Kh@LiL
06-12-2007, 16:38
واحد + واحد = ثلاثة
AMD + ATI
قبل سنة من الآن تقريباً في الخامس والعشرين من تشرين الأول من العام 2006 وفي صفقةٍ بلغت قيمتها 5.4 مليار دولار تم الإعلان عن شراء AMD ثاني أكبر مصنعي وحدات المعالجة المركزية CPUs في العالم لشركة ATI الكندية و التي تعتبر هي الأخرى أحد أكبر صانعين في العالم للمعالجات الرسومية GPUs. هذه الصفقة وإن كانت لا ترقى من حيث الحجم إلى مستوى صفقة اندماج HP و Compaq مثلاً؛ أو إلى مستوى صفقة شراء Lenovo لقسم الحواسب في IBM، إلا أنها ستكون بالتأكيد أكثر تأثيراً على مستقبل صناعة الحواسب ككل والمنحى الذي سيسلكه تطور هذه الصناعة.
https://www.alrakameiat.com/images/no65/no6515.jpg
طبعاً حتى الآن لا زال الوقت مبكراً للحديث عن نتائج مادية (منتجات وماشابه) لهذه الصفقة حيث أن AMD لا تزال في مرحلة هضم ATI – إذا صح التعبير- واستيعاب القدرات الهندسية و التصميمية للشركة الكندية ضمن شركة AMD الأم. لكن تأثيراتها على مستوى الصناعة ككل قد بدأت للتو، كما أن أول منتجات العملاق الجديد والممثلة بطقم الرقاقات RD790 الجديد الخاص بمعالجات Phenom المستقبلية أصبح قاب قوسين أو أدنى.. ناهيك بالطبع عن الثمرة الأبرز لهذا الاتحاد وهي معالجات Fusion المستقبلية التي ستبصر النور في نهاية عام 2008 القادم. على كل فنستعرض معاً أهم ما يمكن ان تأتي به هذه الصفقة من منتجات وتقنيات إلى جانب انعكاساتها على صناعة الحاسب ككل.
بدايةً لا بد من القول أن AMD لم تلجأ إلى عملية الشراء هذه من باب التكتيك أو كنوع من الترف، بل هو خيار استراتيجي لجأت إليه AMD مجبرةً لا مخيرة. فالحجم الهائل لمنافستها Intel وإنتاجها المتنوع الذي لا يقتصر على وحدات المعالجة المركزية بل يتعداها ليشمل معالجات الرسوميات والمعالجات الخاصة بالهواتف النقالة والمساعدات الشخصية PDAs دون أن ننسى بالطبع أطقم رقاقات اللوحات الأم التي تمكن من Intel من تقديم حلول شاملة بصورة منصات Platforms متكاملة مثل منصة Centrino، كل هذه النقاط تفرض على AMD أن تكبر وتوسع نطاق أعمالها وإلا فإنها ستكون مهددة بالزوال وفقدان حصتها من السوق التي قاتلت طويلاً حتى انتزعتها.
https://www.alrakameiat.com/images/no65/no6511.jpg
عندما ننظر إلى الأمور من هذه الزاوية يصبح من السهل جداً فهم الفكر الذي انطلقت منه AMD في شرائها لـ ATI.. فبهذه العملية تمكنت AMD بين ليلة وضحاها من امتلاك القدرة على منافسة غريمتها إنتل بل والتفوق عليها في معظم إن لم يكن كل المجالات السابقة:
• ATI مثلاً هي أحد أهمم مطوري معالجات الرسوميات في العالم وبشرائها اختصرت AMD سنيناً من الأبحاث ومئات ملايين الدولارات كان يتعين عليها إنفاقها لامتلاك الخبرة اللازمة في هذا المجال.
• ATI تنتج أيضاً نماذجاً متفوقة من أطقم الرقاقات Chipsets لاسيما في مجال الحواسب المحمولة وهي نقطة ضعف رئيسية طالما عانت منها AMD في هذا المجال.. وبذلك وبعد عملية الشراء هذه أصبح باستطاعة AMD لأول مرة أن تقدم منصات منافسة لمنصة Centrino التي تسيطر من خلالها إنتل على سوق الحواسب المحمولة وهو ما سوف تقوم به في القريب العاجل بالفعل.
