كلها، وعلى الرغم من التقنيات الحديثة ووجود الفضائيات والإنترنت إلا أن السلطات الصينية ما زالت تحرص على عدم وصول المعلومة إلى الناس، ولقد رأينا أنه في الأزمة الأخيرة قامت السلطات الصينية بقطع شبكات المحمول النقّال من إقليم التركستان، كما قللت جدًّا من سرعة الإنترنت، وقطعته بعض الفترات لمنع وصول الأخبار إلى الخارج. ولقد كان من التُّهم التي وُجِّهت إلى ربيعة قادر أنها أرسلت بعض الجرائد المحلية الصينية إلى الخارج، وهذا يُعتبر -في عُرف القانون الصيني- إفشاءً لأسرار الدولة!! فمع أن الأخبار مذكورة في صحيفة محلية إلا أن هذه الأخبار للصينيين فقط، وغير مسموح للعالم أن يقرأها!!
وفي ظل هذا التعتيم الإعلامي الشديد لا يعرف العالم الخارجي، مسلمًا كان أو غير مسلم، ما يجري في أرض التركستان المسلمة، وبالتالي يفقد المسلمون هناك كل عون خارجي، وينفرد الصينيون بالتعامل معهم. وإضافةً إلى هذا التعتيم فإن الإعلام الصيني كثيرًا ما يزوِّر الحقائق، ويلبِّس على المتابعين الأمورَ، ويُعلِن أنه يتعامل مع مجموعات إرهابية في دولة التركستان المسلمة. وواقع الأمر أنه يتعامل مع شعب مقهور، سُلبت أرضه، ونُهبت ثرواته، وسالت دماؤه، ودُنِّستْ مقدساته، ولكن أكثر الناس لا يعلمون!
عاشرًا: سياسة منع التواصل الفكري والثقافي مع العالم الإسلامي؛ لأن هذا التواصل قد يوضِّح الصورة للبلاد الإسلامية، مما قد يدفعها إلى قطع العلاقات على الأقل مع الصين، وهذا يؤثِّر جدًّا على الاقتصاد الصيني الذي يعتمد على التجارة الخارجية. ولهذا فإن كلّ القنوات الثقافية والفكرية والفنية والرياضية مغلقة مع إقليم التركستان، ولا مجال للمسلمين هناك أن يخرجوا إلى خارج الصين، ولا أن يدخل إليهم أحد من المسلمين إلا بصورة فردية وفي حالات خاصة.

https://www.islamstory.com/uploads/image/articles/41/6364_image014.jpg
زيارة الرئيس التركي عبد الله جول للصين

وعندما قام الرئيس التركي عبد الله جول بزيارة الصين في شهر يونيو 2009م قبل أحداث الأزمة الأخيرة بقليلٍ، أصرَّ على زيارة هذا الإقليم الإسلامي، الذي تربطه مع تركيا علاقات الدين، وكذلك علاقات العرقية والأصل، وكان الرئيس التركي في زيارة للصين لعقد اتفاقيات تجارية مهمَّة تجاوزت 1.5 مليار دولار، ومع ذلك بعد انتهاء زيارته بعدة أيام حدثت المشكلة التي راح ضحيتها مئات من الإيجور الأتراك. ويرى بعض المحللين أن هذا التوقيت مقصود، وأنها رسالة من الحكومة الصينية إلى الشعب التركي ورئيسه، وخلاصة الرسالة أن العلاقات الصينية التركية شيء، وإقليم التركستان شيء آخر، وأنه لا مجال لتواصل هذا الإقليم مع أي عنصر خارجي حتى لو كان هذا العنصر رئيسًا مفخَّمًا، أو دولة كبرى!
https://www.islamstory.com/uploads/image/articles/41/6364_image015.jpg
مظاهرات الشارع التركي لنصرة التركستان الشرقية

ولقد هاج الشارع التركي نتيجة هذا الاستفزاز الصيني، وقام بعِدَّة مظاهرات أمام السفارة الصينية، وانسحب كثير من أعضاء البرلمان التركي من جمعية الصداقة الصينية التركية، لكن هذا لم يغيِّر من موقف الحكومة الصينية التي ترى قضية التركستان قضية أمن قومي لا يمكن المساس بها.
كانت هذه هي الوسيلة العاشرة من وسائل القهر الصيني للشعب التركستاني المسلم، فتلك عشر كاملة!!


