المصادر المفتوحة
نبذة تاريخية عن حركة المصادر المفتوحة
في عام 1998 أرادت شركة نتسكيب Netscape إطلاق الشيفرة المصدرية لمتصفح الإنترنت الخاص بها. ولمساعدتها في ذلك طلبت استشارة شخص يدعى إريك ريموند Eric Raymond. أحد رواد حركة البرمجيات الحرة ومؤلف (الكاتدرائية والبازار). بعد اجتماعه مع نتسكيب قرر إريك مع عدد من هواة لينكس (وبموافقة ضمنية من لينوس) تأسيس (مبادرة المصادر المفتوحة Open Source Initiative) لاستخدامها كبديل عن تعبير (البرمجيات الحرة). إستمدت هذه المبادرة مبادئها من إرشادات البرمجيات الحرة لتوزيعة ديبيان Debian وبنيت على تعريف المصادر المفتوحة (Open Source Definition) والذي يحدد ملاءمة شروط ترخيص أي برنامج لشروط البرمجيات مفتوحة المصدر، وفي حال تحقيقه لهذه الشروط فإنه يمنح حق استخدام العلامة التجارية(علامة ترخيص المصادر المفتوحة (Open Source Certification Mark).
يقول " إيريك إس رايموند" اذا دخلنا الى احد المكاتب التنفيذية وقلنا "free software" فلو كنت محظوظا فان الاجابة ستكون مثلا "امم.......... البرامج المجانية ...رخيصة ...زائفة...وعديمة الفائدة" واذا كنت محظوظا فسيكون لها ارتباط بهجوم مؤسسة البرامج الحرة على حقوق الملكية الفكرية والتى بغض النظر عن رايك الاخلاقى فيها فهى سوق ضئيلة وليس بالشىء الذى تحب التجارة سماعه .
يستكمل لاري أوغسطين الكلام عرف "اريك رايموند" ان هناك مشكلة كنا ندعوها "البرامج الحرة" ولكن الناس اخذوا كلمة "حرة" وربطوها بمجانية ودون تكلفة واعتقدوا انهم لا يستطيعون جمع المال او البيع وهو مفهوم خاطىء تماما , وكنا نود ايصال رسالة ان البرنامج مفتوح وان النص المصدرى متاح وهى اشياء مهمة .
يؤمن مؤسسى مبادرة البرمجيات المفتوحة بان البرمجيات الحرية والبرمجيات المملوكة يمكنهما ان يتعايشوا معا , حيث اتضح ان الكثير من المبرمجين (مؤلفى البرامج) ورجال الاعمال (الشركات التجارية) ليس لديهم استعداد لتسويق منتجاتهم وخدماتهم فى
الاسواق تحت مبدا "حرية بلا حدود...الا حد منح الحرية للاخرين ”التى تنتهجها رخصة "GPL” لذلك عملوا على وضع مبادىء جديدة لمبادرة المصادر المفتوحة مشتقة من تعريف ديبيان للبرمجيات الحرة , ومن هنا فتح الباب لكتابة تراخيص جديدة.
بما أن مبادرة المصادر المفتوحة مبنية أساساً على تعريف المصادر المفتوحة، فإن أي إتفاقية ترخيص توفي بجميع شروط هذا التعريف تعتبر إتفاقية ترخيص لبرمجيات مفتوحة المصدر. هذه المرونة شكلت متنفساً للكثير من الشركات التجارية والمطورين على حد سواء والذين لم يكونوا مستعدين للإلتزام بجميع شروط إتفاقية الترخيص العمومية GPL في البرمجيات التي يقومون بتطويرها. وهكذا سرعان ما تنامى عدد إتفاقيات الترخيص المشمولة ضمن تعريف المصادر المفتوحة (والتي يصل عددها اليوم 57 إتفاقية بما فيها
إتفاقية الترخيص العمومية).
مما لا شك فيه أن تعريف المصادر المفتوحة يتيح إطلاق برمجيات مفتوحة المصدر ضمن إتفاقية ذات شروط أقل صرامةً من شروط إتفاقية الترخيص العمومية. وبالتالي فإن البرمجيات الحرة تعتبر مفتوحة المصدر ولكن ليست جميع البرمجيات مفتوحة المصدر
برمجيات حرة. لتوضيح هذه النقطة فيما يتعلق بالتسمية فإن أي برنامج يطلق تحت إتفاقية الترخيص العمومية فهو برنامج حر ومفتوح المصدر،أما البرمجيات التي تطلق ضمن أى إتفاقية من الإتفاقيات المعتمدة ضمن مبادرة المصادر المفتوحة فهي برمجيات مفتوحة
المصدر و ربما غير حرة.