• حتى الرابع والعشرين من تشرين الأول 2006 كانت حصة AMD من سوق تجهيزات الملتيميديا المنزلية (أجهزة التلفاز عالية التحديد، منصات الألعاب مثل الـ Xbox و الـ Playstation، معالجات الرسوميات الخاصة بالمساعدات الرقمية الشخية PDAs والهواتف المحمولة) لا تتجاوز الصفر بالمائة؛ أي أنها لم تكن موجودة عملياً. لكن وبشرائها لـ ATI أصبحت AMD بين ليلةٍ وضحاها تسيطر على 30% من سوق معالجات الرسوميات الخاصة بالهواتف النقالة ةالمساعدات الشخصية، وأكثر من 60% من سوق منصات الألعاب (ATI نقدم معالجات الرسوميات الخاصة بمنصتي Xbox360 و Nintendo WII)، و20% من المعالجات الخاصة بأجهزة التلفاز عالية التحديد. أي أن AMD تمكنت من حرق المراحل وتحقيق خرق هام في قطاعات كان من المستحيل عليها عملياً الدخول إليها دون إنفاق مال ووقت طائلين.
https://www.alrakameiat.com/images/no65/no6538.jpg
عندما شرحت هذه النقاط في السابق لأحد الأصدقاء المهتمين أجابني بسؤال هام بالفعل لا شك أنه سيراود الكثير من القراء وخلاصته: لماذا لم تشتر AMD شركة Nvidia إذاً؟ فهي ستمنحها كل ما يمكن أن تمنحها إياه ATI ، علاوةً على أن حصتها من سوق بطاقات الرسوميات ومعالجاتها أكبر نسبياً من حصة ATI؟
الإجابة على هذا السؤال حقيقةً ذات شقين.. الأول هو أن Nvidia أغلى ثمناً بكثير من ATI وعملية شرائها خارج القدرة المالية لـ AMD أو حتى Intel. أما الشق الثاني فيتعلق بذهنية الإدارة الموجودة في Nvidia التي يقودها السيد Jen-Hsun والتي تمتلك شيئاً من النرجسية في الإدارة شبيهة بتلك التي يمارسها ستيف جوبز في إدارته لشركة Apple.
على كل تبقى أحد أهم المنتجات التي سنحصل عليها من هذا التحالف والتي تعتبر ثمرة أصيلةً له لم تكن لتوجد لولاه، والتي على أساسها اخترت عنوان المقال (واحد + واحد = ثلاثة) هي معالجات Fusion التي يترقبها الجميع في الربع الأخير من العام 2008 المقبل.
معالجات Fusion هذه ستكون أول معالجات تجمع بين وحدة المعالجة المركزية التقليدية وبين معالج الرسوميات التقليدي لى رقاقة واحدة. بحيث يصبح بإمكان هذا المعالج القيام بمهام معالجة الرسوميات إلى جانب مهامه الأخرى دون الحاجة إلى بطاقة خاصة لمعالجة الرسوميات كما هو عليه الحال اليوم.
معالجات Fusion لم تكن لتصبح أمراً ممكناً لولا اجتماع الخبرات الكبيرة لكل من AMD و ATI وتسخيرها معاً لإنتاج سلاسة جديدة من المنتجات لم تكن معروفةً في السابق. حتى إنتل وجدت نفسها مجبرة على مجاراة هذه الخطوة من خلال تقديم نموذج مماثل في نسخ متأخرة من معالجات Nehalem المتوقعة في نهاية العام المقبل أيضاً؛ لأنها إن لم تفعل ذلك فستجد نفسها سريعاً خارج اللعبة.
هذا النوع الهجين من المعالجات سيقلب التقنية التي تصنع وفقاً لها الحواسب المحمولة مثلاً رأساً على عقب، وسيشكل ثاني خطوة جدية على طريق الوصول إلى ما يسمى بـ: الحاسب على رقاقة أو System on Chip، بعد أن انتهت الخطوة الأولى بقيام AMD مع معالجات Athlon 64 السابقة بدمج وحدة التحكم بالذاكرة Memory Controller بالمعالج نفسه.
https://www.alrakameiat.com/images/no65/no6516.jpg
مفاهيم أخرى كثيرة ستطرح خلال الأشهر والسنوات القليلة الماضية (منها معالجات الرسوميات متعدد الأنوية Multi-Core GPUs) من شأنها أن تثبت أن عملية الدمج بين ATI و AMD لم تكن قراراً مصيرياً بالنسبة للشركتين فقط؛ بل لحظة مصيريةً بالنسبة لصناعة الاسب بأكملها التي ستتغير الكثير من مفاهيمها المسلم بها اليوم بفعل الأفكار والاحتمالات التي من الممكن أن اولد عند اجتماع قمة ما توصلت إليه تقنية صناعة وحدات المعالج ةالمركزية مع قمة ما توصلت إليه تقنية صناعة معالجات الرسوميات.. أما الرابح الكبر من مثل هذه الثورات التقنية فهو بالتأكيد نحن المستخدمون العاديون الذين سيحصلون بالنتيجة على أداء أعلى ووظائف أكثر بسعر أقل وهو حلم كل المستخدمين في نهاية المطاف.