ماذا نحن فاعلون؟!


والسؤال الذي لا بُدَّ أن يشغلنا الآن بعد رؤية هذا التاريخ الطويل للإسلام في هذه الدولة الإسلامية المحتلة، وبعد معرفة الثروات الهائلة التي يمتلكها هذا الإقليم العظيم، وبعد إدراك مدى الطغيان الصيني في التعامل مع هذا الملف.. السؤال الذي يجب أن يشغلنا هو: ماذا نحن فاعلون؟!
هل ستقف الأمة الإسلامية مكتوفة الأيدي في هذه المسألة؟! وهل يجب أن نؤجِّل الحديث عنها لحين تحرير فلسطين والعراق وأفغانستان؟ أوَليست هناك حقوق علينا لأهل هذه الدولة المحتلة يجب أن نقوم بها؟ وهل إذا رضيت الحكومات الإسلامية بالهوان فإنه لزامًا على الشعوب أن تقبله كذلك؟!
هذه أسئلة مهمَّة أجيب عنها بإذن الله في المقال القادم..
وأسأل الله U أن يُعِزَّ الإسلام والمسلمين.

د. راغب السرجاني

سيشرق فجر القدس
10-08-2009, 16:45
https://www.islamstory.com/uploads/Image/Labik_Torkistan_0.jpg
لعلنا في المقالات الثلاثة السابقة: "قصة الإسلام في الصين" (https://www.islamstory.com/%D9%82%D8%B5%D8%A9_%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84% D8%A7%D9%85_%D9%81%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A% D9%86) و"كنوز التركستان الشرقية" (https://www.islamstory.com/%D9%83%D9%86%D9%88%D8%B2_%D8%A7%D9%84%D8%AA%D8%B1% D9%83%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B4%D 8%B1%D9%82%D9%8A%D8%A9) و"الصين الشيوعية والتركستان المسلمة" (https://www.islamstory.com/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86_%D8%A7%D9%84%D8%B4% D9%8A%D9%88%D8%B9%D9%8A%D8%A9_%D9%88%D8%A7%D9%84%D 8%AA%D8%B1%D9%83%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86_%D8%A7%D9 %84%D9%85%D8%B3%D9%84%D9%85%D8%A9) قد ألقينا بعض الضوء على هذه القصة المؤلمة لقُطرٍ إسلامي عزيز يتعرض للضيم والقهر، ويُفتتن في دينه، ويمر بأزمة لعلها من أشد أزمات العالم ضراوة.
ومع ذلك فالكلام وحده لا يُجدِي، والمعرفة بمفردها لا تنفع، وإنما يجب على المسلمين أن يتحركوا بإيجابية لحل قضاياهم الكبرى بشكل يرضي الله ورسوله. وأنا أعلم أن مشاكل الأمة كثرت، وأن كل واحد من المخلصين والمخلصات من أبناء هذه الأمة الكريمة مشغول بعشرات ومئات القضايا المهمَّة الأخرى، لكن يبقى هناك دومًا أدوار يمكن لنا أن نفعلها لمساعدة إخواننا وأخواتنا هناك. ولا شك أننا لو كنا في مكانهم لتمنَّينا أن يقف العالم الإسلامي كله معنا، ولا يدري أحد على من تدور الدائرة غدًا!!