فلسفة المصادر المفتوحة
تعريف بمبادرة المصادر المفتوحة "Open Source Initiative ”
هي برمجيات يمكن للجميع الإطلاع على مصدرها والكود البرمجي الخاص بها، ولا يعني ذلك بالضرورة أن تكون حرة للجميع. وتعتبر حركة تسويقية انتهجتها بعض الشركات لكي تعطي المستخدم الثقة الكاملة لمعرفته كيفية عمل البرنامج بسبب إمكانية الوصول إلى الكود المصدري لهذا البرنامج. عبر اتفاقية ترخيص توضح ما يمكن ان يتم فعله بالكود المصدرى.
نشأة البرمجيات مفتوحة المصدر
نشات مؤسسة البرمجيات مفتوحة المصدر عام 1998 دعا لها? جون"?،"maddog?لاري أوغسطين، إيريك إس رايموند، بروس ?بيرنز
رسميا حيث روجوا للبرامج مفتوحة المصدر على اساس البراعة التقنية , بعض برمجيات المصادر المفتوحة تعتبر برمجيات حرة و لكن كل منهما يستند الى فلسفة مختلفة فى التفكير حيث ان البرامج المفتوحة منهجية تطوير تعتمد على البراعة التقنية
اهداف البرمجيات مفتوحة المصدر :
يقول بروس بيرنز هى طريقة لتعاون الناس فى البرامج دون اعاقتهم بمشكلات الملكية الفكرية او التفاوض بعقود فى كل مرة تشترىفيها برنامج ما او تدخل العديد من المحاميين , بشكل عام نحن نرغب ان تعمل البرامج بشكل جيد ونرغب بان نجعل الناس يشاركون فى اصلاح الاخطاء وما الى ذلك , ولذلك فاننا نتخلى شيئا ما عن بعض حقوق الملكية الفكرية ونجعل العالم باكمله يستخدم البرامج , لقد بدات هذه الفكرة فى الحقيقة مع نشوء الحاسوب فى ذلك الحين تم تناقل البرامج بين الناس واظن انه فقط مع نهاية السبعينات وبداية الثمانينات بدا الناس باحتكار برامجهم والقول لا يمكنك مطلقا النظر الى نص البرنامج , لا يمكنك تغيير البرنامج حتى لو اضطررت لاصلاحها من اجل مصلحتك الشخصية و يمكنك فى الحقيقة القاء بعض اللوم على ميكروسوفت هم كانوا الرواد فى نموذج البرمجيات المملوكة .
الكاثتدرائية والبازار
يقول إيريك إس رايموند لقد كتبت الكاثدرائية والبازار ومثلت ملاحظاتى وتحليلى الانسانى الذى يجعل عالم المصادر المفتوحة ينجح ,لم نسميه هكذا فى حينها ,كنا نستخدم مصطلح البرامج الحرة بشكل اساسى , لذا فقد كانت ملاحظاتى حول ما جعل البرمجيات الحرة
تعمل وكيف امكننا انتاج برامج ذات نوعية ممتازة , وعلى الرغم من مخالفة قواعد هندسة البرمجيات باستمرار . فى تلك الورقة البحثية اوضحت التناقض بين اسلوبين مختلفين فى التطوير اسلوبين متناقضين للتطوير , الاول هو اسلوب التطوير التقليدى المغلق
والذى اسميه اسلوب الكاثيدرائية فى ذاك النوع هناك اهداف محددة جدا , هناك مجموعات عمل صغيرة تعمل عادة بشكل هرمى الصلاحيات وهناك فترات اصدار طويلة للبرامج ومن ناحية اخرى ما ميزته يحدث فى عالم لينكس , كان متناضرا اكثر وغير مركزى
كطراز السوق او البازار الذى له فترات اصدار قصيرة جدا وارتباط ثابت مع ردود الاشخاص والذين يكونون خارج اطار المشروع عادة واستفتاء مكثف للطرف الاخر والشىء المذهل اننى كلما نظرت الى هذا الامر يظهر انه يستحوذ على الايجابيات المفترضة فى الطريقة التقليدية المغلقة فى استعراض اراء الطرف الاخر يبدو انه يفوز ويبدو انه يعطيك نتائج جيدة .