منقول
AMD + ATI
قبل سنة من الآن تقريباً في الخامس والعشرين من تشرين الأول من العام 2006 وفي صفقةٍ بلغت قيمتها 5.4 مليار دولار تم الإعلان عن شراء AMD ثاني أكبر مصنعي وحدات المعالجة المركزية CPUs في العالم لشركة ATI الكندية و التي تعتبر هي الأخرى أحد أكبر صانعين في العالم للمعالجات الرسومية GPUs. هذه الصفقة وإن كانت لا ترقى من حيث الحجم إلى مستوى صفقة اندماج HP و Compaq مثلاً؛ أو إلى مستوى صفقة شراء Lenovo لقسم الحواسب في IBM، إلا أنها ستكون بالتأكيد أكثر تأثيراً على مستقبل صناعة الحواسب ككل والمنحى الذي سيسلكه تطور هذه الصناعة.
https://www.alrakameiat.com/images/no65/no6515.jpg
طبعاً حتى الآن لا زال الوقت مبكراً للحديث عن نتائج مادية (منتجات وماشابه) لهذه الصفقة حيث أن AMD لا تزال في مرحلة هضم ATI – إذا صح التعبير- واستيعاب القدرات الهندسية و التصميمية للشركة الكندية ضمن شركة AMD الأم. لكن تأثيراتها على مستوى الصناعة ككل قد بدأت للتو، كما أن أول منتجات العملاق الجديد والممثلة بطقم الرقاقات RD790 الجديد الخاص بمعالجات Phenom المستقبلية أصبح قاب قوسين أو أدنى.. ناهيك بالطبع عن الثمرة الأبرز لهذا الاتحاد وهي معالجات Fusion المستقبلية التي ستبصر النور في نهاية عام 2008 القادم. على كل فنستعرض معاً أهم ما يمكن ان تأتي به هذه الصفقة من منتجات وتقنيات إلى جانب انعكاساتها على صناعة الحاسب ككل.
بدايةً لا بد من القول أن AMD لم تلجأ إلى عملية الشراء هذه من باب التكتيك أو كنوع من الترف، بل هو خيار استراتيجي لجأت إليه AMD مجبرةً لا مخيرة. فالحجم الهائل لمنافستها Intel وإنتاجها المتنوع الذي لا يقتصر على وحدات المعالجة المركزية بل يتعداها ليشمل معالجات الرسوميات والمعالجات الخاصة بالهواتف النقالة والمساعدات الشخصية PDAs دون أن ننسى بالطبع أطقم رقاقات اللوحات الأم التي تمكن من Intel من تقديم حلول شاملة بصورة منصات Platforms متكاملة مثل منصة Centrino، كل هذه النقاط تفرض على AMD أن تكبر وتوسع نطاق أعمالها وإلا فإنها ستكون مهددة بالزوال وفقدان حصتها من السوق التي قاتلت طويلاً حتى انتزعتها.
https://www.alrakameiat.com/images/no65/no6511.jpg
عندما ننظر إلى الأمور من هذه الزاوية يصبح من السهل جداً فهم الفكر الذي انطلقت منه AMD في شرائها لـ ATI.. فبهذه العملية تمكنت AMD بين ليلة وضحاها من امتلاك القدرة على منافسة غريمتها إنتل بل والتفوق عليها في معظم إن لم يكن كل المجالات السابقة:
• ATI مثلاً هي أحد أهمم مطوري معالجات الرسوميات في العالم وبشرائها اختصرت AMD سنيناً من الأبحاث ومئات ملايين الدولارات كان يتعين عليها إنفاقها لامتلاك الخبرة اللازمة في هذا المجال.
• ATI تنتج أيضاً نماذجاً متفوقة من أطقم الرقاقات Chipsets لاسيما في مجال الحواسب المحمولة وهي نقطة ضعف رئيسية طالما عانت منها AMD في هذا المجال.. وبذلك وبعد عملية الشراء هذه أصبح باستطاعة AMD لأول مرة أن تقدم منصات منافسة لمنصة Centrino التي تسيطر من خلالها إنتل على سوق الحواسب المحمولة وهو ما سوف تقوم به في القريب العاجل بالفعل.