ثلاث مسائل مهمة

ولا شك أن المعظم من المتابعين للأحداث يجد أن الإعانة لهم أمر صعب وشاق، وسبب ذلك أن الذي يضطهدهم هو التنين الصيني العملاق، وهي دولة قوية بإمكانات جبَّارة. ولكن دعوني أقف مع هذه النقطة وقفة سريعة؛ لألفت انتباه القراء الأعزاء إلى ثلاث مسائل مهمة قبل الخوض في وسائل مساعدة المسلمين في التركستان..
أما المسألة الأولى فهي أن النصر الحقيقي الذي نرجوه هو بيد الله U، يقول تعالى: {وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِنْدِ اللَّهِ} [آل عمران: 126]. وهذا النصر ينزله ربُّنا I على المؤمنين الذين تمسكوا بشرعه، وساروا في طريقه، ووَهَبُوا حياتهم له، وباعوا أنفسهم من أجل شراء الجنة.. يقول تعالى: {إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: 7]، ويقول: {إِنَّ اللَّهَ اشْتَرَى مِنَ الْمُؤْمِنِينَ أَنْفُسَهُمْ وَأَمْوَالَهُمْ بِأَنَّ لَهُمُ الْجَنَّةَ} [التوبة: 111]. وهذا يعني أن المسلمين الصادقين والمسلمات الصادقات يجب أن يفرِّغوا الأوقات والأذهان للعمل لله U، فإذا صدقنا في نياتنا، وأحسنا في عملنا، فإن الله U عندئذٍ يُنزِل نصره بالطريقة التي يريد، وفي الوقت الذي يختار.. وعند ذلك لا تنفع الصين قوَّتها، ولا تُجدِي مع أمريكا أساطيلها.
نماذج من نصر الله للمسلمين

https://www.islamstory.com/uploads/Image/6365_image003.jpg
مظاهرات لنصرة تركستان الشرقية

والتاريخ يؤيِّد هذا الكلام ويؤكِّده، وإلاّ فكيف تفسِّر انتصار المسلمين وهم في غاية الضعف العسكري على دولتي الرومان وفارس، وكيف تفسر انتصارهم على جموع الصليبيين، وكيف تفسر فتحهم لأوربا في الأندلس والقسطنطينية، وكيف تفسر انتصارهم على قوة التتار الهائلة!!
هذا كله ليس له إلا تفسير واحد، وهو أن الله أراد النصرة للمؤمنين عندما رأى جِدِّيتهم في الدفاع عن دينهم وقضاياهم. ولا يقول أحد أن الحرب في زماننا مختلفة عن الزمان الأول، ولا أن قوة الصين أضعاف قوة فارس؛ فإنّ هذا الكلام يعني أننا لم نفهم سُنَّة النصر أبدًا؛ فالله الذي هزم المشركين في القرن الأول الهجري قادر على هزيمتهم في القرن الخامس عشر، والله الذي حقَّق لضعفاء الجزيرة العربية نصرًا مجيدًا على أقطاب العالم آنذاك، قادرٌ على تحقيق نفس النصر على أقطاب العالم الآن. ولكن المهم هو أن يبذل المسلمون ما في وسعهم، وليس مطلوبًا منا أن نبذل فوق الوسع.. قال تعالى: {لاَ يُكَلِّفُ اللَّهُ نَفْسًا إِلاَّ وُسْعَهَا} [البقرة: 286]. وواقع الأمر أن وسعنا كبير جدًّا، بل هو أكبر من تخيلاتنا جميعًا. وقد نبدأ بصدق في حل قضية من القضايا ببعض الآليات والوسائل، فإذا بالله U يفتح لنا من عنده بعشرات الآليات الجديدة التي تحقِّق ما لا نتخيله من نتائج وانتصارات.
هذه هي المسألة الأولى التي أردت لفت النظر إليها قبل الحديث عن أدوار المسلمين في نصرة قضية التركستان الشرقية.
أما المسألة الثانية فهي أن الذي يسعى بجدية للخروج من أزمة يوفِّقه الله للخروج منها ولو كان مشركًا! فما بالكم بالمسلمين أصحاب العقيدة السليمة والإيمان الصادق!!

https://www.islamstory.com/uploads/Image/6365_image004.jpg
تايوان تتحدى الصينتايوان تتحدى الصين !