تعريف بمبادرة المصادر المفتوحة "Open Source Initiative ”
وهو تعريف عام مشتق من دليل ديبيان للبرمجيات الحرة و التى كتبها بروس بيرنز :
1- حرية اعادة التوزيع . 2- اتاحة الشيفرة المصدرية للبرامج . 3- السماح بتعديل البرامج . 4- الحفاظ على الحق الادبى للمؤلف . 5- عدم التمييز بين اشخاص او مجموعات . 6- عدم التمييز ضد مجالات الاستخدام . 7- قابلية تداول الترخيص . 8- لا يمكن ان تكون الرخصة متاحة لمنتج معين بالذات . 9- الترخيص لا يمكن ان يلوث البرمجيات الاخرى.
انجازات مبادرة المصادر المفتوحة فى نشر "جنو/لينوكس”
ساهمت مبادرة المصادر المفتوحة فى انتشار جنو/لينوكس بين اوساط المستخدمين (مستعملى المنازل و الشركات) والمبرمجين (مؤلفى البرامج ) ورجال الاعمال (الشركات التجارية) فى وضع رخص واقعية يستفيد منها الجميع . تم اعتماد فلسفة المصادرالمفتوحة فى العديد من توزيعات لينوكس الشهيرة مثل ريدهات لينوكس و فيدورا لينوكس و اوبونتو لينوكس . كما تعتمدها الكثير من شركات البرمجيات الخاصة التى تحولت من سياسة اغلاق الكود المصدرى بشكل كامل الى اتاحة الكود للعامة تحت اتفاقية ترخيص تحافظ فيها الشركة على حقوقها الادبية و مكاسبها المالية و تسمح لها بتطوير منتجها بشكل اكثر سرعة وافضل تقنيا واقتصاديا.
من أكثر جزئيات فلسفة المصادر المفتوحة جدلاً التساؤل الذي يطرحه الكثيرون: ما الذي يدعو هذا العدد الهائل من المبرمجين الموهوبين من خارج الشركة المنتجة للعمل دون مقابل؟ وهنا لا بد لنا من ذكر مفهوم (الحوافز)، ففي مجتمع يعتبر فيه تأمين الحاجات
الأساسية للإنسان مضموناً إلى حد ما، فإن المال يفقد قيمته كأكثر الحوافز أهمية، ومن المعروف أن الإنسان يعطي أفضل ما لديه عندما يكون مدفوعاً بهاجس تحقيق حلم ما، عندها يحصل على المتعة الحقيقية. وهو ما ينطبق على مهندسي البرمجيات كما ينطبق على الفنانين والنحاتين والمبدعين.
تتيح فلسفة المصادرالمفتوحة للناس أن يعيشوا أحلامهم، أن يحصلوا على المتعة الحقيقية التي يبتغون، وأن يعملوا مع أفضل المبرمجين في العالم، وليس فقط تلك القلة التي تم توظيفها ضمن الشركة التي يعملون فيها. يعمل مطوروا المصادر المفتوحة جاهدين لكسب احترام نظرائهم، وهو ما أثبت أنه من أكثر الحوافز الإنسانية فاعليةً. وقد قلت في فقرة سابقة بأن المال قد يفقد قيمته كحافز أساسي، وأنا ما زلت عند كلامي، ولكنني سأقول بأن المال ليس بحد ذاته سيئاً فيما لو حصلت عليه مقابل العمل الجاد.
عندما يسمع الناس للمرة الأولى باحتمال إتاحة الشيفرة المصدرية لمنتج تجاري بدأوا يطرحون الأسئلة : كيف سيتحمل الأشخاص ضمن الشركة حقيقة أن شخصاً ما من خارج الشركة سيقوم بإنجاز عمل ما بشكل أفضل من عملهم هم ؟ وخصوصاً ضمن الانتشار الواسع لهذه المعلومات كونها مفتوحة المصدر؟ أعتقد أن عليهم أن يشعروا بالسعادة لذلك، وخصوصاً أنهم يحصلون على رواتبهم
دون القيام بمعظم العمل. وفي هذا السياق فإن المصادر المفتوحة تظهر بوضوح من يستطيع إنجاز العمل ومن هو الأفضل!
تعتبر المصادر المفتوحة أفضل وسيلة لاستثمار المواهب الخارجية، ولكن الشركات الراغبة فى التحول ما زالت بحاجة إلى شخص ما في الداخل لمتابعة احتياجات ومتطلبات الشركة كما ان المطورين خارج حدود الشركة لهم اهدافهم ايضا التى ربما لا تاخذ نفس اتجاه اهداف الشركة , لذلك فان الشركات التى ترغب فى تطبيق نموذج المصادر المفتوحة عليها ان تقوم بتوظيف من يقوم بدور الارشاد والاشراف حتى تحقق برمجيات الشركة الهدف المرجو منها.
المفضلات