• حتى الرابع والعشرين من تشرين الأول 2006 كانت حصة AMD من سوق تجهيزات الملتيميديا المنزلية (أجهزة التلفاز عالية التحديد، منصات الألعاب مثل الـ Xbox و الـ Playstation، معالجات الرسوميات الخاصة بالمساعدات الرقمية الشخية PDAs والهواتف المحمولة) لا تتجاوز الصفر بالمائة؛ أي أنها لم تكن موجودة عملياً. لكن وبشرائها لـ ATI أصبحت AMD بين ليلةٍ وضحاها تسيطر على 30% من سوق معالجات الرسوميات الخاصة بالهواتف النقالة ةالمساعدات الشخصية، وأكثر من 60% من سوق منصات الألعاب (ATI نقدم معالجات الرسوميات الخاصة بمنصتي Xbox360 و Nintendo WII)، و20% من المعالجات الخاصة بأجهزة التلفاز عالية التحديد. أي أن AMD تمكنت من حرق المراحل وتحقيق خرق هام في قطاعات كان من المستحيل عليها عملياً الدخول إليها دون إنفاق مال ووقت طائلين.
https://www.alrakameiat.com/images/no65/no6538.jpg
عندما شرحت هذه النقاط في السابق لأحد الأصدقاء المهتمين أجابني بسؤال هام بالفعل لا شك أنه سيراود الكثير من القراء وخلاصته: لماذا لم تشتر AMD شركة Nvidia إذاً؟ فهي ستمنحها كل ما يمكن أن تمنحها إياه ATI ، علاوةً على أن حصتها من سوق بطاقات الرسوميات ومعالجاتها أكبر نسبياً من حصة ATI؟
الإجابة على هذا السؤال حقيقةً ذات شقين.. الأول هو أن Nvidia أغلى ثمناً بكثير من ATI وعملية شرائها خارج القدرة المالية لـ AMD أو حتى Intel. أما الشق الثاني فيتعلق بذهنية الإدارة الموجودة في Nvidia التي يقودها السيد Jen-Hsun والتي تمتلك شيئاً من النرجسية في الإدارة شبيهة بتلك التي يمارسها ستيف جوبز في إدارته لشركة Apple.
على كل تبقى أحد أهم المنتجات التي سنحصل عليها من هذا التحالف والتي تعتبر ثمرة أصيلةً له لم تكن لتوجد لولاه، والتي على أساسها اخترت عنوان المقال (واحد + واحد = ثلاثة) هي معالجات Fusion التي يترقبها الجميع في الربع الأخير من العام 2008 المقبل.
معالجات Fusion هذه ستكون أول معالجات تجمع بين وحدة المعالجة المركزية التقليدية وبين معالج الرسوميات التقليدي لى رقاقة واحدة. بحيث يصبح بإمكان هذا المعالج القيام بمهام معالجة الرسوميات إلى جانب مهامه الأخرى دون الحاجة إلى بطاقة خاصة لمعالجة الرسوميات كما هو عليه الحال اليوم.
معالجات Fusion لم تكن لتصبح أمراً ممكناً لولا اجتماع الخبرات الكبيرة لكل من AMD و ATI وتسخيرها معاً لإنتاج سلاسة جديدة من المنتجات لم تكن معروفةً في السابق. حتى إنتل وجدت نفسها مجبرة على مجاراة هذه الخطوة من خلال تقديم نموذج مماثل في نسخ متأخرة من معالجات Nehalem المتوقعة في نهاية العام المقبل أيضاً؛ لأنها إن لم تفعل ذلك فستجد نفسها سريعاً خارج اللعبة.
هذا النوع الهجين من المعالجات سيقلب التقنية التي تصنع وفقاً لها الحواسب المحمولة مثلاً رأساً على عقب، وسيشكل ثاني خطوة جدية على طريق الوصول إلى ما يسمى بـ: الحاسب على رقاقة أو System on Chip، بعد أن انتهت الخطوة الأولى بقيام AMD مع معالجات Athlon 64 السابقة بدمج وحدة التحكم بالذاكرة Memory Controller بالمعالج نفسه.
https://www.alrakameiat.com/images/no65/no6516.jpg
مفاهيم أخرى كثيرة ستطرح خلال الأشهر والسنوات القليلة الماضية (منها معالجات الرسوميات متعدد الأنوية Multi-Core GPUs) من شأنها أن تثبت أن عملية الدمج بين ATI و AMD لم تكن قراراً مصيرياً بالنسبة للشركتين فقط؛ بل لحظة مصيريةً بالنسبة لصناعة الاسب بأكملها التي ستتغير الكثير من مفاهيمها المسلم بها اليوم بفعل الأفكار والاحتمالات التي من الممكن أن اولد عند اجتماع قمة ما توصلت إليه تقنية صناعة وحدات المعالج ةالمركزية مع قمة ما توصلت إليه تقنية صناعة معالجات الرسوميات.. أما الرابح الكبر من مثل هذه الثورات التقنية فهو بالتأكيد نحن المستخدمون العاديون الذين سيحصلون بالنتيجة على أداء أعلى ووظائف أكثر بسعر أقل وهو حلم كل المستخدمين في نهاية المطاف.
منقول