وأحد الأدلة على هذا المعنى يظهر لنا من خلال الحديث عن تايوان! فتايوان ما هي إلا مجموعة قليلة من الجزر الصغيرة في مواجهة الوحش الصيني العملاق، ومساحتها لا تتجاوز 36 ألف كم مربع، وعدد سكانها 23 مليون، وأكثر من 90% من سكانها من الكفار عُبَّاد بوذا وغيره، ومع ذلك فهم يقفون أمام الصين منذ 1911م وهو تاريخ تأسيس تايوان (مساحتها أقل من 4 في الألف من مساحة الصين، وعدد سكانها أقل من 1.8% من عدد سكان الصين)، فضلاً عن الفجوة الهائلة بين الإمكانيات العسكرية والاقتصادية والسياسية بين الصين وتايوان.. وحتى الآن لم تفلح جهود الصين في تركيع تايوان. نعم نرى أن الغرب -وفي مقدمته أمريكا- يقفون بشكل مُعلن أحيانًا، وخفيٍّ أحيانًا أخرى مع تايوان،

https://www.islamstory.com/uploads/Image/taiwan_small_map_2.jpg
تايوان تقف أمام الصين

لكن هذا له لم يحدث إلا بترتيبات تايوانية؛ فالشعب هناك أراد أن يبقى على خريطة الدنيا، فقام بتنظيمات داخلية على المستوى السياسي والاقتصادي والعلمي، واستطاع أن يقيم علاقات خارجية قوية، مستغلاًّ الصراع الأيدلوجي الكوني بين الغرب والشرق، ونجح في حساباته حتى هذه اللحظة.
فلماذا تنجح دولة ميكروسكوبية كتايوان، ولا ينجح المسلمون وهم يشغلون رُبع مساحة الأرض المعمورة، ويمثِّلون خُمس سكان العالم الآن؟!
مخاطبة الشعوب

https://www.islamstory.com/uploads/Image/6365_image005.jpg
تركستان جزء يتمزق من العالم الإسلامي

أما المسألة الثالثة فهي أنني في هذا المقال لا أخاطب الحكومات وإنما أخاطب الشعوب؛ لأنني أعلم أن معظم حكومات العالم الإسلامي لا تضع في حساباتها هموم المسلمين أو مشاكلهم، بل لعل بعضها يؤيد الصين في قمعها لما يُسمى "بالحركات الانفصالية"، والتي هي في حقيقة الأمر محاولات التحرُّر من الاحتلال. ومن هنا فلن يأتي في الأدوار ما يجب على الحكومات الإسلامية فعله مثل تحريك الجيوش، وقطع العلاقات الدبلوماسية، وإيقاف التعامل الاقتصادي، وإنما سنتحدث عن بعض الأدوار التي يمكن لعامَّة الناس أن يقوموا بها. وأنا على يقين أن هناك أدوارًا أخرى كثيرة سيقترحها الإخوة والأخوات المتابعين للأحداث، كما أنني على يقين من أننا إذا قمنا بهذه الأدوار بصدق، فإنّ الله U سيبارك فيها، وقد يفتح لنا أبوابًا أعظم تصل بنا -بإذن الله- إلى تحرير التركستان المسلمة بكاملها.
أدوار الشعوب المسلمة لنصرة تركستان

