المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصيدة في رثاء في الأندلس



omar-tdm
02-10-2010, 22:27
هذه القصيده من روائع الشعر العربي للشاعر ابو البقاء الرندي وقيل انها
في رثاء الاندلس

اتمنى ان تعجبكم هذه القصيده




لِكُـلِّ شَـيءٍ إِذَا مَا تَـمَّ نُقصَـانُ***************** فَلاَ يُغَـرَّ بِطِيـبِ العَيـشِ إِنسَـانُ

هِيَ الأُمُـورُ كَمَـا شَاهَدتُهـا دُوَلٌ***************** مَـنْ سَـرَّهُ زَمَـن سَاءَتـهُ أَزمَـانُ

وَهَذِهِ الـدَّارُ لاَ تُبقِـي عَلَـى أَحَـدٍ***************** وَلاَ يَـدُومُ عَلَى حَـالٍ لَهَـا شَـانُ

يُمَزِّقُ الدَّهرُ حَتـماً كُـلَّ سَابِغَـةٍ**************** إِذَا نَبَـت مَشـرَفِيَّـات وَخرصَـانُ

وَيَنتَضِي كُلَّ سَيـفٍ لِلفَنَـاءِ وَلَـو**************** كَانَ ابنَ ذِي يَزَن وَالغِمـدِ غمـدَانُ

أَينَ المُلوكُ ذَوِي التِيجَـانِ مِنْ يَمَـنٍ**************** وَأَيـنَ مِنهُـم أَكَـالِيـلٌ وَتيجَـانُ

وَأَينَ مَـا شَـادَهُ شَـدَّادُ فِـي إِرَمٍ**************** وَأينَ مَا سَاسَه فِي الفُـرسِ سَاسَـانُ

وَأَينَ مَا حَـازَهُ قَـارُونُ مِِنْ ذَهَـبٍ**************** وَأَيـنَ عَـادٌ وَشَـدَّادٌ وَقَحطَـانُ

أَتَى عَلَى الكُـلِّ أَمـرٌ لاَ مَـرَدَّ لَـهُ**************** حَتَّى قَضوا فَكَأَنَّ القَـومَ مَا كَانُـوا

وَصَارَ مَا كَانَ مِنْ مُلكٍ وَمِن مَـلِكٍ*************** كَمَا حَكَى عَنْ خَيالِ الطَيفِ وَسِنانُ

دَارَ الـزَّمَـانُ عَلَـى دَارا وَقَاتِلِـهِ*************** وَأَمَّ كِـسـرَى فَمَـا آوَاهُ إِيـوانُ

كَأَنَّمَا الصَعبُ لَمْ يَسهُـل لَهُ سَبَـبٌ*************** يَـوماً وَلاَ مَـلَكَ الدَّنيَـا سُلَيمَـانُ

فَجـائِـعُ الدَّهـرِ أَنـواعٌ مُنَوَّعَـةٌ*************** وَلِلـزَمـانِ مَـسـرّاتٌ وَأَحـزَانُ

وَلِلـحَـوادِثِ سَلـوانٌ يُهـوِّنُهَـا*************** وَما لِمَـا حَـلَّ بِالإِسـلامِ سَلـوانُ

دَهَى الجَزيـرَةِ أَمـرٌ لاَ عَـزَاءَ لَـهُ*************** هَوَى لَـهُ أُحُـدٌ وَانْهَـدَّ ثَهـلانُ

أَصَابَهَا العَينُ فِي الإِسلامِ فَارتَـزَأتْ*************** حَتَّى خَلَـت مِنـهُ أَقطَـارٌ وَبُلـدَانُ

فَاسـأَل بَلَنسِيـةً مَا شَـأنُ مرسِيَـةٍ*************** وَأَيـنَ شَاطِبـة أَم أَيـنَ جَـيّـانُ

وَأَيـنَ قُرطُبَـةُ دَارُ العُلُـومِ فَكَـم*************** مِنْ عالِـمٍ قَدْ سَمَا فِيهَـا لَهُ شَـانُ

وَأَينَ حِمصُ وَمَا تَحويِـهِ مِنْ نُـزَهٍ*************** وَنَهرُهَا العَـذبُ فَيَّـاضٌ وَمَـلآنُ

قَوَاعِدُ كُـنَّ أَركَـانَ البِـلادِ فَمَـا*************** عَسَى البَقَـاءُ إِذَا لَمْ تَبـقَ أَركَـانُ

تَبكِي الحَنيفِيَّةُ البَيضَـاءُ مِنْ أَسَـفٍ**************** كَمَا بَكَى لِفِـراقِ الإِلـفِ هَيـمَانُ

عَلَى دِيـارٍ مِـنَ الإِسـلامِ خَالِيَـةٍ*************** قَدْ أَقفَـرَت وَلَها بالكُفـرِ عُمـرَانُ

حَيثُ المَسَاجِدُ قَدْ صَارَت كَنائِـسَ**************** مَـا فِيهِـنَّ إِلاَّ نَواقِيـسُ وَصلبَـانُ

حَتَّى المَحَارِيبُ تَبكِي وَهيَ جَامِـدَةٌ*************** حَتَّى المَنَابِرُ تَبكِـي وَهـيَ عِيـدَانُ