أما الأدوار التي أراها مناسبة في هذه المرحلة، فهي تشمل التالي:
الدور الأول: متابعة أخبار التركستان بشكل دقيق، والبحث عنها عن عمد؛ فالإعلام لا يتحدث عن التركستان إلا عند الأحداث الكبرى فقط، وغالبًا ما ننشط نحن مع هذا النشاط الإعلامي، ثم تخبو فورة هذا النشاط ونعود إلى حالتنا الأولى، وهذا لا يليق بشأن قطر إسلامي مُحتَلّ وجب على المسلمين أن يحرِّروه، ولو فقدوا كل أموالهم وأرواحهم في سبيل ذلك؛ فالأمة كالجسد الواحد، وليس من المقبول أن يتعرض المسلمون هناك إلى كل هذا الضغط الصيني دون أن نهتم نحن بمجرد الاطّلاع على الأحداث.
وإذا حدث وتابعنا أخبار التركستان بشكل دوريّ، فإن هذا سيولِّد رغبة حقيقية عندنا لنصرتها. كما أن المعلومة قوة، وقد تفتح لنا المعلومات التي نحصل عليها أبوابًا للمساعدة لم نكن نعمل لها حسابًا. ويمكن لنا متابعة أخبار التركستان على مواقعهم بالإنترنت، وهناك أكثر من موقع لهم باللغة العربية والإنجليزية، كما يمكن متابعة أخبارهم في وسائل الإعلام المختلفة بشكل دقيق، أو البحث عن كتب تسجِّل قصتهم.
نشر أخبار تركستان

https://www.islamstory.com/uploads/Image/6365_image006.jpg
أخبار المسلمين في تركستان الشرقية

ولا ينبغي للمعلومة أن تقف عند الشخص الذي عرفها، بل عليه أن يتحرك بها هنا وهناك، فيعرِّف بها أصحابه وإخوانه ومعارفه، بل وينشرها في كل مكان يستطيع نشرها فيه، سواء في الجرائد والمجلات، أو في مجلات الحائط المدرسية والجامعية، أو في منتديات الإنترنت، أو حتى في الحديث العام مع الناس. ولقد سعدتُ كثيرًا عندما علمت أن بعض الإخوة والأخوات يطبعون هذه المقالات ويوزِّعونها على أصدقائهم، ومنهم من يرسلها إلى القائمة البريدية الخاصة به، وهكذا نحافظ على القضية حيَّة، ولا ينسى المسلمون هذا القُطر المهم. ولقد كان واضحًا من ردود أفعال القُرّاء على المقالات أن الكثيرين منهم لم يكونوا يعرفون أن الصين تحتل أرضًا إسلامية من الأساس، وهذا قصور لا ينبغي، ولا نُعذر فيه بجهلنا، خاصةً أننا نعرف المعلومات الكثيرة عن أمور كثيرة لعلَّها أقل أهمية آلاف المرات من قصة التركستان.

الدور الثاني: التواصل مع شعب التركستان..

https://www.islamstory.com/uploads/Image/Torkistan_Moslmin(1).jpg
التواصل مع شعب تركستان الشرقية

وأنا أعلم أن هذا الدور صعب لاختلاف اللغة، وبُعد المسافات، وعدم الاطّلاع الكافي على وسائل التواصل معهم، ولكن ما قلناه في النقطة السابقة من المتابعة الدوريَّة لأخبارهم سيوفِّر لنا -إن شاء الله- آليات التواصل، سواء بالمشاركة في المنتديات الخاصة بهم، أو عن طريق التراسل مع بعض أفرادهم عبر الإنترنت أو البريد العادي.. والأسهل من ذلك هو التواصل مع الجاليات التركستانية الموجودة في العالم، فهناك بعض الدارسين في بعض الجامعات الإسلامية، وهناك بعض المهاجرين هنا وهناك، وإذا تواصلنا معهم فإنّ هذا يشدُّ من أزرهم، ويقوِّي ظهرهم. كما أنه يفتح بعض أبواب المساعدة التي قد لا نعرفها الآن، ويعطينا معلومات دقيقة أكثر عن الأوضاع في داخل التركستان، وهذا كله يصبُّ في صالح القضية.

الدور الثالث: التواصل مع جمعيات حقوق الإنسان المنتشرة في أنحاء العالم المختلفة، وإثارة اهتمامها بقضية التركستان. ولقد أحدث تقرير منظمة العفو الدولية سنة 1998م ضجةً في العالم، وتحدث الناس حول قضية التركستان، وقد يمثِّل هذا نوعًا من الضغط على الحكومة الصينية، خاصةً ونحن في زمن العولمة، ولم يعُدْ للانغلاق الصيني الفرصة لتكتُّم كل الأخبار. كما أن الصين دولة اقتصادية يهمُّها في المقام الأول العلاقات الجيدة مع دول العالم المختلفة، والدخول في منظمات التجارة العالمية، وهذه التقارير من لجان حقوق الإنسان قد تعطِّل مسيرة هذا العمل الاقتصادي.
ولا يخفى علينا أن منظمات حقوق الإنسان لن تتفاعل بشكل جيد مع الأحداث إن تلقتْ إيميلاً واحدًا أو اثنين بخصوص الموضوع، أما إذا تلقت الآلاف والملايين من الخطابات، فهذا يعني قضية رأي عام، وهذا يغيِّر كثيرًا من موازناتها.

الدور الرابع: زيارة إقليم التركستان !

https://www.islamstory.com/uploads/Image/Torkistan_Mohtala(1).jpg
إقليم تركستان الشرقية


وهذا الدور قد يبدو عجيبًا عند الكثيرين، ولكنه واقعي جدًّا؛ فقد تزايدت بشكل كبير في السنوات العشر الأخيرة زيارات رجال الاقتصاد المسلمين إلى دولة الصين للتجارة، ولشحن البضائع، ولعقد الاتفاقيات الاقتصادية، بل قد يسافر إلى هناك تجار من الدرجة المتوسطة وليس كبار التجار فقط. وكل ما نريده من هؤلاء أن يزيدوا يومين أو ثلاثة على أيام رحلتهم؛ ليزوروا في هذه الفترة إقليم التركستان المعروف في الصين بإقليم "سينكيانج"، وتكون فرصة للتواصل مع المسلمين هناك إن تيسَّر الأمر، وحتى لو لم يتيسر ذلك فيكفي أن تطَّلع على الأمور هناك، وتأتي بعد ذلك لتحكي قصتك بتفاصيلها. وما أجمل أن تصلي في مسجد من مساجدها، أو تزور إحدى مدارسها، أو تُهدِي أحد أبنائها مصحفًا صغيرًا!