يَا غَافِـلاً وَلَهُ فِي الدَّهـرِ مَوعِظَـةً************** إِنْ كُنتَ فِي سنَةٍ فَالدَّهـرُ يَقظَـانُ

وَمَـاشِيـاً مَرِحـاً يُلهِيـهِ مَوطِنُـهُ************** أَبَعدَ حِمـص تَغُـرُّ المَـرءَ أَوطَـانُ

تِلكَ المُصِيبَـةُ أَنسَـت مَا تَقَدَّمَهـا************* وَمَا لَهَا مِنْ طِـوَالِ المَهـرِ نِسيـانُ

يَـا أَيُّهَـا المَـلكُ البَيضَـاءُ رَايَتُـهُ************* أَدرِك بِسَيفِكَ أَهلَ الكُفرِ لاَ كَانُـوا

يَا رَاكِبينَ عِتَـاقَ الخَيـلِ ضَامِـرَةً************ كَأَنَّهَا فِي مَجَـالِ السَبـقِ عُقبَـانُ

وَحَامِليـنَ سُيُوفَ الـهِندِ مُرهَفَـةً************ كَأَنَّهَـا فِي ظَـلامِ النَقـعِ نِيـرَانُ

وَراتِعيـنَ وَراءَ البَحـرِ فِـي دعـةٍ************* لَهُـم بِأَوطَانِهِـم عِـزٌّ وَسلطَـانُ

أَعِندكُم نَبَـأُ مِـنْ أَهـلِ أَندَلُـسٍ************* فَقَد سَرَى بِحَدِيثِ القَـومِ رُكبَـانُ

كَم يَستَغيثُ بِنَا المُستَضعَفُونَ وَهُـم************* قَتلَـى وَأَسـرَى فَمَا يَهتَـزَّ إِنسَـانُ

مَاذَا التَقَاطِـعُ فِي الإِسـلامِ بَينَكُـمُ************* وَأَنـتُـم يَـا عِـبَـادَ اللهِ إِخـوَانُ

أَلاَ نُفـوسٌ أَبـيَّـاتٌ لَهَـا هِمَـمٌ************** أَمَا عَلَـى الخَيـرِ أَنصَـارٌ وَأَعـوَانُ

يَا مَن لِذلَّـةِ قَـوم بَعـدَ عِزَّتِهِـم************* أَحَـالَ حَـالَهُـم كُفـرٌ وَطُغيـانُ

بِالأَمسِ كَانُوا مُلُوكـاً فِي مَنَازِلِهِـم************ وَاليَومَ هُم فِي بِلادِ الكُفـرِ عُبـدَانُ

فَلَو تَرَاهُم حَيَـارَى لاَ دَلِيـلَ لَهُـم************ عَلَيهِـم مِنْ ثِيـابِ الـذُّلِّ أَلـوَانُ

وَلَو رَأَيـتَ بُكَاهُـم عِنـدَ بَيعهـمُ************ لَهَالَكَ الأَمـرُ وَاِستَهوَتـكَ أَحـزَانُ

يَـا رُبَّ أُمٍّ وَطِفـلٍ حِيـلَ بَينَهُـمَا************ كَـمَـا تُـفَـرَّقُ أَروَاحٌ وَأَبـدَانُ

وَطفلَة مِثلَ حُسنِ الشَّمسِ إِذْ بَـرَزَت*********** كَأَنَّمَـا هِـيَ يَاقُـوتٌ وَمُرجَـانُ

يَقُودُهَا العِلـجُ لِلمَكـرُوهِ مُكرَهَـةً********** وَالعَيـنُ بَاكِيَـةٌ وَالقَلـبُ حَيـرَانُ

لِمِثلِ هَذا يَبكِي القَلـبُ مِنْ كَمَـدٍ********* إِنْ كَانَ فِي القَلبِ إِسـلامٌ وَإِيْمَـانُ

zwawy
02-10-2010, 23:05
نونية أبي البقاء الرندي من عيون قصائد الرثاء، ويمكنك أن تتخيل أن هذه القصيدة المبكية قالها الشاعر قبل ضياع الأندلس بكاملها !
فكيف لو شهد سقوط غرناطة آخر معاقل المسلمين، وكيف لو شهد محاكم التفتيش، وفاجعة الموريسكيين ؟!

سلامٌ على هذه البلاد التي ضاعت بسبب الخنوع، وضياع مفاهيم الولاء والبراء، وإسناد الأمر لغير أهله ..
الحديث عن الأندلس كحديث المرأة التي فقدت ولدها يلقي بظلال ثقيلة من الأسى والحسرة ويذكرك بأبطال الإسلام : موسى بن نصير، وطارق بن زياد، وعبدالرحمن الغافقي، وأمير المسلمين يوسف بن تاشفين صاحب يوم "الزلاقة" أحد أيام الإسلام المشهودة، والسلطان أبو يوسف يعقوب المنصور ... وغيرهم

-------------

الأخ طه الفهد له قراءة طيبة لهذه القصيدة لمن أراد سماعها.

التنين الجامح
03-10-2010, 13:24
أنشودة أين الملوك (https://www.islamway.com/?iw_s=Nasheed&iw_a=view_nasheed&song_id=653) وهي أبيات من هذه القصيدة أنشدها علي العنزي , التحميل (https://download.media.islamway.net/several//king/2.mp3)