وليس التجار فقط يمكن أن يفعلوا ذلك، بل كل المسلمين الذين يزورون الصين في أعمال أو في سياحة أو في رياضة، أو غير ذلك من الأمور. بل إنني أهيب بالأثرياء المسلمين الذين ينظِّمون رحلات سياحية إلى أوربا وغيرها أن يوجِّهوا رحلتهم القادمة إلى الصين، وأن يجعلوا من برنامج زيارتهم يومًا أو يومين أو أكثر في التركستان، وسوف يستمتعون بهذه الرحلة إن شاء الله، وإلى جوار المتعة وقبلها وبعدها سيحصِّلون الأجر والمثوبة من الله بحسب نِيَّتهم، ورغبتهم في التعرف على أجزاء عالمنا الإسلامي المحتل.
الدور الخامس: استقدام الطلبة التركستانيين للتعليم..
وهذا الدور يحتاج إلى تفاعل من الجامعات الإسلامية والمعاهد المتخصصة، ويمكن أن نثير القضية عندهم لتوجيه هذه الدعوات لهم، كما يمكن لرجال المال والاقتصاد الإسلامي أن يكفلوا هؤلاء الطلاب في بلادنا، وييسِّروا لهم سُبل الحياة الكريمة التي تترك عندهم انطباعًا جيدًا عن تعاطف العالم الإسلامي مع قضيتهم.
وأنا أعلم أن الحكومة الصينية تضع العراقيل أمام سفر هؤلاء الطلاب إلى أقطار العالم الإسلامي المختلفة، ولكن علينا بذل الأسباب ومحاولة استقدامهم، ونترك التيسير على الله U. كما يمكن للجاليات المسلمة في البلاد الأوربية والأمريكية أن تستقدم هؤلاء لتعليمهم وكفالتهم، وليس بالضرورة في العلوم الإسلامية، فإنّ إخراج الطبيب والمهندس والاقتصادي التركستاني المسلم يصبُّ -لا شك- في مصلحة القضية ككل، وقد يكون استقدام الطلاب التركستانيين إلى أوربا أو اليابان أقل حساسية عند الحكومة الصينية من استقدامهم للبلاد الإسلامية.
الدور السادس: التواصل مع قيادات الإيجور في العالم وتأييدهم..
وهذا دور مهم للغاية، فهناك الكثير من قيادات الإيجور المسلمين منفيُّون في ربوع العالم المختلفة.. في إنجلترا وأمريكا والسويد وغير ذلك، بل هناك جمعيات تركستانية تحمل همَّ هذه القضية موجودة في بلاد كثيرة من العالم. ولا شك أن التواصل معهم سيرفع جدًّا من معنوياتهم، خاصةً أن بعضهم مهدَّد من الحكومة الصينية، وأكثرهم ممنوع من العودة إلى الوطن، وهم في أشد الحاجة إلى التأييد المعنوي والمادي. كما أن التواصل معهم سيضع أيدينا على بعض الوسائل العملية لنصرة القضية، وسيسهِّل علينا الحصول على معلومات دقيقة عن المسألة، كما سيعرِّفنا على بعض الأسماء في داخل التركستان، وهذا يسهِّل علينا التواصل معهم في الداخل. وكل هذا سيصل بنا -إن شاء الله- إلى حالة من إثارة الرأي العام، وتحريك القضية بما يخدم مصلحة المسلمين التركستان، سواءٌ في داخل التركستان أو في خارجها.
الدور السابع: الدعم المادي للتركستان عن طريق لجان الإغاثة..
فهناك الكثير من لجان الإغاثة الإسلامية المنتشرة في أنحاء الدنيا، ولكن -للأسف- فإن معظمهم لا يتفاعل مع قضية التركستان؛ إما لجهلهم بها أو لتضييق الحكومة الصينية عليهم، لكن في كل الأحوال فإننا ينبغي أن نثير اهتمام هذه الجمعيات بقضية التركستان، ونُكثِر من إرسال الخطابات المطالبة بفتح نشاط في إقليم التركستان، وإذا تم ذلك فيجب التسارع في إيصال المعونات المادية والعينية لهم؛ فهم في حالة شديدة من الفقر والاحتياجات. ولا شك أن وقوف العالم الإسلامي معهم بالمال والمساعدة سيثبِّتهم على دينهم، ويربطهم بأمتهم.
الدور الثامن: تفهيم المسلمين خطورة الصين..
فواقع الأمر -للأسف الشديد- أن معظم المسلمين متعاطفون قلبيًّا مع دولة الصين لأسباب كثيرة، منها وقوفها ضد أمريكا، ومنها غزارة الإنتاج الصيني الرخيص الذي يعتمد عليه جُلُّ العالم الإسلامي، ومنها الانبهار بالتطور الصيني المتسارع، ومنها التأثر بالإعلام الصيني الذي يحرص على إصدار مطبوعات عن الصين باللغة العربية، ومنها التأثر بالمراكز الثقافية والفنية الصينية التي تقدِّم خدمات وبرامج لعامَّة الناس، ومنها التأثر بالأفلام الصينية وإعجاب الناس بهذا المجتمع المثالي الذي تصوِّره الأفلام، ومنها الانبهار بتاريخ الصين القديم وحضارتهم العريقة
إنها أشياء كثيرة وضعت الغشاوة على عيون المسلمين، فلم يعُدْ هناك من يتقبل الطعن في الصين أو التحزُّب لمقاومتها. ولقد كتبتُ قبل ذلك مقالاً بعنوان "الصين أم أمريكا (https://www.islamstory.com/%D8%A7%D9%84%D8%B5%D9%8A%D9%86_%D8%A3%D9%85_%D8%A3 %D9%85%D8%B1%D9%8A%D9%83%D8%A7)" وضّحت فيه أن خطورة الصين أعلى من خطورة أمريكا عدة مرات، وأن المسلمين يجب أن يدركوا ذلك؛ حتى لا نُؤتى من حيث نتمنى المساعدة. وهذا جهد يحتاج إلى وقت وعمل، فيجب تنبيه المسلمين إليه بقوَّة، ويجب فضح المخططات الصينية وكشف أوراقهم.

إيجاد الحكومة الإسلامية

الدور التاسع: أعلم أن الكثير من الأدوار الإيجابية المؤثرة يحتاج إلى دولة وحكومة، ولكننا -كما ذكرنا في أول المقال- لا نعوِّل كثيرًا على معظم الحكومات المسلمة الموجودة الآن، ومن ثَمَّ يصبح من أهم أدوار المسلمين هو إيجاد الحكومة الإسلامية التي تتبنى قضايا المسلمين في الداخل والخارج. وهذا طريق طويل ولكنه لازم، وآليات إقامة حكومة إسلامية كثيرة ومتشعِّبة، ولكن أهمها العودة الكاملة إلى الله U، واتّباع شرعه في كل صغيرة، وإننا -والله- لو أقمنا دولة الإسلام في قلوبنا فإنها لا شك ستُقام على أرضنا، وليس هؤلاء الحكام إلا إفرازًا حقيقيًّا للشعوب، وكما جاء في الأثر "كما تكونوا يُوَلَّ عليكم"؛ فأصلحوا علاقتكم بربكم، يُصلِحِ الله لكم حُكّامكم وأمراءَكم.

https://www.islamstory.com/uploads/Image/China_Doaa.jpg
الدعاء لأهل تركستان

الدور العاشر: الدعاء لأهل تركستان بالصبر على الإسلام، وبالثبات في مواجهة الطغيان الصيني، وبرفع الغُمَّة عن العالم الإسلامي كله.
ولم أجعل هذا الدور في آخر المقالة تقليلاً لشأنه -حاشَ لله- ولكن حتى لا يعتمد المسلمون عليه ويتركوا بقيَّة الأعمال. ولقد كان الرسول r يُعِدّ العُدَّة للجيش، وينظِّم الصفوف، وفي نفس الوقت يرفع يده إلى السماء يدعو بنصر الطائفة المؤمنة على أعدائها من الكافرين، فلنجعلْ لأهل التركستان وِردًا ثابتًا في دعائنا، عسى الله U أن يُثلِج صدورنا بنصر لهم ومددٍ من عنده.
كان هذا هو الدور العاشر، فتلك عشرة كاملة!!
ولا شك أن هناك الكثير والكثير من الأدوار التي لم أذكرها، والتي سيقترحها -إن شاء الله- قُرَّاء المقال حتى تعمَّ الفائدة، ويشترك المسلمون جميعًا في حلِّ هذه القضية المهمة.
وأخيرًا فإنني أعلم أن الكثيرين كانوا يتوقعون أن تكون المقاطعة للبضائع الصينية من ضمن الوسائل التي نُساعِد بها أهل التركستان، ونضغط بها على الحكومة الصينية، ولكن هذا ملف كبير جدًّا، يحتاج منا إلى مقال خاص، سوف نتناوله قريبًا بإذن الله.
ونسأل الله U أن يُعِزَّ الإسلام والمسلمين.

د. راغب السرجاني